عبد الرحمن تيشوري
لا يوجد حاجة ومبرر الى حشد الكثير من الادلة والبراهين والحجج على اهمية التغيير وضرورته في سورية الحبيبة هذا كان قبل الحرب فكيف الان؟؟؟
اذا التغيير مطلب اساسي لاية جهود ذات صلة بعملية الاصلاح الادارية وتنمية الادارة السورية واصبح من المعلوم ان التغيير حقيقة ثابتة في اي مجتمع وان دواعي التغيير اكثر الحاحا في سورية اليوم اكثر فيما مضى بسبب الاثار الكارثية للحرب الفاجرة المدمرة على سورية من قبل اوباش العالم زعران آل سعود وثاني
هذه الحقيقة تقودنا الى القول بان الحاجة الى ادارة التغيير للوصول به الى غاياته تتناقض تماما مع استراتيجية الادارة بالازمة التي فرضت على الحكومة السورية حيث تقوم هذه الاستراتيجية بالتالي الى اعاقة دورالاصلاح الاداري في التنمية الاجتماعية والاقتصادية برمتها
ان الدعوات المتكررة القديمة الجديدة في سورية بضرورة الاصلاح الاداري تنظر الى ادارة التغيير باعتبارها احد المداخل الرئيسية بدلا من الادارة بالازمة وخاصة الان حيث احدثت وزارة متخصصة اسندت للدكتور النوري الرجل السوري الشريف الصادق الخبير والمتمرس في هذا الميدان
في سورية نتيجة الظرف الخاص لم يعد التغيير امرا اختياريا بل امرا حتميا وواجبا ولازما وقسريا تفرضه العديد من المعطيات والاسباب القديمة والجديدة التي تركتها الحرب الفاجرة على السوريين ومن بين هذه الاسباب والمعطيات من وجهة نظرنا الاحداث المتسارعة المتغيرة وتغيير قيم واتجاهات السوريين وتغيير ( تطلعات ) ورؤى الافراد والحرص على لقاء واستمرار الافراد والمنظمات والشركات والمجتمع السوري الجديد والبحث عن الافضل ثم الرغبة في استباق الاحداث والاستعداد لها
هذه الاسباب وغيرها وخاصة ورش عمل الوزارة الجديدة التي كلفنا وشرفنا بورقة عمل بها السيد وزير التنمية الادارية الاستاذ الدكتور حسان النوري دفعتنا الى البحث عن افضل الاستراتيجيات والنماذج التي يمكن من خلالها ادارة وقيادة التغيير في سورية بدلا من التقاعس والصمت او التعامل مع التغيير من خلال الادارة بالازمة التي تفضي الى الكثير من المشاكل في سورية كما تلاحظون – ازمات في كل شيء _-
من خلال ورقة العمل هذه سوف اتعامل مع قضية التغيير من خلال التأكيد على اهمية ادارة التغيير وقيادته بشكل مهني ومخطط ومدروس ومبرمج وممرحل باعتبار ذلك مطلبا اساسيا لنجاح اي جهود سورية ذات صلة بعملية الاصلاح الاداري في سورية في ضوء احداث وزارة للتنمية الادارية قدمت رؤية جديدة مؤلفة من 100 صفحة ارسلت للقيادة ووافقت وصادقت عليها الحكومة السورية
الادارة والقيادة والتغيير
الادارة تعني تحقيق الاهداف بفعالية / اي عمل الاشياء الصحيحة /
وبكفاية / اي عمل الاشياء بطريقة صحيحة / من خلال الاخرين لذلك تكون ادارة التغيير هي مهمة من مهام القيادة الادارية لنقل الشركة والوزارة والدولة من الوضع الراهن الغير مرغوب الى وضع جديد افضل ومرغوب ومستهدف
المعطيات والاسباب التي تفرض التغيير
1- الاحداث المتسارعة المتغيرة كالتي تمر بها سورية
2- تغيير قيم واتجاهات الناس
3- تغيير تطلعات ورؤى الافراد
4- سريان الفساد في اجهزة الدولة
5- البحث عن الافضل والاحسن
6- استباق الاحداث والاستعداد لها / ادارة وقيادة استباقية /
7- الاداء الاداري والاقتصادي السيء في سورية اليوم
8- وجود حراك سياسي ومناخ جديد وعقد اجتماعي جديد
9- واسباب ومعطيات اخرى كثيرة
انطلاقا من هذه المعطيات وغيرها يمكن القول ان الاستراتيجية المتعلقة بالتغيير تتطلب من القيادة الادارية ان تكون واعية على الدوام ب3 مراحل هي :
1- مرحلة ما قبل الازمة
2- مرحلة اثناء الازمة او التغيير
3- مرحلة ما بعد الازمة او التغيير والتطوير
لذلك نقول نحن ان التغيير السوري الجديد المقترح يحتاج الى قيادة ادارية واعية وقادرة على تكوين الرؤية الواضحة حول مستقبل الادارة السورية وهذا مافعله الدكتور النوري في الاستراتيجية الوطنية الجديدة للتنمية الادارية
وهنا نحن نركز كثيرا على دور القادة الاداريين الجدد في سورية ومن سيعمل في وحدات التنمية الادارية ان يتم انتقائهم بعناية مركزة بحيث يشكلوا قولا وفعلا قيادة تغييرية جديدة ومن وجهة نظرنا تتسم القيادة التغييرية بعدة خصائص:
1- المبادرة الشخصية لتخطي الحواجز السورية الكثيرة
2- امتلاك الدافعية الذاتية قادة رأي
3- الاهتمام بالاخرين قيادة تفاعلية جماعية تعاونية
4- الحد من الظهور وان يشكل عامل القدوة في الالتزام والعمل
5- امتلاك روح اللطف والمرونة
6- القدرة على قراءة وفهم المواقف
7- التمتع بالقابلية والقدرة على التعليم والتعلم المستمر
8- النجاح في بناء فرق العمل الفاعلة
9- قبول التحدي تحدي الاخرين
10- الفدائية الادارية والجرأة العالية ولو اودت بمنصبه
اذا هذه القيادة التغييرية تتبنى منهجية جديدة في التغيير والتطوير من ادارة انشاء الله وبكرى ومعليش الى ادارة مهنية احترافية تخصصية معيارية وعلمية لا مجاملة وتبويس ذقون فيها
وهذه القيادة التغييرية مطالبة قبل احداث التغيير وقيادته ان تتأكد من التالي في سورية الجديدة:
1- لديها كل الاسباب الوجيهة للتغيير والتطوير
2- اشراك كل السوريين الشرفاء في عملية التغيير
3- تكليف شخص وقائد محترف بمسؤلية العملية وهذا حصل بقيادة الدكتور النوري لوزارة التنمية الادارية
4- تشكيل فرق ومستشارين لادارة عملية التحول وهذا يتم الان من قبل السيد الوزير النوري
5- توفير التدريب على القيم والمهرات والسلوكيات الجديدة وهذا من عمل وزارة الدكتور النوري ايضا
6- طلب المساعدة الداخلية والخارجية من الاصدقاء ان استدعى الامر
7- ارساء رومز التغيير وهنا نؤكد على انتقاء الوزراء والمحافظين والمديرين ممن يدعمون العملية برمتها
8- ايجاد آلية مالية للاعتراف بجهود المستشارين والمميزين ومكافأتهم بشكل مجزي
وهنا نؤكد ايضا نحن وجهة نظرنا الخاصة المستخلصة من عبر المرحلة الماضية والمحاولات السابقة ودروس وعبر مرحلة الحرب الفاجرة على الدولة السورية واهمها من وجهة نظرنا:
1- ايجاد الشعور بالحاجة الملحة الى التغيير لدى الموظفيين والمواطنيين والمسؤولين ودخول وزارة التنمية الادارية الى كل منزل
2- ايجاد فريق عمل متكامل متناغم متحمس وتدليله واكرامه ودعمه يساعد السيد الوزير في العملية
3- نقل الرؤية الى الجميع كما اقول انا زيادة الوعي الشعبي بالعملية
4- دعم وحدات التنمية الادارية لتكون الشرارة الحقيقية للتغيير في سورية الجديدة
وساكتب في مقالة وورقة لاحقة عن مراحل ادارة التغيير وتوضيح طريقة التعامل مع المقاومة والمعارضة القوية للتغيير في سورية