دمشق- سيريانديز
في إطار استراتيجيتها الرامية إلى إحياء وحماية الصناعات التقليدية في سورية أطلقت وزارة السياحة اليوم ورشات تدريبية على الحرف اليدوية المهددة بالاندثار ضمن مشروع البرنامج الوطني للتنمية المستدامة للحرف التقليدية بالتعاون مع اللجنة الوطنية السورية لليونيسكو.
وتستمر الورشات التدريبية لغاية الـ 27 من أيار القادم وتتوزع على عدة محال من سوق المهن اليدوية بالتكية السليمانية وخان الزجاج بمنطقة باب شرقي إضافة إلى محل بمنطقة القزازين بدمشق.
وفي تصريح لـ سانا لفت المهندس مرهف أبو حرب مدير المشروع إلى أهمية إيجاد الوعي لدى الجيل الجديد بالحرف اليدوية السورية من أجل الحفاظ عليها إضافة إلى ضرورة تدريبه عليها من قبل مدربين مهرة وتطوير وابتكار أساليب جديدة وجاذبة للمنتجات الحرفية والتركيز على تشجيع وتدريب المرأة الشابة في المناطق الريفية وصون التراث الثقافي غير المادي وحفظه.
وقال أبو حرب إن.. “الصناعات التقليدية تعتبر أحد المصادر المهمة في دعم الاقتصاد الوطني حيث تركز الدول من خلال برامجها التطويرية على الاهتمام بهذا القطاع المهم للاستفادة منه في تنويع مصادر المنتج السياحي وفي التعريف بالتراث والترويج له عالميا ولا سيما إذا كانت هذه الدول تملك تراثا عريقا وأمجادا تليدة كسورية”.
وبين أبو حرب “أن منتجات الصناعات التقليدية تعد مقصدا أساسيا للسياح العرب والأجانب لشرائها واقتنائها بسبب تميز الحرفي السوري بخصائص متعددة ساهم في تشكلها غنى وتنوع التراث السوري وتوفر وتنوع مصادر الخامات الطبيعية والقدرة الإبداعية على الاستفادة من هذا التنوع والحس المرهف والصبر الشديد والذوق الرفيع ودقة الحرفي في العمل”.
وفي لقاءات مع سانا قال الحرفي غسان وردة المختص بصناعة البسط والسجاد على النول العربي القديم إن.. “صناعة السجاد اليدوي السوري مهنة قديمة جدا توارثها الآباء عن الأجداد ومن الواجب الحفاظ عليها وتشجيع الشباب على تعلمها ولا سيما بعد أن دخلت الآلات الحديثة عليها” معتبرا أن الورشات التدريبية هي إحياء لهذه المهنة.
من جانبه قال عدنان تنبكجي شيخ كار الفنون اليدوية التراثية في سورية إن.. “مشاركتنا تركز على تعريف الشباب بالصناعات والمشغولات النحاسية القديمة مع كيفية إضافة بصمات وإبداعات عصرية جديدة عليها مثل الثريات والمرايا ومختلف قطع الأثاث المنزلية والستائر والأيقونات التي تجسد الأماكن الأثرية في سورية” لافتا إلى أن الإقبال كبير على هذه المنتجات واللوحات الفنية التي وصلت إلى كل دول العالم.
بدوره بين الحرفي محمد رنكوس المختص بصناعة الأقمشة الدمشقية على النول العربي القديم ان البروكار الدمشقي معروف عالميا ويدل على أصالة وعراقة مدينة دمشق وتاريخها الحضاري وهو يدخل في صناعة المفروشات والحقائب وفساتين السهرة النسائية ومختلف أنواع الألبسة مشيرا إلى أن الورشة تتضمن التعرف على كيفية استخراج الحرير الطبيعي وأساليب رسم النقوش عليه وكيفية نسجه ونوعية المنتجات التي يتم تصديرها.
وسيتولى الحرفيون تدريب المشاركين على حرف البروكار الدمشقي والرسم النباتي على الخشب العجمي-القاشاني-الخزف واللوحات الجدارية الفسيفسائية صناعة الأواني الفخارية والخزف- الحرير الطبيعي- الرسم والزخرفة وتنزيل المينا على الزجاج -الفسيفساء والأعمال الفنية من الحجر- الموزاييك الفسيفساء الخشب- السيف الدمشقي- النحاسيات الشرقية – البسط اليدوية- الأيقونات البيزنطية- النحت- الكروشيه والتطريز اليدوي والمكارم.
ويرافق العمل التدريبي معرض في التكية السليمانية لعرض مشغولات المتدربين طيلة أيام الورشات التدريبية.
يذكر أن البرنامج الوطني للتنمية المستدامة للحرف التقليدية مشروع تراثي وطني يهدف لرعاية الحرف التقليدية والتراثية ورفع كفاءة العاملين في هذا القطاع وصون التراث الثقافي غير المادي كما يساهم في التنمية السياحية المستدامة المسؤولة والمنظمة التي تعتمد على الواقعية في الاستخدام الجيد والمستدام للموارد السياحية.