سيريانديز- خاص

أطلقت وزارة السياحة في وارسو "مبادرة أنتمي"  لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية وذلك ضمن حفل أقيم في فندق ريجينت أحد أفخم فنادق وارسو، بهدف إظهار وجه سورية الحقيقي ، سورية المحبة والسلام والحضارة وإتاحة الفرصة للمغتربين للمساهمة بدعم كافة القطاعات الوطنية اقتصادياً , ولتحفيزهم على زيارة وطنهم

‫وعبر خدمة السكايب قال ‏وزير السياحة المهندس بشر يازجي خلال إطلاق مبادرة ‫‏أنتمي: لقد أطلقنا مبادرة  أنتمي لتكون مجالا مفتوحا .. ونافذة لكل سوري ومحب لسورية .. داخل سورية وخارجها ليؤدي جزءا من دوره في تجسيد الانتماء للبشرية والإنسانية التي تنطلق من هذه الأرض التي تنتمون إليها .. سورية

وأضاف: أنتمي هي مبادرة يعبر اسمها عنها .. ويعبر فعل المشتركين فيها عن إحساسهم العالي بالمسؤولية والانتماء .. ورغبتهم بصون التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية والحد من أضرار الحرب على ما هو محفور في ذاكرتنا

وتابع: المبادرة طرحت الانتماء كفعل مواز للإحساس به ..وإن كنا لا نطرح اقتناء القطع الموضوعة كشرط من شروط الانتماء إلا أننا نضع الاقتناء كفعل مساعد رمزي يساهم من خلاله المغترب السوري خاصة ..بشكل رمزي ومادي في عملية البناء التي ترتبط بالانتماء ..

وأشار إلى إن الانتماء هو عمل مستمر، وهو فعل وفاء للتضحيات التي بذلها أبطال، حيث بعضهم تحول لأيقونات لها مكانها في الذاكرة الجمعية السورية المرتبطة بالحرب، وبعضها مجهول الاسم واضح الأثر ونهدف من خلال مبادرتنا أن نفتح المجال أمام كل سوري .. وفي كل مكان .. وتباعا أن يساهم ولو برمزية الحدث والفكرة .

كما قال: مبادرتنا هذه انطلقت بناءَ على طلبات وإلحاح من المغتربين السوريين بإيجاد طريقة يساهمون فيها كل من مكانه..ويعبرون مجددا بذلك عن انتمائهم للأرض التي دونت أول معاهدة سلام وأول أبجدية وأول سلم موسيقي لأرض الحضارات ومهدها السوري في كل مكانه من العالم هو شريك في عملية النصر والوفاء، كما هو شريك عملية الصمود وسيكون شريكا في الأعمار من خلال كل فعل ومبادرة يقوم بها مهما تناهت في الصغر .

واضاف: لا يمكن لأحد أن ينكر دور المغترب السوري في الدفاع عن وطنه في وجه هذه الحرب الشرسة والذي يعتصر قلبه ألما وهو يرى وطنه من بعيد يتعرض لأشرس هجمة عرفها التاريخ الحديث من قوى الظلام واللحى المعتمة.

 وختم بالقول: تابعنا ونتابع كل ما تقومون به ..ونقدر عاليا ما تقومون به من مكانكم في الدفاع عن سورية، لا أدري إن كان يحق لي شكركم ..وأنا موقن أنكم لا تنتظرون شكرا من أحد وهل ينتظر من يدافع عن وطنه .. شكرا ..فكيف إذا كان الوطن سورية .

وفي كلمة للسفير السوري الدكتور إدريس ميّا  شكر خلالها الحرص على حضور الفعالية التي تسعى من خلالها وزارة السياحة لإظهار وجه سورية الحقيقي ، سورية الحضارة، صورة بلد أول أبجدية في التاريخ وليس الصورة التي يروج لها أصحاب الفكر الظلامي التفكيري الذين لا يعرفون إلا ثقافة القتل والذبح .

وأضاف: عندما نتكلم عن الحضارة السورية يتوقف العقل على أعتاب هذه التاريخ مندهشاً ، والأكثر إدهاشا أن هذه الحضارة شملت كل بقعة من الجغرافيا السورية، فكل حجر في سورية يحكي تاريخا وكل تلة تكتنز ثروة أثرية وما تم الكشف عنه ما هو إلا جزء يسير من هذه التاريخ والكثير لازالت تكتنزه الأرض السورية التي تداولت على أرضها العشرات من الحضارات القديمة بحيث يمكن اعتبار هذه البقعة من الأرض بمثابة الأم للبشرية وما جسده عالم الآثار الفرنسي أندريه بارو بقوله (لكل إنسان متحضر في هذا العام وطنان، وطنه الأم.. وسورية)

وتابع: سورية باختصار متحف كبير يحتوي على مواقع أثرية وتاريخية تتعلق بأكثر من 20 عهد مختلف من الحضارة الإنسانية.

كما قال: إن الصمت الدولي وعدم تسمية ما يحصل في سورية باسمه الحقيقية والاكتفاء بالاستنكارات الخجولة، إن وجدت، وعدم اتخاذ أية أفعال حقيقية توقف الإرهاب وتمويله، وبهدف المحافظة على المواقع الأثرية التي تمتاز بقيمتها الكبيرة ليس لسورية فقط، بل للإنسانية جمعاء، دفع بوزارة السياحة لإطلاق مبادرة (أنتمي) المبادرة الوطنية لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية لمواجه الفكر الظلامي التكفيري والإرهابي الذي يهدد سورية كياناً وتاريخاً حاضرا ومستقبلاً.

 حيث من أهداف المبادرة إفساح المجال للمغتربين السوريين ولكافة المعنيين في العالم من محبي التراث الإنساني للتعبير عن دعمهم لسورية في مواجه من يسعى لتدمير إحدى أهم مراكز الإشعاع الحضاري في العالم.

وتوجه السفير السوري  بالشكر لكافة المعنيين في جمهورية بولندا وخاصة في وزارة الخارجية والمركز البولندي للآثار لمساهمتهم الفورية في إرسال بعثة من الخبراء للمشاركة في ترميم الأضرار التي لحقت بآثار مدينة تدمر جراء أعمال العصابات الإرهابية، وكانوا أول بعثة أثرية تصل إلى تدمر بعد تحريرها من الإرهاب، وكل الشكر والتقدير والعرفان للجندي المجهول الذي عمل بصمت دافعه إلى ذلك حب الوطن والتمسك والإعتزاز بالانتماء إلية، إنه رجل الأعمال السوري السيد سامر الوهب.

من جانبه قال رجل الأعمال السوري سامر وهب في كلمة له: أرحب بكم أجمل ترحيب في افتتاح هذه الفعالية الوطنية, وأخص بالترحيب الأصدقاء البولنديين الذين جاؤوا من مختلف الوزارات و المؤسسات, ليؤكدوا أنهم مع حماية التراث الإنساني أينما كان في العالم, وهذا ليس بجديد على الشعب البولندي الصديق, الذي كان عبر تاريخه الطويل من دعاة الحب و السلام بين الشعوب, كما أرحب بالوفد القادم من بلدنا الحبيب سوريا مصطحباً معه رائحة الياسمين الدمشقي الذي لطالما اشتقنا إليه نحن المغتربين, و بالسادة أبناء الجالية السورية الأعزاء المقيمين في بولندا.

واضاف: شعرت بحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي, عندما تم الاتفاق مع سفارة الجمهورية العربية السورية ووزارة السياحة على تنظيم هذه الفعالية, وأتوجه بجزيل الشكر للسيد وزير السياحة المهندس بشر اليازجي و السيد د. إدريس ميا القائم بأعمال السفارة السورية في وارسو على ثقتهم الغالية, وأؤكد بهذه المناسبة أن عملي هذا ليس إلا جزءاً يسيراً مما يجب أن نقوم به خدمة لوطننا الأم سوريا, وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها هذه الأيام, وما تتعرض له من إرهاب أعمى منذ أكثر من خمس سنوات.

وتابع بالقول: دافعي إلى هذا محبتي و إيماني بوطني و اعتزازي بانتمائي له, وقناعتي الراسخة بأن كل شيء مهما غلا ثمنه يرخص أمام محبة الوطن الذي مهما فعلنا وقدمنا نبقى مقصرين في ذلك، وكلي أمل بأن نستطيع من خلال هذه الفعالية إبراز الصورة الحقيقية لبلدنا, بلد الحضارة والمحبة و العيش المشترك و الكرامة

وأكد وهب أن مبادة اليوم تهدف إلى ترسيخ انتمائنا إلى وطننا وطن الحضارة و الإنسانية، مضيفا: إن مبادرة " أنتمي " تعني كما قال السيد وزير السياحة في حفل انطلاقها رفع الصوت السوري عالياً بالانتماء بأوجه عدة مثّلها و يمثّلها كل يوم وساعة في ظل الحرب, لتتبلور كمبادرة وطنية صرفة فكرة و تنفيذاً، فالإنتماء يعني اليوم فعل الحياة و الصمود.

كما أنّ "أنتمي" تعني الانتماء لرجال الجيش العربي السوري الذين يحمون التاريخ و يحرسونه ليبقى للبشرية من الجذور ما يكفي لتعرف أن السوري لا يمكن أن ينتمي لمغول العصر وشذاذ آفاقه وأن الصمت عن الجريمة والتعامي عنها هو مشاركة كافية ليطلق التاريخ حكمه على الصامتين.

وبحسب رجل الأعمال السوري،  العالم اليوم صامت من أجل مدينة حلب التي يدكها الإرهابيون بوابل من القذائف و الأسلحة المرسلة من قبل عدة دول كتركيا والسعودية وقطر وغيرها, ويتهم الجيش العربي السوري بهذا ولكن للجيش الوطني حق الدفاع عن بلده و عرضه وشعبه ولن يقف مكتوف  الأيدي.

وتابع حديثه: حلب هي مدينتي وأفتخر بانتمائي لها فمن منا لا يعرف حلب الشهباء أقدم مدينة في التاريخ التي زاد عمرها عن أكثر من 12000 سنة, حلب يا أخوتي كانت عاصمة الثقافة الإسلامية،.. حلب تاريخ طويل يصعب ذكرها ببضع أسطر, لقد قامت العصابات الإرهابية بتدمير سوريا الحبيبة, لقد قامت بتدمير كل شيء جميل في مدينة حلب التاريخ والحضارة و الآثار، ولكن سنعود لنبني حلب الشهباء من جديد.

ودعا وهب أبناء الجالية السورية ومن رجال أعمال و مهندسين و حرفيين إلى المبادرة إلى اقتناء أيقونة أو أكثر من الأيقونات المعروضة مساهمة منا في ترميم وحماية التراث الإنساني في بلدنا الحبيب, وقال: كلي ثقة بأننا سنكون عند ثقة وطننا وشعبنا ولن ندخر جهداً في تقديم الغالي و النفيس في سبيل ذلك.

وشكر وهب السفارة السورية ووزارة السياحة وعلى رأسهم السيد الوزير بشر اليازجي, الذي كان حريصاً على متابعتنا بشكل حثيث ومتواصل لإنجاح هذه الفعالية.

وختم بالقول: الرحمة والخلود لشهداء سوريا من مدنيين وعسكريين وتمنياتنا بالشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين.

في ختام الحفل قام ممثل الوزير المستشار أيمن قحف بتكريم كل من القائم بالأعمال ادريس ميا والمغترب سامر وهب باسم السيد الوزير تقديراً لجهودهما الكبيرة في إقامة فعالية اطلاق أنتمي في وارسو

وقال قحف أن التحضيرات متميزة والحضور ممتاز من المغتربين والأصدقاء البولونيين.

واضاف قحف أن المبادرة الوطنية لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة انطلقت، والرسالة الأولى هي أول معاهدة سلام في التاريخ اكتشفت على الأرض السورية ،والمرتجى وصول الايقونة إلى أوسع شريحة من المغتربين والمقيمين وعشاق حضارة سورية ليكون العائد نسغ حياة وحماية لمواقع التراث الإنساني ومواطن الجمال والحضارة..

ولفت قحف إلى الدور المهم الذي قامت السفارة والمغترب سامر وهب والناقل الرسمي أجنحة الشام للطيران.

جدير بالذكر أن الناقل الرسمي لمبادرة أنتمي هو أجنحة الشام للطيران