سيريانديز- فادي بك الشريف
أطلق مجموعة رجال أعمال في اتحاد المصدرين منذ أيام وللسنة الثالثة على التوالي مشروع بنك البذار مستهدفاً دعم العملية الإنتاجية الزراعية و سد جزء من حاجات الأسر السورية و الأمل أن تنتقل عدوى هذا المشروع إلى كافة الفعاليات الاقتصادية وتطلق مشاريع أخرى تستهدف دعم الأسر السورية لتخلق مشاريع صغيرة لها وخاصة في الأرياف.
منذ بدء الأزمة يكاد هناك إجماع على أنّ أحد الحلول الاقتصادية المتقدمة التي من شأنها دعم الليرة السورية و تحريك عجلة الانتاج و تأمين فرص عمل كثيرة هي المشاريع الصغيرة و المتناهية الصغر وخاصة مع ما تعرضت له البلاد من حصار وتراجع في الاستثمار و الانتاج.
فكرة مشروع بنك البذار بدأت في العام 2014 كمساهمة نوعية في الحفاظ و لو جزئيا على الأمن الغذائي الوطني ودعماً من اتحاد المصدرين وبعض رجال الأعمال لبقاء المساحات الزراعية الكبيرة متخصصة بتطوير الصادرات الزراعية السورية و التوجه نحو التركيز على دعم الزراعة الأسرية في الحيازات الزراعية الصغيرة وتحقيق اكتفاء ذاتي لها من العديد من الأصناف الزراعية و هو مايخلق زيادة في الإنتاج الزراعي وتحقيق للتوازن السعري في السوق مما ينعكس بشكل إيجابي على كافة المواطنين.
المشروع ينفذ على موسمين صيفي وشتوي بتوزيع البذار لنحو 12 صنف أساسي من الخضار التي تدخل في نظام الأسرة السورية الغذائي بشكل مجاني و بما يكفي لنحو 15 مليون متر ويشمل التوزيع مختلف المناطق السورية حيث يتم التنسيق مع الوحدات الإرشادية الزراعية لضمان وصول هذه البذار وزراعتها بالشكل الأمثل ووفق جداول وتقارير تصل للإتحاد عن عملية التوزيع.
و أمام النجاح الذي حققته هذه التجربة والتي قام بها عدد من رجال الأعمال في اتحاد المصدرين فإنه يتطلب من جميع الفعاليات الاقتصادية الأخرى أن تطلق مبادرات مشابهة ويمكن أن يخصص جزء من زكاة الأموال لخلق مشاريع إنتاجية صغيرة للأسر كتوزيع عشر دجاجات على كل أسرة وتأمين كمية بسيطة من الأعلاف لها و يمكن لهذا المشروع أن يحقق نقلة نوعية في إنتاج الفروج و البيض مما ينعكس إيجاباً على الأسر المنتجة و المستهلكة .