الجمعة 2020-09-11 20:32:25 **المرصد**
رسالة من جزر الشمس !
كتب: مجد عبيسي
أحزنني أمس اعتراف أرسله صديق لي من جزر الشمس، قال فيه أنه يستشيرني قبل الإقدام على سر.. وصفه بالخطير:
سر خطير ترددت كثيراً قبل عزمي إفشاءه عبر إعلامنا، ولكني عزمت أمري بعد أن تيقنت.. وسأتحمل تبعات قراري هذا.
أنصح جميع مواطني الجزيرة بالتسلح بأي قطعة صلبة يرون أنها تصلح سلاحاً أبيضاً أو أسوداً للمرحلة السوداء القادمة، فنحن مقبلون على حرب طاحنة لن تبقي ولن تذر، سيشارك فيها جميع أفراد الشعب مع بعض الاستثناءات.. الكثيرة... والكثيرة جداً على ما أظن !!
كيف توصلت إلى هذا؟.. سأخبرك:
بعد وقفات مطولة مع الذات.. فوق الميزان الالكتروني، أكتشفت أن وزني ينقص -كل بضعة أشهر- دون أي جهد رياضي مني أو برنامج تخسيس مقصود!.. ماذا يحدث ؟!!
لم أمرر الموضوع مرور الكرام، فقد شككت بنظرية مؤامرة تحاك ضدي.. وخصوصاً بعد أن استيقظ التحري الصغير في داخلي، وبدأت بالتحقيق.. ما الذي تغير لتحدث هذه الخسارة؟
استعرضت نهاري الطبيعي، وكيف أقف صباحاً زهاء الساعة على طابور فرن الخبز، أترقب لحظة السعادة الغامرة عند تقليدي ربطاتي الفاخرة، وكيف أعارك لنصف ساعة أخرى خروجاً من الطابور... وأنا أشكر الحكومة على منحي ترف السعادة هذا.
ثم أعود منزلي وأرتمي على سريري لألتقط أنفاسي الحارة، وأنا أتصبب عرقاً.. وأستمر بالتصبب عرقاً طالما بقيت في المنزل، فجو الجزيرة خانق هذه الأيام، والمكيف للزينة فقط.. وبراد الماء شبيه بخزانة ملابسي!..
تلك الخزانة التي أسحب منها كل يوم فردتين مختلفتين من الجوارب، متحسساً في الظلام.. ومعتمداً على حدسي الذي يخطئ دوماً!!.. ولكن فهمت فيما بعد تكتيك حكومتنا.. قد كانت لمصلحتي.. كيف؟ سأخبرك:
ممارستي لارتداء الجوارب المختلفة بشكل يومي، قد ذهبت موضة في حارتنا.. فكل أهالي الحي باتوا يلبسون الجوارب مختلفة.. ولولا خطة التعتيم المقصودة، لما أدركت شعبيتي ورغبة جمهور حارتي في تقليدي!!
وما إن أخرج.. حتى يبدأ البدن بالاهتزاز وتذويب السيلوليت مع قراءة الأسعار، وتبدأ عملية نتح احتباسات السوائل!
وأعود مساءً إلى سريري الحار.. وأستلقي في الظلام وأعود لممارسة هوايتي بالتصبب عرقاً.. وإذابة ما بقي من شحوم ضارة.
هذا هو يومي باختصار..
تبين لي -يا صديقي- بعد التحليل، أنه ليس هناك نظرية مؤامرة ولا هم يحزنون، بل هو برنامج تدريبي حكومي لنا، شاق وواسع النطاق، شبيه ببرامج الصاعقة للقوات المسلحة في جيوش العالم، في أوقات الجاهزية العالية قبيل إقحام القوات في الحروب الطاحنة!
فلابد أن هناك حرب قادمة.. ولكن لم يخبرونا بها بعد.. ما رأيك؟..
وأظن -حقيقةً- أن يوم الاشتباك قد شارف، فقد بات وزني اليوم مناسباً لحمل نعشي على الأكتاف.
تقبل مودتي.. صديقك (ط ، ز)
طويت رسالة صديقي، وضعتها جانباً واكتأبت من وضعهم التعس.. وفكرت بماذا أرد عليه وأنا أمارس هوايتي.. بالتصبب عرقاً..؟!
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024