الأربعاء 2012-11-21 23:04:51 |
رئيس التحرير |
بين معارضتنا ومعارضتهم... تجارب الإصلاح ومن يدفع الثمن؟! |
|
أيمن قحف في وقت"أتحفنا" رئيس اتحاد الغرف العربية الوزير عدنان القصار بكلمة حافلة بكلمات الشكر والإنشاء المتعارف عليه في"سوالف" العرب لم تحمل أي معلومة جديدة أو رؤية لما يمكن للعرب انجازه في ملف العلاقات مع جمهورية هنغاريا(المجر) قدم رئيس الوزراء الهنغاري فكتور أوربان رؤية غنية تحمل كل درجات الواقعية والتفاؤل والرؤية الواضحة للماضي والحاضر والمستقبل بل و الإلهام في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي الهنغاري!! هنغاريا البلد الصديق الذي تربطه بسورية علاقات قديمة متجددة،دخلت منذ سنوات قليلة عصراً جديداً بانضمامها للاتحاد الأوروبي بعد قرابة ربع قرن من الاستقلال بعد انهيار المعسكر الاشتراكي.. يتحدث رئيس وزرائها بواقعية عن حجم بلده الصغير نسبياً والذي لا يتجاوز عدد سكانه عشرة ملايين نسمة،لكنه يصر على تذكير أوروبا أن بلاده"تفخر بنفسها" وهو أمر لا يحب المجريون تجاهله.. يتحدث عن مشكلات أوروبا الكبيرة ويقول أن هناك أسئلة كبرى حول الأزمة الاقتصادية إذا لم يتمكن قادة أوروبا من معالجتها وإيجاد الأجوبة فستخسر أوروبا الكثير في السنوات القادمة!! ويعترف أوربان أن قادة أوروبا لا يفكرون كيف سيكون العصر الاقتصادي القادم ومن سيربح في النهاية، ولكن الأمر الواضح هو أن التحديات الراهنة لا يمكن التعامل معها بالوسائل التقليدية!! وينتقل رئيس الوزراء إلى شرح مصادر تفاؤله بمستقبل بلاده التي ستكون من بين خمس دول أوروبية قادرة على تحقيق تنافسية عالية ونمو وتخفيف عجز الموازنة, وتخفيف الدين العام. هنغاريا بلد قائم على العمل وليس مجتمعاً مرفهاً وهو أمر يميز هذا البلد، وهو قادر على تنفيذ المهمات لأنها مستقرة سياسياً, والحكومة تحظى بتأييد ثلثي البرلمان.. يقول أوربان أن الاستثمارات الجديدة تأتي لبلاده والشركات الكبرى تبني مصانع جديدة قادرة على إنتاج منافس يصل إلى البرازيل والصين. وفي تحليل لمشكلة البطالة قال أوربان أن حكومته وجدت أن 20% من الشباب المجري عاطلون عن العمل والسبب هو وجود مشكلة في النظام التعليمي الذي لم يقدم معارف للشباب مناسبة لسوق العمل لذلك تم تغيير النظام التعليمي منذ سنتين ويتم الآن تقديم معارف يحتاجها سوق العمل.. وختم رئيس الوزراء كلمته بتوقعات أن تتغير مراكز القوة الاقتصادية في أوروبا لتنتقل إلى هنغاريا وبولندا وسلوفاكيا وتشيكيا ،وبناء عليه قال لرجال الأعمال العرب المشاركين في المنتدى أن من يستثمر اليوم في بلاده سيقول بعد عشر سنوات أن ما قام به هو أفضل استثمار في حياته... أوربان شكل أول حكومة في 1998 وربما كان آنذاك دون سن الأربعين وخسر الانتخابات في 2002 وبقي في المعارضة لسنوات إلى أن عاد رئيساً لإحدى أكثر الحكومات شعبية في أوروبا.. وهو يكمل ما بدأه من سبقه ،وللمفارقة فإن رئيس الوزراء السابق جورتشان فرانس هو من بدأ الإصلاح الاقتصادي والتقيته في مؤتمر اقتصادي في نيودلهي عام 2008 حيث قدمت تجربته كنموذج ناجح على مستوى العالم ،ولكن من يملك الجرأة على الإصلاح– الذي يكون في البداية غير مرغوب شعبياً حيث يدفع المواطنون الفقراء الثمن-سيعرض نفسه لفقدان الشعبية وهذا ما حصل في هنغاريا ،ولكن من نافل القول أن الجميع هنا يجتهد لخدمة البلاد في السلطة والمعارضة.. ربما يسأل سائل:هل الوقت مناسب للحديث عن تجارب إصلاح اقتصادي ونحن في خضم أزمة مدمرة ؟ أرجو أن يعود من يسأل للسطور وما بين السطور فسيجد الكثير من الإجابات التي يمكن أن تساعد في"استخلاص العبر"من تجارب الآخرين ،ولا بأس من تلخيص بضعة أفكار مما سبق: لا يمكن معالجة التحديات الحالية بعقليات قديمة.. من يقود الإصلاح غالباً يدفع الثمن في الانتخابات ولكنه ينجز الإصلاح ويترك للتاريخ أن يحكم وهي تجربة بدأناها ولم تكتمل! خسارة انتخابات ليست نهاية العالم،أوربان عاد بعد ثماني سنوات من الخسارة! الأهم أن المنافسة على السلطة لا تتضمن تدمير البلد والمعارضة فعل بناء وليس هدم! هنغاريا- بودابست
|
|