التقى السيد الرئيس بشار الأسد في مقر إقامته مساء أمس في كييف عدداً من أعضاء الجالية السورية في أوكرانيا.
وأكد الرئيس الأسد أهمية الدور الذي تقوم به جاليتنا السورية في المغترب لتعزيز العلاقات الثنائية بين سورية وتلك الدول في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية والاجتماعية وأهمية التركيز على الجانبين الإعلامي والسياحي في ترسيخ التعاون الثنائي.
وأشار الرئيس الأسد الى ضرورة تعزيز تواصل أبناء الجالية السورية في أوكرانيا مع وطنهم الأم ووضع خبراتهم وإمكاناتهم في خدمته والتركيز على نقل التقنيات الحديثة اليه، داعياً إياهم الى المشاركة في عملية التنمية الوطنية الشاملة من خلال إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة وبناء جسور متينة للتعاون بين البلدين.
واستمع الرئيس الأسد الى بعض الآراء والأفكار والمقترحات التي طرحها أعضاء الجالية لتطوير عملها وتفعيل دورها للارتقاء بالعلاقات بين البلدين الى مستوى أعلى بما ينعكس إيجاباً على التعاون بينهما.
وأعرب أعضاء الجالية عن تقديرهم الكبير للاهتمام الذي يوليه الرئيس الأسد لأبناء سورية في المغترب معاهدين سيادته أن يبذلوا ما بوسعهم لتوطيد علاقات التعاون والصداقة بين البلدين الصديقين وتحسينها على المستويات كافة.
كما عبّر أعضاء الجالية عن دعمهم واعتزازهم بسياسة سورية بقيادة الرئيس الأسد والتي تسعى لصون الحق العربي وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وقال الرفيق الدكتور محمد زيدية أمين منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في أوكرانيا: تشرفت الجالية العربية السورية بلقاء السيد الرئيس بشار الأسد وقد استمعنا بكل اهتمام لما طرحه سيادته من توجيهات وأفكار قيّمة، ولاسيما رؤيته لربط البحار الخمسة، وتعميق العلاقات مع الجيران والأصدقاء، بما يخدم قضايانا السياسية والاقتصادية.
وقد أجاب السيد الرئيس بصراحته وبحكمته المعهودتين على مختلف الأسئلة التي تمثل مشاغل أبناء الجالية وهمومهم. وكان لهذا اللقاء الغني أثره الكبير في تعزيز إيمان أبناء الجالية بدورهم كسفراء لسورية يمثلونها خير تمثيل.
وأعاد أمين المنظمة تثمين زيارة السيد الرئيس ولقائه الجالية ورأى في الزيارة انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين تحقق شراكة حقيقية بينهما وتجعل من أوكرانيا صديقاً حقيقياً متفهماً لقضايانا الوطنية والقومية.
وعبّر تامر التونسي القنصل العام الفخري لأوكرانيا في سورية  عن ارتياح الجالية العميق للقاء الرئيس الأسد وإعجابهم الكبير بحكمته وعمق نظرته وتواضعه ومنهجيته، وقال: لقد اكتشفنا أن السيد الرئيس يجمع في شخصيته الكبيرة والمتميّزة بين الطبيب والسياسي والقيادي والاستراتيجي والاقتصادي أيضاً... وقد كان له جواب عملي ومنهجي على كل الموضوعات التي طرحها أبناء الجالية.
وأضاف التونسي: إن زيارة الرئيس الأسد لأوكرانيا تدشن عهداً جديداً في العلاقات بين البلدين وتشكل نقلة نوعية سيكون لها مردودها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الكبير على الطرفين، كما أنها ستوطد العلاقات الثنائية على كل الصعد بما فيها الإعلام، الذي ركز السيد الرئيس على دوره المهم في تطوير العلاقات وتمتينها.
وختم التونسي بالقول: إن العلاقات مع زيارة الرئيس الأسد التاريخية قد بدأت عجلتها بالدوران ولن تتوقف بعد اليوم.
وثمّن محمود حنيفي الشيخ محمد (رجل أعمال ونائب رئيس الجالية في مدينة أوديسا) دور الزيارة في دعم العلاقات الاقتصادية، ولاسيما استيراد البضائع السورية، وتذليل الصعوبات التي كانت تعيق سهولة تحقيق ذلك، الأمر الذي سيصب في مصلحة الميزان التجاري السوري.
وقال الشيخ محمد: إن زيارة الرئيس الأسد تقدّم دعماً قوياً لوجود واستمرار الجالية السورية، لأنها تعمق انتماء أبنائها إلى الوطن الأم، ولاسيما الجيل الثاني منها، وهو جيل شاب يحتاج إلى تقوية الارتباط بوطنه العربي السوري، موضحاً أن الرئيس الأسد قد طرح خلال لقائه أبناء الجالية تصوراً عملياً لتعميق ذلك الارتباط..
ووصف الدكتور نضال فلاحة رئيس الجالية السورية في مدينة خاركوف الأوكرانية اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه كان غنياً معرباً عن الاعتزاز برؤية السيد الرئيس التي تهدف الى ربط سورية مع العالم وتعزيز دورها اقتصادياً وسياسياً.
وقال الدكتور عماد ونوس رئيس الجالية السورية في كييف إن زيارة الرئيس الأسد ستسهم في فتح آفاق كبيرة للتعاون بين البلدين في المجالات كافة، وأضاف: إن الزيارة تشكل نقلة نوعية في تطور العلاقات. ودعا الى ضرورة التمسك برؤى الرئيس الأسد لبناء سورية الحديثة من خلال تحقيق التنمية واعتماد العلم والمعرفة.
وكان الرئيس الأسد بدأ أمس زيارة رسمية الى أوكرانيا تستمر يومين يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش حول تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويعقد الرئيسان الأسد ويانوكوفيتش مؤتمراً صحفياً اليوم يجملان فيه محادثاتهما كما سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين.
كما سيجري الرئيس الأسد محادثات مع كل من رئيس البرلمان ورئيس الوزراء الأوكراني.
ويرافق الرئيس الأسد وفد رسمي يضم الدكتور محمد الحسين وزير المالية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية فى رئاسة الجمهورية وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية.