استضاف صندوق الاوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، اجتماعاً مشتركاً عالي المستوى مع المؤسسة الألمانية الدولية للتعاون (GIZ)،في مقره الدائم بالعاصمة النمساوية، فيينا على مدى يومي التاسع والعاشر من شهر سبتمبر الجاري، وذلك لمناقشة وبحث الحلول العملية اللازمة لتوفير خدمات الطاقة الحديثة لقاطني المناطق الريفية في الدول الفقيرة.
وقد شارك في مداولات هذا الاجتماع كوكبة من المتخصصين من كبار موظفي أوفيدو المؤسسة الألمانية الدولية للتعاون فضلاً عن ممثلي وكالات الأمم المتحدة، والعديد من المنظمات غير الحكومية وغيرها من مؤسسات البحوث المتخصصة، حيث تم استعراض ومناقشة استراتيجيات التخفيف من فقر الطاقة وتبادل المعرفة والخبرات في هذا المضمار وتبني التوصيات بالحلول المستدامة.
وقد تم افتتاح الاجتماع بمراسم توقيع اتفاقية منحة جديدة، حيث وقع كل من مدير عام أوفيد، السيد سليمان جاسر الحربش، ورئيسة مجلس إدارة المؤسسة الألمانية الدولية للتعاون، السيدة تانيا جونير على اتفاقية مشتركة لتوفير المنح الدراسية للشباب المتخصص في مجال إدارة موارد المياه في منطقة الشرق الأوسط.
وتهدف منحة أوفيد،والتي تبلغ قيمتها 300 ألف دولار أمريكي، إلى توفير الدعم اللازم لمشاركة 16 طالباً في برنامج أكاديمي مشترك يقام في اثنتين من مؤسسات البحوث المتخصصة في كل من الأردن وألمانيا.
وفي كلمته الافتتاحية للحضور، تحدث السيد الحربش عن مهمة أوفيد النبيلة على صعيد التنمية المستدامة ودوره الفاعل في القضاء على فقر الطاقة، مؤكداً على أنه بالرغم من تركيز أوفيد الرئيسي المسلًّط على اجتثاث فقر الطاقة إلا انه يسعى حثيثاً إلى اتباع نهج متكامل نحو إستراتيجية مستقبلية مستدامة لأمن المياه والغذاء والطاقة.
وأوضح الحربش أن انعقاد مثل هذه الاجتماعات يتيح الفرصة لتحليل ومناقشة "الحلول العملية الفعالة والمستدامة... تلك الحلول التي تمكن من تغيير حياة الفقراء في المناطق الريفية." وأعرب الحربش عن أمله في تعزيز سبل المزيد من التعاون المستقبلي بين أوفيد والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، أكدت السيدة جونير بشدة على إدراك المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي بأهمية إقامة شراكات لتعزيز التعاون بين الأطراف الفاعلة على الساحة، وأعربت عن رضاها ببدء شراكة مع أوفيد وتطلعها إلى تكثيف حجم العمل المشترك، لا سيما في المجالات المتعلقة بالمياه والغذاء والطاقة.
وقد تضمن جدول أعمال الاجتماع عروضاً من المؤسستين وسلسلة من المناقشات أدارها المتخصصون والخبراء من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي وأوفيد، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومؤسسة شل، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية.
وقد تناولت المناقشات إمكانية توفير سبل الوصول إلى خدمات الطاقة الحديثة في المناطق الريفية النائية، والدروس المستفادة من توفير الطاقة النظيفة للشعوب الفقيرة، فضلاً عن تشجيع تبني البرامج المبتكرة وأتباع أنماط جديدة للتعاون من أجل تعزيز قطاع تنمية الطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) هي مؤسسة دولية تملكها حكومة ألمانيا الاتحادية، تأسست في غرة يناير 2011، وتتخذ من بون وإيشابورن في ألمانيا مقراً لها. وتمارس المؤسسة نشاطها بالتعاون مع حكومات الدول والوكالات الحكومية والقطاع الخاص في العديد من المجالات الإنمائية في ما يزيد عن 130 بلداً في أنحاء العالم.