الأربعاء 2013-01-23 12:33:15 |
رئيس التحرير |
"مرزوق...واغتيال الأشجار"!!! |
كتب رئيس التحرير اعتدت على اتصالات أخي منذر من حمص ليبلغني "الأخبار السيئة"وخاصة عن ضحايا الأحداث والشهداء والجرحى والمخطوفين .. كنت أعرف من نبرة صوته الأولى أننا "فقدنا عزيزاً" أو أن هناك خطباً ما..!! اليوم اتصل بي منذر وعلمت من كلماته الأولى أن "خطباً كبيراً قد وقع"؟! ربما لم يبلغني بحادثة وفاة أو خطف،لكنني قدرت سبب حزنه واضطرابه كثيراً... عادة يصف أخي منذر طريق حمص طرطوس- وهو في طريقه لدوامه في مكتب نقل البضائع -طريق يذخر بالمازوت والبنزين والغاز في كل أوقات الأزمات ويتساءل من أين يأتي المازوت الذي يباع بألفي ليرة للغالون؟! اليوم المشكلة أكبر بكثير:إنهم يقطعون الأشجار حتى من على جانبي الاوتوستراد الدولي!!! يقول أخي أنه رأى العديد من السيارات التي تحمل الأشجار التي زينت لعشرات السنين طريق حمص طرطوس،يقطعونها بلا رحمة ولا خوف من أحد!!! توسل لي أخي أن أبلغ السلطات المختصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه... على الفور أبلغت مكتب رئيس مجلس الوزراء كونه لا توجد صلة مباشرة لي مع وزير الزراعة، والمفاجأة أن لديهم علم بالأمر،كذلك أبلغت المهندس عمر غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات-وزير الإدارة المحلية وهو على اطلاع بالأمر.. عدت وعرضت الموضوع على مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء الصديق المهندس عطية الهندي الذي قال لي أنه تم إبلاغ وزارة الزراعة و السلطات المحلية لمعالجة المشكلة،وهناك إقرار بصعوبة المعالجة وسط الظروف الأمنية القائمة!!! أذكر مرة أن صديقاً لي كان يبني عمارة في أوكرانيا ،وكان مهندس البلدية يرتشي منه –كما يحصل عندنا-،وذات يوم احتاج الرجل أن يقطع شجرة تقف في وجه البناء فطلب من مهندس البلدية المساعدة-كالعادة-وكانت المفاجأة أن المهندس رفض بشدة ،ولما سأله عن السبب قال له:صحيح أنني مرتش وفاسد،ولكن لا تتوقع مني أن أقطع شجرة!!! وهذا الحديث في كييف التي تسمى"الغابة الخضراء"لكثرة أشجارها!! من المؤسف أن البعض بدأ يستبيح كل شيء حتى الأشجار التي هي ملك للجميع وللأجيال القادمة،والبعض يبرر كل شيء ما دام "يزعج الدولة" والبعض يرى أن "الضرورات تبيح المحظورات"والناس تحتاج للتدفئة!! رسالتي لكل من يهمه الأمر:حماية الشجرة مسؤولية جماعية ،الدور الأكبر للدولة أن تعامل من يقطع الشجرة معاملة من يزهق الروح البشرية،وعلى السلطات أن توقف السيارات التي تحمل الأشجار وتحاسب كل من فيها ومن له علاقة حتى في هذه الظروف حتى يرتدع الباقون.. وعلى المواطن أن يكون المدافع الأول عن الأشجار فهي جزء من الأرض الغالية،جزء من كرامته التي لا يجوز استباحتها.. للأسف لا أجد حولي اليوم صديقي المهندس الزراعي ابراهيم رمضان حسن الذي دافع عن أشجار حمص في وجه أعدائها حتى أعفي من إدارة مصلحة الحراج ،وكان دائماً يقول لي أنه يرى في الشجرة الكبيرة صورة أمه وفي الشجرة الصغيرة صورة ابنته..لو وجدته اليوم لصاغ الحكاية أفضل مني ولدافع عنها بناء على القانون والأهمية الاقتصادية والبيئية!! عندما أغلق أخي الهاتف قفز إلى ذهني عنوان رواية عبد الرحمن منيف الشهيرة(الأشجار واغتيال مرزوق)فانقلب العنوان في رأسي ليصبح(السوريون واغتيال الأشجار)!! أرجوكم أبقوا على الأشجار........ أيمن قحف
|
|