السبت 2022-05-07 13:45:19 أخبار اليوم
قصة نجاح ترفع لها القبعة ... جريح حرب حوّل إصابته إلى تجربة حياتية تستحق الحديث عنها
قصة نجاح ترفع لها القبعة ... جريح حرب حوّل إصابته إلى تجربة حياتية تستحق الحديث عنها

آية قحف

تشكل البدايات في أي مشروع أو مسيرة صعوبة عارمة ، ولكن بالاستمرار والعزيمة تذلل العقبات ونجعل لتلك المسيرة طعماً مختلفاً ، ونكتب حروفها بفخر ، لأن قصص النجاح المختلفة نسبياً تحرك داخلنا الحس الصحفي ، وتدفعنا للبحث والتحري في ما وراء هذه القصة وتلك .

ومن القصص اللافتة التي قرأت حروفها وتأثرت هي قصة جريح الحرب عامر سمور ، لذلك بحثت عنه لمعرفة حكايته بتفاصيل أكثر .

عامر ابن الثلاث وثلاثين عاماً والذي فقد 85% من حركته الجسدية راجعة لإصابته بطلق ناري في الرقبة أثناء الدفاع عن الوطن وبات مضطراً للاستعانة بكرسي متحرك من أجل الوصول إلى عمله لتكون هذه الكرسي أيضاً شاهداً على نيله كأس الجمهورية بالريشة الطائرة .

الجريح سمور واجه في البداية صعوبات كثيرة في التأقلم مع الإصابة واستخدام الكرسي ولا سيما أنه كان بطلاً رياضياً في الفنون القتالية ، لكنه أراد  أن يثبت للجميع أن المصاب بإمكانه ممارسة حياته بشكل طبيعي إذا امتلك الإرادة والعزيمة،  مشيراً إلى أنه عاد مجدداً لممارسة الرياضة لكنه اختار ما يناسب إصابته وبدأ بالتدرب على الريشة الطائرة وحصل عام 2019 على بطولة كأس الجمهورية في اللاذقية ، متمنياً الوصول إلى العالمية لرفع اسم بلاده عالياً .

ولكن ما لفتني في تفكير عامر أنه مارس الرياضة بحب وشغف لكن قال لي أنه كان لا بد من التفكير في العمل لتأمين حياة كريمة لأسرته وبعد تردده على ورشة خياطة يمتلكها أحد أقاربه ومراقبة العمل قرر احتراف المهنة ، التي كانت في البداية متعبة كثيراً بسبب احتياج الآلة لحركة الأطراف العلوية السفلية وبعد مناقشة الأمر مع صاحب الورشة أجري تعديل على الآلة لتناسب وضعه الصحي عبر الاكتفاء بحركة اليدين .

وبتعديلات بسيطة على سيارته أيضاً نجح سمور في جعل حياته أكثر سهولة وبات قادراً على التنقل والسفر مبيناً أن طموحه لن يتوقف وخاصة أنه عاد للدراسة عام 2019 وحصل على الشهادة الثانوية والتحق بجامعة دمشق قسم الأدب الإنكليزي وحلمه أن يعمل مستقبلاً بمهنة التدريس.

ولكن ما أحزنني في حديثه بأن برنامج جريح الوطن الذي يعنى بجرحى الجيش لم يشمله لأن إصابته لم تكن جراء عمليات حربية ، والبرنامج جديد  نسبياً ، وإصابته قديمة منذ عام 2012 وحينها لم يكن هناك تصنيفات للإصابة ، وعند لجوئه لجمعيات مثل العرين كان الرد بانها تعنى بشؤون القوات الرديفة .

وعند سؤالي له عما إن كان منتظراً دعم أي جهة ، رد بأنه قبل الحرب الاقتصادية لم ينتظر أحداً ، ولكن بعد تراجع الأوضاع المعيشية ، تأمل لو عامله برنامج جريح الوطن كغيره من الجرحى وقدم له الدعم اللازم لأن المشكلة هنا باتت نفسية بعدم اعتباره كغيره ، لأن كان بالإمكان مساعدته مثلاً لإقامة مشروع صغير أو تنمية موهبة معينة ، ولكنهم اكتفوا بإرساله في سفرة غرب آسيا للمشاركة في البطولة كموهبة رياضية  مع بعثة جريح الوطن .

. ولكن ما يشعرني بغبطة هو حظي سمور بدعم عائلته وأصدقائه وزملائه للتغلب على الصعاب التي واجهته وكغيره من الشباب عاش بعد إصابته قصة حب تكللت بالزواج من شابة وقفت إلى جانبه وساندته ودعمته في قراراته وخياراته المستقبلية .

وأختم حواري الهادئ اللطيف مع عامر بتعبيري عن فخري بعزيمته وطموحه ، وأتمنى لعامر وغيره من الجرحى أن يحصلوا على رعاية ودعم خاص تكريماً لما قدموه للبلد 

... وأقول في النهاية .. بفخر هذا الشباب السوري الواعد ...

 

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024