سيريانديز - نور ملحم
هجمات برد الشتاء وسياط الصقيع اللاسعة التي أصابت الجيوب قبل القلوب، وتدني درجات الحرارة وهطول الأمطار، يحتار المواطن في الطريقة التي يجب أن يتبعها لتأمين مصدر التدفئة فالدخل محدود ومسنود بحصاة كما يقال!! والكل يتسأل هل هذا ما وعدت به الحكومة ؟؟ فمصادر التدفئة المتعارف عليها لدى المواطن السوري.. المازوت.. إلا أنه لن يذهب الى هذا الخيار لأن أسعاره مرتفعة وبالكاد يستطيع تأمينه لاستخدامات فارتفاع سعر الليتر الواحد إلى 80ليرة سورية رسمياً وأكثر من 110ليرة سورية فعلياً لدى المحطات وعمولات الصهاريج والنقص والتلاعب بالعدادات حوّله من مصدر للدفء الى مصدر لمعاناة المواطن في ظل
غلاء فاحش لايرحم!!، موقع سيريانديز أخذ أراء بعض المواطنين حول نقص مادة المازوت وتعرف على البدائل التي يلجؤون إليها للحصول على مصدر دفء
شد الإحزمة والادخار
فالبعض قام بشد الأحزمة والادخار ما أمكن على حساب بعض الحاجيات الأساسية والضرورية لتأمين مازوت التدفئة بعد أن تضاعفت أسعاره مقارنة بالعام الماضي، ومع ذلك فالمازوت كالغذاء والماء لايمكن الاستغناء عنه في خضم الشتاء، في حين اشتكى البعض الآخر من استغلال بعض أصحاب الصهاريج وتقاضي أسعار زائدة والتلاعب بالكميات المعبئة من المازوت مع غياب الرقابة الفعلية للجهات الرسمية على حد زعمهم، فصاحب الصهريج يتقاضى 100 ليرة سورية ثمن الليتر الواحد من المازوت، فتكلفة البرميل سعة 200 ليتر 18000 ليرة سورية إضافة للنقص الواضح في الكمية المعبئة.؟! لذلك نناشد أين دور الجهات الرقابية من الاستغلال والاحتيال الذي نتعرض له.. فالصوت إذا لم يلق أذناً مصغية ضاع في صمت الأفق، ومن جهة ثانية قام الكثير من المواطنين بتعبئة المازوت منذ أشهر الصيف ولاتوجد أية أزمة أو مشكلة بهذا الخصوص .
أما البعض فقد اعتمد طريقة تدفئة جديدة وهي إشعال إقراص معمولة من تفل زيت الزيتون وهي بقايا والمخالفات بعد عصر الزيتون وثمن القرص 40 ليرة سورية وهو يكفي للتدفئة لمدة ساعتين بحسب الذين يستخدمونه والبعض الأخر يستعين بالحطب والفحم، وفي المقابل فإن محطات الوقود لها قصة مغايرة، وحديث آخر فالسائقون ينتظرون أمام محطة الوقود لمدة تزيد على الساعتين من اجل ملئ خزان وقود الميكروباص وبحسب أحد المنتظرين فهو يفضل شراء المازوت من السوق السوداء بدلا من هدر وقته أمام محطة الوقود.
وأشار البعض أن الكثير من أصحاب الكازيات يقومون ببيع البنزين والمازوت بأسعار مرتفعة لبعض المتعاملين معهم لبيعها بدورهم بأسعار مرتفعة على الطرقات، وفي الوقت الذي يشتكي المواطن من هذا الوضع يطالب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك همام الجزائري بتشديد الرقابة على محطات الوقود والتأكد من توزيع وبيع مادة المازوت والبنزين للمواطنين بالمواصفات والأسعار المحددة، ومعايرة المضخات ومتابعة الإشراف على استلام وتسليم هاتين المادتين. من خلال توجيه دوريات بشكل يومي لرقابة محطات الوقود وموافاة الوزارة بالكميات الواردة إلى المحافظة من مادتي البنزين والمازوت والحاجة الفعلية للمحافظة من هاتين المادتين وبيان حالة الازدحام على محطات الوقود الموجودة ضمن نطاق كل مديرية، و اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين وعدم التساهل مع كل من تخوله نفسه الغش أو الاحتكار أو بيع المادتين بالسوق السوداء.
هكذا يقال ...
يصل استهلاك سورية من المازوت يومياً إلى 25 ألف متر مكعب، وبسبب الظروف الحالية انخفض الاستهلاك، بحيث لا يتم توزيع أكثر من 15 ألف متر مكعب يومياً، 6 آلاف منها من خلال مصفاة بانياس التي ستعمل قريباً، و4 آلاف من خلال مصفاة حمص ويبقى النقص هو 5 آلاف يومياً، ما يعني أنّ التوزيع يتم حالياً من خلال مصفاة حمص حصراً وأنّ النقص هو 11 ألف متر مكعب يومياً إلى حين تشغيل مصفاة بانياس. وأكدت محافظة ريف دمشق أنّها تعمل على اتخاذ إجراءات جديدة لتوزيع مازوت التدفئة ومخصصات وسائل النقل والزراعة والأفران، إضافة إلى ضبط عمليات التلاعب، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين سواء كان من أصحاب المحطات أم من أصحاب سيارات التوزيع الخاصة.