الخميس 2012-06-07 19:07:52 |
يحكى أن |
"حفنة من الأغبياء" في لبنان تقوم بما خافت منه تركيا.. تمويل سعودي لتحويل الشمال إلى قاعدة خلفية للمقاتلين في سورية |
يتساءل مرجع لبناني كبير عن السبب الذي يجعل "حفنة من الأغبياء" في لبنان، واثقين من قدرتهم، على فعل ما خافت منه دولة إقليمية كبرى مثل تركيا، التي أحجمت عن خوض مغامرات غير محسوبة، خوفاً على نفسها بالدرجة الأولى، فـ"يأتينا في لبنان من يسوّق للآخرين قدرته على إحداث تغيير استراتيجي في الصراع السوري، عبر الثغرة اللبنانية".
تقول المعلومات التي يتداولها المعنيون في لبنان، إن ضغوطاً أميركية وسعودية تمارَس بقوة في لبنان من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يسمح للسعودية بالتدخل المباشر في الأزمة السورية من لبنان، بعد أن عجزت عن التدخل الفعال من الجانب التركي لعدة اعتبارات، أولها أن قطر بتنسيقها الكبير مع الأتراك استطاعت أن تجعل لنفسها موطئاً في الجانب التركي من الحدود مع سورية، فيما لا تزال السعودية عاجزة عن إيجاد آلية مؤثرة، بسبب النفور المتبادل مع الأتراك، والتقدم القطري.
وتشير المعلومات إلى أن السعوديين بذلوا جهوداً كبيرة مع الأتراك، لكي توصلهم إلى النتيجة التي يرغبونها لجهة رفع نوعية وكمية "المساعدات" العسكرية إلى الفصائل المسلحة في الداخل السوري، ولهذا تم تحويل مسار السفينة "لطف الله 2" من ميناء مرسين إلى طرابلس. ويتابع الأمنيون بقلق بالغ كمية ونوعية السلاح الذي ظهر في الشارع الشمالي في أعقاب التطورات الأخيرة، فيما يحذر المرجع من أن تكون اشتباكات طرابلس "عملية إلهاء" لتمرير مخططات أخرى، سواء على الحدود مع سورية، أو على الساحل اللبناني.
وتؤشر المعلومات إلى قرار سعودي واضح بتسخير الشمال اللبناني لمصلحة هذا المشروع، وهو ما لا تنفيه معلومات وصلت إلى عدد من السياسيين اللبنانيين البارزين، الذين لفتتهم المساعي السعودية لتوفير بنية تحتية في شمال لبنان، لجهة استئجار طبقات بأكملها من بعض المستشفيات الخاصة، وتزويدها بمعدات وأجهزة متطورة، بما يسمح بمعالجة عدد كبير من الجرحى، يفوق بكثير عدد الجرحى الذي يصل حالياً إلى لبنان، والذي تستقبله المستشفيات اللبنانية.
وتشير المعلومات إلى أن أموالاً كثيرة ضُخّت في مشروع "البنية التحتية" الذي يقام في الشمال اللبناني تحضيراً للمرحلة المقبلة، وما هذه التطورات الأمنية إلا مجرد مؤشرات صغيرة على ما يمكن تحضيره.
وتقول المصادر إن التنسيق القائم بين الجماعات المسلحة في الداخل السوري وبعض القيادات اللبنانية، يؤشر إلى تصعيد قريب في الوضع السوري، خصوصاً في المناطق القريبة من لبنان، وتشير إلى أن هذه التحضيرات اللوجستية قد تهدف إلى احتواء الهاربين من الفصائل المسلحة في شقق تم استئجارها في العديد من القرى الشمالية، وفي مدينة طرابلس.
ولا يبتعد هذا الموقف كثيراً عن المساعي الأميركية المتجددة لتأهيل مطار القليعات، وتجهيزه ليكون بمنزلة الشريان الحيوي لـ"المساعدات الإنسانية" للشعب السوري. وتوضح المصادر أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتان، كما السفيرة الأميركية طرحا هذا الموضوع في أكثر من لقاء مع مسؤولين لبنانيين كبار خلال الفترة الماضية، باعتبار أنه "ينشّط الحياة الاقتصادية في الشمال"، وهو ما كررته السفيرة الأميركية في حديثها مع مسؤول شمالي كبير، رد عليها بأن هذا الأمر "حساس جداً"، ولا يمكن مروره من دون تداعيات كبيرة.
|
|