الخميس 2020-06-19 19:27:04 رئيس التحرير
الجولات الوزارية آخر مظاهر الحقبة ( الخميسية) .. حسابات الحقل والبيدر وهمسة في أذن المهندس عرنوس؟!
الجولات الوزارية آخر مظاهر الحقبة ( الخميسية) .. حسابات الحقل والبيدر وهمسة في أذن المهندس عرنوس؟!
كتب أيمن قحف
تابعت أمس ، باهتمام وشغف جولة الوفد الوزاري في محافظة اللاذقية ، وقبلها في طرطوس وحمص ودير الزور والرقة وريف دمشق وحلب ...
هل نسيت شيئاً؟!!
أتأمل الصور جيداً، أحدق ملياً في صورة وزير المالية الدكتور مأمون الحمدان ، رئيس اللجنة الاقتصادية ، رئيس كذا مجلس وهيئة ، عضو كل اللجان والمجالس ، الاستاذ في جامعة دمشق و أسأل نفسي : ماذا يفعل هذا الرجل بقميص نصف كم في اللاذقية في يوم انطلاق قانون قيصر اللعين ؟!!
هل هو هناك مفيد للدولة والشعب أكثر من جلوسه في مكتبه لوضع سيناريوهات مواجهة الأزمات المقبلة ؟!!
هل هو اخلاص لقرارات حكومة خميس وميوله الاستعراضية؟
وماذا يفيد وجوده في نبع السن أو مركز خدمة المواطن أصلاً؟!!
ماذا يفعل المهندس أحمد قادري وزير الزراعة في مركز خدمة المواطن أيضاً؟!!
أليس من الأفضل له وللوطن والمواطن أن يتابع كل شبر في أرض الوطن كيف يمكن أن نزرعه لمواجهة العقوبات والجوع الذي يدق الأبواب ؟!!
لن أواصل ذكر الأمثلة التي لا تأخذ بالتأكيد أي طابع شخصي ، ولكن سأتحدث عن الجولات الوزارية وجدواها وميزان الربح والخسارة ..
بلا شك من الضروري لكل مسؤول أن ينزل للميدان ويقابل الناس و يتواصل معهم ويزور منشآته، ويطمئن على موظفيه وحسن سير العمل ، ولكن يفترض أن يتم ذلك وفق خطة وبرنامج ورؤية واضحة تضع ادارة الوقت والوصول لنتائج حقيقية في مقدمة الاعتبارات، و أن تكون هناك تهيئة مسبقة تجعل زيارة المسؤول مترافقة مع قرارات واجراءات تخلق الفارق بين الايام الاعتيادية النمطية وبين الحضور القوي للمسؤول .
هذا عن مسؤول واحد وفي قطاعه ، الآن كيف يمكن لزيارة سبع وزراء لقطاع واحد منهم مفيدة مقارنة مع وجودهم في مكاتبهم لإدارة القضايا الكبرى أو في جولة خاصة بقطاع كل واحد منهم ، مثلما رأينا وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال البرازي في سوق الهال مثلاً، ومثلما علمنا مراراً - ودون كاميرات أو سوشال ميديا بحضور وزير الموارد المائية - رئيس مجلس الوزراء حالياً المهندس حسين العرنوس في منشآت الري والسدود في أوقات لا يتوقعها أحد ؟!
جولة وزارية عالية المستوى ، نتائجها الوحيدة التغطية الإعلامية ، وتغيير الجو ، ومصاريف التنقل والإقامة والإطعام ، وغياب الوزراء عن مكاتبهم ..
لنتحدث في المفيد :
نأمل من السيد رئيس مجلس الوزراء أن يضع آلية جديدة للجولات الوزارية تتضمن التحضير المسبق من قبل لجنة مختصة مؤهلة من الحكومة والمحافظة المعنية ، تحدد البرنامج من بين عشرات الخيارات المطروحة، وتتقي الأكثر أهمية ، وتذهب اللجنة للمواقع وتضع مشاريع قرارات تكون زيارة اللجنة مناسبة لصدورها ليعرف الناس الخير القادم مع الوفود الوزارية ..
لا بد من تحديد لقاءات مع النخب في كل محافظة أو منطقة وليس لقاءات عابرة مع ناس في الطريق أو المواقع فهؤلاء ليسوا جاهزين لتقديم افكار ناضجة وإنما فقط شكاوى ومطالب لا نقلل من أهميتها لكن الاهم الاستماع للنخب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفق تحضير مسبق..
إن جلسة ساعتين مع خمسةمن النخب الاقتصادية أو الاجتماعية والفكرية والثقافية للفريق الوزاري قد تزوده بما يساعده على التخطيط الافضل والاقتراب الناضج من احتياجات الناس هنا وهناك...
لطالما سألت نفسي: ما النتيجة من وقوف المهندس علي حمود ومجموعة وزراء مع مجموعة من المواطنين في سوق الهال بطرطوس أكثر من الصورة فقط؟!!
هل هؤلاء قادرين على شرح الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لسوق الهال والأسواق الشعبية والبيع المباشر؟!
أختم حديثي و أقول لدولة الرئيس المهندس حسين العرنوس:
جنة الوزراء اليوم مكاتبهم ، فالجولات والاجتماعات تأخذ معظم الوقت بحيث لا يستطيع الوزير قيادة قطاعه المعني فيه أصلاً ، ولتوقف هذه الجولات غير المجدية بشكلها الحالي ، ويمكن أن نستثمر وقت السادة وزراء الدولة، وهم أعضاء في الحكومة أن يكونوا عينها في الميدان..
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024