كتب أيمن قحف
تحدثت فيها عن دور المربي الكبير الأستاذ علي السالم في تحويل تلك المدرسة من مدرسة مغمورة في حي فقير إلى قلعة تعليمية خرجت شخصيات ناجحة ليس في سورية فقط بل في أنحاء العالم ..
سررت كثيراً بردود الأفعال لأن ذاكرة الناس مازالت بخير وتتلقى الشهادة الصادقة وتثني عليها ...
في العيد الذي مضى بالأمس لم تقتصر معايدتي على أسرتي وأصدقائي في حمص ، بل أخذت أولادي و عايدنا جميعاً على أستاذي علي السالم ، وفي بيته البسيط بحي الزهراء أحسست بأقصى درجات السعادة وفرح العيد لأنني قمت بالصواب تجاه هذا المربي الذي قدر لي أعداد من تخرجوا من تحت يديه في مسيرته التربوية بحوالي ثلاثين ألف طالب ..
أكثر ما أثر بي أن هذا الرجل الذي اشتهر بصرامته وشدته في العمل التربوي ، كانت تترغرغ الدمعة في عينيه عندما أقول كلمة عرفان بالجميل بحقه أو يسرد لي بعض الذكريات ..
قلت للأستاذ علي : لقد أحضرت أولادي معي ليتعرفوا إليك وليعرفوا كيف كنا نتعلم وكيف كنا نحترم أساتذتنا ، أنهم في عصر تغيرت فيه المفاهيم لدرجة لم يعد لـ ( بناة الأجيال) ما كان لهم من احترام وهيبة كانت تعوضهم معنوياً عن قلة دخلهم وباتوا اليوم خارج المعادلتين ..!! أريدهم أن يعرفوا أن المعلم (قيمة ) قبل أن يكون (مهنة ) ..
الأستاذ علي السالم ، في سنته الثالثة من التقاعد ، لم يتقاعد عمل في مدارس خاصة وعمل في الأرض واليوم عاد لمهنته التي يحب عبر معهد صغير أسماه معهد الريادة ، وما أفرحه أن معاملة الترخيص التي تستغرق أشهراً سارت بوقت قصير دون أي متابعة ، والسبب أن معظم من مرت عليهم المعاملة هنا وهناك مروا ذات يوم من محسن عباس ويذكرون بإكبار أستاذهم الكبير وحاولوا رد جزء من الجميل ..
علي السالم ... كل عام وأنت بخير