سومر إبراهيم
كشف مدير مشروع التنمية الريفية في المنطقة الشمالية الشرقية في وزارة الزراعة الدكتور ياسر السلامة أن المشروع أنهى فترة أعماله بعد سبع سنوات من انطلاقته في نيسان 2008 والذي أحدث بموجب القانون رقم/44/ تاريخ 30 /12 /2007 الصادر عن السيد رئيس الجمهورية بموجب الاتفاقية الموقعة بين الحكومة السورية و الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد بكلفة 85 مليون دولار تنفذه وزارة الزراعة ، موضحاً أن المشروع استهدف 100 قرية في محافظات دير الزور والرقة والحسكة بمن فيها من نساء ريفيات وصغار المزارعين والشباب العاطل عن العمل والأسر الريفية الفقيرة حيث بلغ عدد المستفيدين منه بشكل مباشر 61599 مستفيداً منهم 34937 ذكور والباقي إناث ، والمستفيدين بشكل غير مباشر من نشاطات وخدمات المشروع / 112000 / مستفيداً منذ عام 2011 وذلك من خلال الوحدات الإرشادية ومراكز ومحطات البحوث العلمية الزراعية والمشروع الوطني للتحول للري الحديث التي استفادت من دعم المشروع و / 93800 / مستفيد من توزيع المساعدات العاجلة المقدمة من منظمة الأغذية و الزراعة – الفاو في محافظتي الحسكة و دير الزور بالتنسيق مع اتحاد الغرف الزراعية المتضمنة بذار للقمح و الشعير ، وفي الموسم الزراعي 2013- 2014 6800 أسرة بإجمالي 47600 مستفيد و الموسم الزراعي 2014- 2015 6600 أسرة بإجمالي 46200 مستفيد ، و بذلك يكون العدد الإجمالي للمستفيدين بشكل غير مباشر من خدمات المشروع قد تجاوز /200000/ مستفيد .
وأوضح سلامة أن الهـدف الاستراتيجي للمشروع هو المساهمة في تحسين الظروف المعيشية الاقتصادية والاجتماعية لأفراد المجتمع الريفي في المنطقة الشمالية الشرقية من خلال تمكين المجتمع المحلي وإشراكه بالعملية التنموية الشاملة والمستدامة والاستثمار الأمثل لموارده الطبيعية والبشرية وتقديم العون الفني والائتماني اللازم من خلال مجموعة من الأهداف المرحلية منها تنظيم المجتمعات الريفية لتحقيق إدارة الموارد المستدامة و العمليات التجارية، و وصول المزارعين إلى الخدمات الاستشارية الزراعية ذات الفعالية و تشجيع الاستثمارات الخاصة التي تؤمن فرص عمل وزيادة في الدخل ، و الاستخدام المنطقي والإدارة المثلى لموارد المياه في الري .
وبين سلامة أن مكونات المشروع الرئيسية تتمثل بتنمية المجتمعات المحلية وإدارة الموارد الطبيعية والري ورفع الإنتاجية الزراعية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ، حيث عمل المشروع على تنظيم المجتمع من خلال تشكيل لجان تنموية ومجموعات أنشطة في 100قرية مستهدفة و عمل المشروع على مساعدة النساء الأميات للتخلص من أميتهن من خلال تنفيذ دورات محو أمية ضمن خطة المشروع لمحو أمية 8500 امرأة في المحافظات الثلاث ، كما نفذ المشروع دورات تدريبية على رفع الوعي الصحي والبيئي والنوع الاجتماعي فبلغ عدد المستفيدين من برامج التوعية البيئية والصحية 70000 من أفراد المجتمع منهم 30000 امرأة و في مجال إكساب المهارات المولدة للدخل 20000 شاب منهم 12000 امرأة .
وأشار السلامة أن المشروع يساهم في الحد من استنزاف الموارد المائية عن طريق دعم التحول للري الحديث و تطوير سياسات الري و حصاد المياه و إدارة موارد المياه الجوفية و تعزيز تكنولوجيا الري و يمول المشروع دراسة لتطوير تقنيات حصاد المياه الملائمة للمنطقة والتي ستنعكس على صغار المزارعين في الاستفادة من مياه الامطار بشكل أفضل وتعزيز المياه الجوفية .
أما فيما يخص رفع الإنتاجية الزراعية قال سلامة أن هذا المكون يهدف إلى دعم وتقوية ثلاثين وحدة إرشادية في المحافظات الثلاث و تأهيل و تدريب الفنيين والمرشدين الزراعيين على أحدث الأبحاث الزراعية بالنهج التشاركي و دعم البحوث التطبيقية من أجل تطوير أنماط الزراعة و تسهيل وصول المزارعين إلى الخدمات الإرشادية الفعالة و تدريب مجموعات المزارعين على أحدث التقنيات الزراعية ، ذاكراً أن مكون التمويل الصغير و الإقراض يدعم المشاريع القابلة للربح داخل وخارج المزرعة من أجل صغار مستثمري القطاع الخاص سيكون هدفه إيجاد استثمارات المشاريع الصغيرة والصغرى وخلق فرص عمل ورفع مستوى الدخل. وسيتم التركيز على رفع فرص الإقراض والخدمات الاستشارية للمشاريع الصغيرة والصغرى المربحة لمجال واسع جداً وذلك من خلال تأسيس شبكة للتمويل الصغير في المنطقة الشرقية من خلال تأسيس 96 صندوق مالي في القرى المستهدفة وتقديم الدعم الفني والمالي من أجل خلق فرص عمل جديدة لأكثر من 4500 أسرة ريفية ، وبلغت عدد القروض المنفذة 997 قرضاً منها 683 قرضاُ للثروة الحيوانية و 32 قرضاً زراعياً و 193 تجارياً و و89 خدمياً وبلغت قيمة القروض 45,4 مليون ليرة فيما بلغت نسبة السداد في الحسكة 97% حتى الآن أما في الرقة 90% حتى بداية 2013 وفي دير الزور 100% حتى منتصف 2012 .
وأضاف سلامة أن المشروع أدخل للمنطقة تقنيات الري السطحي المطور وزراعة الفطر الزراعي و الصدفي وتجهيز الكمبوست اللازم لزراعة الفطر الزراعي وإنتاج الصوص البلدي بالفقاسة الآلية و زراعة الوردة الشامية وصناديق التمويل الصغير توطيد ثقافة الائتمان و استخدام الطباخات الشمسية واستخدام وحدات إنتاج الغاز الحيوي .
أما الصعوبات والمعوقات التي تعرض لها المشروع حسب سلامة تتمثل في تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة عمل المشروع وخاصة في محافظتي الرقة و دير الزور و توقف صندوق اوبيك للتنمية الدولية /أوفد/عن تمويل المشروع و اقتصار تمويل الصندوق الدولي للتنمية /إيفاد/ على مكوني التدريب و التمويل الصغير من بداية عام 2013 و توقف عملية تقييم الأثر الاجتماعي و الاقتصادي للمشروع التي بدأت في القرى المستهدفة و ذلك نتيجة الأوضاع الحالي و ضعف الخدمات العامة التي تعيق تنفيذ النشاطات التنموية والتي ترتبط بمؤسسات أخرى وغير قادر المشروع على حلها ( ندرة مياه الشرب – التسرب المدرسي – المياه الراكدة و المستنقعات الناجمة عن قنوات الصرف والتي تسبب الأمراض).