دمشق- سيريانديز
تعد صناعة الاجتماعات من أهم الأدوات الاقتصادية وقد شهدت رواجا خلال الفترة الماضية ويعكس عدد المعارض والمؤتمرات والملتقيات والمنتديات والندوات والبازارات سلامة الدورة الاقتصادية وتعافي الأعمال التي تهتم بزيادة الاستثمارات في المنشآت والشركات المنظمة والموردة .
ويرى أكاديميون دلالات على العلاقة القوية والمتلازمة بين الاقتصاد وصناعة الاجتماعات وإقامة المعارض والملتقيات وغيرها لأن هذه الصناعة تتقاطع مع جميع القطاعات الاقتصادية وتروج للصناعات الوطنية وتقوي قنوات التواصل بين الباعة والمشترين وترفع قدرات العاملين في المجالات الاقتصادية .
وتطورت صناعة المعارض في سورية واستحدثت الشركات والمنظمات ومراكز الأبحاث المتخصصة فيها وازدادت الاستثمارات في المنشآت والشركات المنظمة والموردة لها، وتنامى عدد العاملين فيها حتى أصبحت صناعة لها كيانها ومصدرا اقتصاديا مهما ورغم الظروف الراهنة اقيم هذا العام 58 معرضا وبازارا ومهرجان تسوق وسوق بيع.
وكان الحدث الأهم إعادة النشاط إلى مدينة المعارض حسب مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي الذي قال في تصريح لسانا “إن المؤسسة تقوم بدورها في تشجيع الشركات الداخلية والخارجية وبعض الشركات التي غادرت سورية للعودة وإقامة المعارض” متوقعا أن يشهد العام القادم “حركة معارض قوية” حيث ثبتت حجوزات جميع المعارض والفعاليات التي أقيمت في 2015 من أجل إقامتها في 2016.
ودعا كرتلي الشركات المتخصصة بإقامة المعارض إلى زيادة الاهتمام بالعلاقات العامة والإعلان ومن الإعلام الوطني فرد مساحات إعلامية إضافية من أجل إيصال الرسالة المستهدفة إلى الزبائن المحددين كاشفا عن العمل على “إيجاد صيغة لتقديم الدعم إلى المعارض التي تقام خارج سورية من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية واتحاد المصدرين والعمل في المستقبل لإيصال الدعم إلى المعارض داخل سورية”.
وأشار مدير عام شركة مسارات للمعارض والمؤتمرات أنس ظبيان أن شركته حجزت لإقامة خمسة معارض هذا العام أقامت منهم ثلاثة معارض تخصصية وتحضر لمعرضين قبل نهاية العام أحدهم خاص بوزارة التنمية الإدارية والآخر للتوظيف و فرص العمل مؤكدا أن “أغلب المعارض لم تحقق أرباحا والهدف من اقامتها إعادة النشاط التجاري لما كان عليه”.
ولكونها تشكل عنصرا مهما في النمو المستقبلي للاقتصاد وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار وجزءا أساسيا في نقل المعلومات وانتشار المعرفة والممارسات المهنية وعاملا رئيسا في بناء التفاهم والعلاقات يدعو ظبيان إلى أن يكون عام 2016 عام المعارض والمؤتمرات وصناعة الاجتماعات لتكون الحامل الأساسي لتعافي الاقتصاد وبدء دوران عجلة رأس المال.
وقالت سلمى جانات المدير التنفيذي في شركة الباشق للمعارض “إن التحضير لمعرض إعادة إعمار سورية 2015 الذي أقيم في مدينة المعارض بدمشق استغرق عاما كاملا الهدف منه بالدرجة الأولى إعادة إحياء مدينة المعارض والوصول إلى شركات أجنبية للمشاركة في المعرض” مشيرة إلى “أن بعض الشركات أبدت رغبتها للمشاركة ومن ثم رفضت لتخوفها الأمني والبعض الآخر يتابع القنوات الإعلامية المضللة ولديه تصور خاطىء عن سورية ورفض الفكرة من أساسها وبعض الشركات تحدت وشاركت بنسبة أكبر من الشركات السورية”.
وأضافت.. “الشركات الأجنبية حققت صفقات وعقودا مهمة فيما بينها وبين الشركات الوطنية السورية” مبينة أن الغاية من صناعة المعارض في هذه الفترة بالدرجة الأولى اقتصادية ووطنية والعمل على إنشاء قاعدة بيانات من الشركات التي لها ميول للمشاركة وطرح منتجاتها في الأسواق السورية كاشفة عن بدء العمل على معرض إعادة اعمار سورية 2016.
وترى الإعلامية هبة نويلاتي المتخصصة بتنظيم وإدارة المعارض أن دور المعارض يعتبر أحد أهم وسائل ترويج التجارة وذلك من خلال انعاش السوق بجلب تقنيات جديدة في مجال الإنتاج والتعرف على أحدث المنتجات ونقل الخبرات الحديثة إلى المنتجين وفتح الأسواق الجديدة أمام المنتج السوري للدخول والتواجد في هذه الأسواق الدولية بالإضافة إلى جلب المعلومات التسويقية من هذه الأسواق لإتاحتها لمجتمع المصدرين ورجال الأعمال وذلك من خلال التنظيم أو الاشتراك في المعارض و المؤتمرات الخارجية.
ويعد قطاع المعارض والمؤتمرات من أهم القطاعات التي تشهد نموا ملحوظا في البلدان التي تعرضت لأزمات وتعمل على إعادة الإعمار ودوران عجلة الاقتصاد قبل البدء بالإعمار .