دمشق- سيريانديز
يدخل صانعو ومسوقو الحلويات في حي الميدان الدمشقي “الجزماتية” وكلما حل عيد من الأعياد سباقا خاصا فيما بينهم.. ليست الأسعار والجودة ميدانه الوحيد بل ابتكار طرق وأساليب عرض تسترعي اهتمام الزبون الذي هو في نظرهم “سلطان” وهي قاعدة تسويق شامية تماثل تماما العبارة الأكثر شهرة في عالم التسويق المعاصر الزبون دائما على حق كما تظهر جمالية صناعة تميزت بها دمشق إلى جانب العديد من المدن السورية التي ربما تميزت الواحدة منها بنوع أو أكثر من تشكيلة الحلويات الشرقية فالمأمونية لحلب والشعيبيات لحماة أما الحلاوة الحمصية فلها من اسمها نصيب.
ويقول محمد الذي يعمل في متجر حلويات شهير وبدا منهمكا في صف الصواني وإضفاء أبعاد جمالية على لوحات صنعت من قطع الحلوى المختلفة وحملت تواقيع من قبيل رمضان كريم و كل عام وأنتم بخير ..إنهم يعتبرون طريقة العرض نصف البيع فأيا تكن السلعة لا يمكن أن تخلق قرارا شرائيا لدى الزبون ما لم تلفت انتباهه بجمالية التقطيع والمكسرات التي تنثر فوقها والتعبئة والتغليف الأنيقين الذين يجعلان الزبون أكثر ميلا للحصول عليها.
ويؤكد قدامى العاملين في هذه الصناعة التي يمتد تاريخها لأكثر من مئة عام أن عدد أنواع الحلويات حتى أربعينيات وخمسينيات القرن الفائت كان محدودا ويكاد يقتصر على المعمول بالتمر والفستق والجوز إضافة للبقلاوة والمبرومة والهريسة فيما تروج في رمضان الغريبة والبرازق والعجوة التي كانت تطهى على الحطب.
وارتفعت أسعار الحلويات في السنتين الأخيرتين على نحو ملحوظ حتى بات شراؤها يمثل شكلا من أشكال الرفاه الاستهلاكي كما يقول عامر موسى خريج الاقتصاد الذي يرى أن الأسعار ارتفعت بما لا يتناسب والحجم الذي تمثله من سلة غذاء السوريين حتى مع الإقرار بارتفاع أسعار المواد الرئيسة الداخلة في هذه الصناعة.
ويخالف رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات في دمشق محمد الإمام هذا الرأي معتبرا أن الأسعار زادت عن العام الفائت بحدود 10 إلى 15 بالمئة فقط وأن لدى الجمعية تصورا بأن أسعار الحلويات المحلية هي الأرخص بين الأسواق العربية بدليل أن الطلب الكبير عليها عربيا وعالميا لم يكن بسبب الجودة والمذاق وحسب بل أيضا بسبب فارق الأسعار مؤكدا أن “تداعيات الأزمة الجارية أدت لتراجع صادرات الحلويات بنسبة تزيد على50 بالمئة.
ويميز الإمام بين سوقين ونوعين من الإنتاج وبالتالي سعرين مختلفين ففي سوق الجزماتي حيث يستخدم المنتجون السمن الحيواني والمكسرات الفاخرة يتراوح سعر الكغ الواحد بين 6000 و 11000 ليرة سورية أما في سوق المرجة فالاعتماد بشكل رئيس على السمن النباتي والمكسرات الجيدة لذا فإن السعر يتراوح بين 4500 و 6000ليرة ولكل سوق زبائنها.
ويتجاوز عدد منشآت صناعة الحلويات العاملة حاليا في دمشق ال 150 تشغل في المتوسط نحو 20 عاملا وفقا للإمام الذي أشار إلى أن الأجر الشهري لبعض العمال المحترفين قد يصل إلى مئتي ألف ليرة فيما يتدنى هذا الأجر لدى العمال العاديين إلى 30 ألفا مبينا أن هذه العمالة تعيل حوالي ألفي أسرة.
وتعتبر الموسوعة الحرة ويكيبيديا على موقعها الالكتروني الحلويات السورية من أفضل وأشهر أنواع الحلويات المشهورة في مناطق بلاد الشام حيث تتميز بلذتها ومذاقها الطيب وهي ذات مصدر غذائي غني بالسعرات الحرارية ومن أكثر أطباق الحلويات التي يتميز بها المطبخ السوري البقلاوة والبرازق والمشكل وأصابع الست والمحلاية وغيرها من أطباق الحلويات المتنوعة ما بين التقليدية والعصرية حيث عرفت سورية هذه الصناعة منذ القرن التاسع عشر ولها صناعها ومبدعوها في محال يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من مئة عام.