كشف عضو المكتب التنفيذي لقطاع الدفاع المدني في محافظة دمشق محمود كريم عن صدور قرار بمنع وجود المهن التي تتضمن مواد قابلة للاشتعال في «دمشق القديمة» مثل تصنيع الأجهزة والحقائب التي تتطلب استعمال مواد لاصقة مثل الشعلة ليصار إلى البدء بتنفيذ القرار قريباً ضمن إطار الإجراءات المشددة لتلافي حدوث أي حرائق وحالات وفاة.
وقال كريم: إن هناك تعليمات بضرورة وجود مستلزمات الإطفاء المباشر في أي أماكن تجارية أو صناعية أو إنتاجية أو استثمارية، مع التحذير على الدوام بضرورة اتخاذ التدابير الاحترازية في السيارات ومراكز توزيع الغاز.
وأكد عضو المكتب التنفيذي أن هناك تشديداً على المحال التجارية الموجودة في الأسواق، ولاسيما المزدحمة التي تتضمن ممرات أو حارات ضيقة يصعب دخول سيارات الإطفاء إليها، علماً أن هناك تعميماً لدوائر الخدمات لتنفيذ إجراءات المحافظة.
تصريح كريم لـ«الوطن» جاء بعد تسجيل أول حالة وفاة هذا العام لشاب بعمر الرابعة عشرة وإصابة والده بحروق بقدميه، بسبب حريق اندلع في سوق باب سريجة ضمن محل خياطة ومعتمد خبز ومطبعة فوق المحل، لتتوجه زمرة من فوج الإطفاء للمكان للسيطرة والإخماد والتأمين.
وأكد عضو المكتب التنفيذي متابعة الكشف عن السبب المباشر للحريق من الجهات المعنية المختصة، علماً أن فوج الإطفاء وصل على الفور خلال 4 دقائق، مضيفاً: لكن للأسف توفي الشاب وتم نقل والده إلى المشفى.
وعلى نحو متصل كشف أرقام فوج الإطفاء بدمشق عن تسجيل أكثر من 1450 حريقاً خلال عام أسفرت عن 13 حالة وفاة، فيما بلغ عدد مهمات الإنقاذ جراء الفيضانات وحوادث التصدع وصدم السيارات وحوادث المصعد (81) مهمة، في ظل وجود ثلاث سرايا تعمل على مدار الساعة موزعة على 12مركز إطفاء تغطي دمشق كاملة، مع وجود غرفة عمليات تتلقى الإخباريات من المواطنين على الرقم /113/.
واعتبر كريم أن نسبة من الحرائق سببها سوء استعمال مواد وأدوات التدفئة بمختلف أشكالها، مشدداً على ضرورة التوعية واتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية.
وفي السياق، قال كريم: أي حريق تصل إليه سيارات الإطفاء في غضون دقائق، ولكن قد تحدث حرائق في حارات ضيقة، ما يؤثر على كيفية التعامل مع هذه الحرائق وسط تعذر دخول السيارات إليها ما يضطر رجال الإطفاء لمدّ الخراطيم إليها بأقصى سرعة، علماً أن هناك سيارات صغيرة ولكن يصعب دخولها إلى بعض الأحياء الضيقة.
وكشف عضو المكتب التنفيذي عن البدء بتجهيز شبكة إطفاء داخل دمشق القديمة على أن تنجز هذا العام مع الاعتماد والاستفادة من خزانات المياه الموجودة فيها، ولاسيما أن هناك صعوبات على صعيد فوهات المياه في ظل التقنين الحاصل وخاصة أنها على صلة مباشرة على الشبكة الرئيسة ما يسبب تعذّر ضخ المياه بشكل سريع، الأمر الذي يتطلب وجود ضخ مباشر وتجهيز فوهات للاستفادة منها وإعداد كادر متخصص معد لأي طارئ.
ولفت كريم إلى أن تأثير الحصار الجائر المفروض على البلاد أثر على تجهيزات الإطفاء والدفاع المدني وخاصة أن أغلبية الآليات بحاجة إلى قطع تبديل، ما ينعكس أيضاً على موضوع الاستيراد.
وكانت المحافظة قد شددت على الإسراع بتأمين شبكة مياه خاصة لفوهات الحريق في دمشق القديمة للتدخل لإطفاء الحرائق فور حدوثها واتخاذ كل إجراءات وسائل السلامة فيها وجرد كل المهن الخطرة بالسرعة القصوى وإعداد دراسة لتركيب شبكة إنذار مبكر وفوهات للمياه في الحارات الفرعية بالمدينة القديمة بالتعاون مع لجان الأحياء والمجتمع الأهلي.
كما دعت المحافظة فوج إطفاء دمشق والدفاع المدني ومديريات المحافظة المعنية إلى الجاهزية الكاملة على مدار الساعة، مشددة على وجوب جاهزية المؤسسات الحكومية وأجهزة الإطفاء وصلاحياتها ووسائل السلامة والحماية فيها إضافة لكفالة الفعاليات الصناعية والتجارية والاقتصادية.