سيريانديز – أيمن قحف
في أكثر من مناسبة وحين نسأل السيد وزير السياحة عن سبب عدم القيام بترويج أكبر لاستقطاب السياح إلى بلدنا، وكان الجواب ذا شقين الأول يتعلق بتأمين ميزانية للترويج، والثاني كان يستنتج في حديث ما بين السطور ومفاده: إذا زاد السياح أين سنستقبلهم؟! إذاً ليس لدينا طاقة استيعابية كافية في الفنادق ولم يتجاوز عدد الأسرة الفندقية 40 ألفاً.
مع الواقع الجديد لتطور السياحة، وبشكل خاص مع المشاريع الكبرى التي بدأت تنفذ مع سوق الاستثمار السياحي الذي احتفلنا مساء أمس بانطلاق دورته الثالثة، يمكن للوزير أن يكون مرتاحاً لأن مشكلة ميزانية الترويج باتت شبه محلولة، ومشكلة استيعاب السياح في طريقها إلى الحل -حسب التأكيدات –ما قبل السوق الحالي -فإن الطاقة الاستيعابية سترتفع بحلول 2010 إلى حوالي 200 ألف سرير وهي نسبة جيدة تمكننا من تقديم منتج سياحي متكامل لم يكن ينقصه فعلياً سوى زيادة الفنادق..
وباعتقادنا -وحسب ما رأيناه بالأمس من إقبال متميز -يمكننا أن نتفاءل بمشاريع كبرى جديدة توسع رقعة السياحة إلى مختلف ربوع سورية.
من المهم جداً أن المنشآت السياحية الجديدة تحرص على تنوع مستوى الخدمات للتعامل مع مختلف سويات السائحين من عرب وأجانب وحتى السوريين، ومن الأهم أيضاً الآن أن نسعى لتكامل المنتج السياحي والصورة السياحية وهذا يتطلب خدمات أفضل وأكثر ايجابية في المنافذ الحدودية، ووسائط نقل حضارية، والاهتمام بالطرقات والمظهر العام للأبنية، ولابد من الاهتمام كثيراً بالمواقع الأثرية لجهة الخدمات والنظافة والتعريف بها بطريقة جذابة ولافتة، كذلك من المهم جداً أسلوب التعامل مع السياح في مختلف المرافق لا أن ننظر إليهم ككائنات فضائية أو مصدر للرزق المستباح!
ثمة نقطة لابد أن نذكرها أخيراً، وهي تتعلق بمسؤولية جميع الجهات عن نجاح أو فشل السياحة وليس فقط الوزارة المختصة.
ولعل السيد رئيس مجلس الوزراء لخص بشكل موفق نظرة الحكومة الحالية إلى السياحة بالقول.. الكل للسياحة.