ليست المرة الأولى التي تشهد فيها دمشق ازدحامات كبيرة على خطوط النقل واصطفاف المواطنين ساعات بانتظار وسيلة نقل، وسط أزمة حقيقة تفاقمت خلال اليومين الماضيين في ظل نقص عدد السرافيس الذي بدا واضحاً في كثير من الخطوط ولاسيما وقت الذروة.
وأكد عدد من أصحاب السرافيس عدم حصولهم على مخصصاتهم كاملة من مادة المحروقات، ما دفع البعض لاستغلال الحالة الراهنة بانتشار «فانات» تتقاضى 100 ألف ليرة سورية لنقل الركاب من البرامكة إلى جديدة عرطوز بما يعادل 10 آلاف ليرة لكل راكب.
في حين لفت مواطنون إلى لجوء بعض السرافيس والباصات لتقاضي زيادة على التعرفة الرسمية المحددة بألف ليرة، ما يضطرون لدفع المبلغ المطلوب وتجنب الانتظار لوقت طويل.
كما أشاروا إلى عودة الانتشار الواضح لسيارات «سرفيس تكسي» لتتقاضى 10 آلاف ليرة على خطوط البرامكة المزة، و15 ألف ليرة للراكب على خط البرامكة– الجديدة، بزيادة لأضعاف عن التعرفة المطبقة لوسائل النقل.
وشمل هذا الأمر مناطق المهاجرين وباب مصلى وكراجات العباسيين والبولمان وغيرها، لتشهد ازدحامات كبيرة بأعداد الركاب المنتظرين لأي سرفيس قادم.
واقع الأمر في ريف دمشق ليس بأفضل حالات، حيث شهدت العديد من الخطوط ازدحامات كبيرة، ولاسيما موقف سرفيس جرمانا – باب توما، حيث إن بعض سائقي السرفيس يطالبون الركاب بأجرة مضاعفة على أساس أنهم يضطرون لشراء المازوت بالسعر الحر للعمل وفي خطوط آخرى كحط المليحة يتقاضون ضعفي الأجرة وربما أكثر، في حين أكد البعض الآخر العامل على خط جرمانا أن عدم تزويدهم بالمازوت بدأ أولاً يومي الجمعة والسبت فقط قبل نحو أسبوعين، وخلال الأسبوع الجاري تراجعت الكميات الممنوحة.
وبينما أكدت مصادر في محافظة دمشق لـ«الوطن» أنه تم تخفيض مخصصات المحافظة من مادة المازوت لغاية النقل، كشف عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق إياد النادر أن معظم السرافيس في الريف تزود بالمحروقات، مؤكداً وجود تفاوت واضح في الازدحامات بين خط وآخر.
وبين النادر أن هناك دراسة مع المعنيين في محافظة دمشق ومحروقات لتزويد سرافيس ريف دمشق بالمادة من مراكز التوزيع ضمن خطوطهم، على أن يطبق الموضوع بشكل تدريجي.
وأكد عضو المكتب التنفيذي أن 3500 سرفيس يتزودون بالمادة من دمشق، على أن تطبق آلية التوزيع الجديدة قريباً بشكل تدريجي للسرافيس ما يخفف العبء عن دمشق وينعكس إيجاباً على السرافيس والمواطنين.
ونفى النادر أنه لا تعديل حالاً على تعرفة النقل بالنسبة للباصات والسرافيس، مؤكداً أنه تمت دراستها وفق معايير ولاسيما بعد ارتفاع سعر المازوت.
وكان أكد النادر أن عدد السرافيس يصل إلى سبعة آلاف سرفيس، ذاكراً أن لجنة نقل الركاب قررت عدم منح موافقات لعمل السرافيس في تخديم المدارس أو الجامعات أو القطاع الخاص، علماً أنه كان يسمح لهم سابقاً بنسبة 10 أو 15 بالمئة فقط بهدف ضبط الخطوط بالشكل الممكن، وتقتصر الموافقات على الباصات فوق الـ20 راكباً.