الأربعاء 2014-01-15 12:08:31 |
صحافة وإعلام |
والد فقد ابنه النقيب في مطار تفتناز يُحيي ذكراه السنوية بعزف موسيقي |
دمشق ـ كامل صقر ـ أنباء موسكو
لم يجد أبو كفاح المزارع الذي يعيش في قرية "البرازين" إحدى قرى قضاء جبلة الساحلي فرصة لتعويض ألمه على ولده البِكر إلا بنُصب تذكاري أقامه له في أرض العائلة. باع الرجل أرضاً صغيرة كان سيورثها لابنه المفقود الذي بات بالنسبة له "شهيداً" ليدفع تكاليف هذا النُصب التذكاري الذي صممه فنان تشكيلي، وتطلّب إنشاؤه استقدام مواد من العاصمة دمشق وورشة مختصة. وجه أبو كفاح الذي لم يُكمل عقده السادس يوحي بمزيد من السنوات، حفرت أيام الانتظار الطويلة في وجه الرجل تجاعيد قاسية، وتركت آثاراً من الهم والحزن والأسى. النقيب كفاح رجب، فني طيار تخرج من الكلية الجوية، كان من بين آخر اثنين وعشرين ضابطاً وجندياً دافعوا عن مطار تفتناز العسكري يوم سقوطه، آخر إشارة أو تلميحة وردت من النقيب كفاح إلى أمه وأبيه كانت قبل أربع وعشرين ساعة من سقوط المطار، لم يُجرِ مكالمة وداع مع والده أبو كفاح بل اكتفى برنة واحدة على جهاز موبايل أبيه. ربما كانت رنة الوداع الأخيرة حسب ما فهم الأب فيما بعد. لو رجع ابني للحياة فإنني سأطلب منه العودة إلى موقعه كضابط فني طيار، هكذا يقول أبو كفاح لـ "أنباء موسكو" ويُضيف: دون أن أطلب منه ذلك أنا على ثقة أنه سيعود بلا تردد، كان يقول لي لن أستسلم وأسلّم المطار للمسلحين، إنها أمانة.. كان كفاح يردد لنا أن مطار تفتناز هو شرفه العسكري وهو مسؤول مع رفاقه عن حمايته. الأم المكلومة ترفض إقامة نُصب تذكاري لابنها المفقود، لأنها ما تزال تملك بعضاً من أمل بعودتها إليها على عكس الأب الذي وضع ابنه في عداد "الشهداء"، لم يكتفِ الأب بالنَصب التذكاري بل أقدم على خطوة غريبة بعض الشيء حيث طلب من مدير البيت العربي للموسيقى في مدينة اللاذقية "ياسر دريباتي" أن يساعده في إحياء موسيقي للذكرى السنوية الأولى لفقدانه ابنه الطيار، وبالفعل جرى إحياء موسيقي "مجاني" لذكرى مرور عام على غياب كفاح رجب في قرية البرازين بمشاركة عازفين، أحدهما على البيانو والآخر على الكمان الخميس الفائت الموافق التاسع من يناير الجاري. ربما استعاد أبو كفاح بعضاً من تعويض نفسي عن فقدان ولده الشاب وأحس الأب أنه أنصف ابنه عبر هذا الإحياء الموسيقي، يقول أبو كفاح لـ "أنباء موسكو": أردت أن أعبّر عن ألمي بفقدان ابني بالموسيقى الهادئة التي تشبهه وتشبه طباعه وأخلاقه، كان كفاح شاباً طموحاً هادئاً طيباً.. كان يعتبر مطار تفتناز العسكري واحدةً من وسائل الردع العسكري ضد إسرائيل.
|
|