سيريانديز- مكتب اللاذقية
تمام ضاهر – أمل صارم
تتتربع اللاذقية على عرش السياحة في سورية بكل أشكالها وأنواعها إذ تقدم مزيجا متنوعا غنياومختلفا من البيئات السياحية تناسب كل الأذواق مهما تباينت بين طبيعة شاطئيةو جبلية ونهرية وأثرية تاريخية ، آخاذة قل نظيرها تجمع بين العراقة التاريخية والفرادة الأثرية والخصوصية السياحية . حول الواقع السياحي الحالي في محافظة اللاذقية ، والرؤى والطموحات السياحية المستقبلية ، أيضا ما يتصل بمنعكسات زيارة وزير السياحة مؤخرا للمحافظة ، وأهم المواقع التي شملتها هذه الزيارة كان لسيريانديز لقاء مع مدير سياحة الدكتور وائل منصور.
البداية كانت من خطة مديرية سياحة اللاذقية للعام السياحي 2016 وقد ركزت كما قال د . منصور: على ضرورة إيجاد شواطىء مفتوحة وسياحة شعبية منخفضة التكاليف ، كمناطق أخرى في وادي قنديل التي ستكون قيد الاستثمار مع بداية الصيف ، إضافة إلى العديد من المواقع المستملكة من وزارة السياحة ، وقال د .منصور: إن السيد وزير السياحة م . بشر اليازجي ، الذي قام بزيارة محافظة اللاذقية وأشاع جوا من الإيجابية والتفاؤل، إذ وجه بإيجاد مناطق سياحية، وشواطئ مفتوحة ، ودراسة آلية استثمارها ، تحضيرا لما قبل الموسم 2016 ، بما يخدم السياحة منخفضة التكاليف .
وفيما يتعلق بالاستثمارات السياحية ، أكد د. منصور إقبال المستثمرين ، على المشاريع السياحية المطروحة ، في نهاية العام الماضي ، وضمن ملتقى الإستثمار 2015 ، و هي 12 موقع تتدرج من المشاريع الصغيرة إلى المشاريع المتوسطة ، والكبيرة التي تلبي احتياجات المرحلة القادمة ، وتركز على توفير الشواطئ المفتوحة . أيضا كانت هناك جولة ضمن كورنيش المدينة الرياضية ، بهدف تأمين منفذ قريب للمدينة على البحر ، وجرى تكليفنا مع مجلس مدينة اللاذقية بإعداد هذه المواقع ودراسة الآلية والمعايير بما يخص استثمار هذه الشواطىء كي تكون جاهزة ، والموضوع قيد الدراسة للاختيار مع معايير الاستثمار ، والشروط الواجب توافرها في هذه المناطق ، ومن هي الجهة المستثمرة ؟ أمر نعمل عليه لإقرارالآلية المناسبة . والمكان المناسب .
وأشار د. منصور إلى طرح أربعة مشاريع لتأمين شواطئ مفتوحة مع خدمات كبائن وأدواش ، وخدمات مكملة ، كما هو حاصل في منطقة الكورنيش الجنوبي ، ومسبح الشعب . مضيفا :وقد تضمنت زيارة وزير السياحة إلى اللاذقية أهدافا عديدة، وتأكيدات شديدة اللهجة أهمها ضرورة الإقلاع بالمشاريع السياحية ، ووضع النصاب أمام المشاريع المتعاقد عليها ، والوقوف على الصعوبات ، و فسخ عقود في حال عدم وجود جدية أومبررات موضوعية ، تعيق إطلاق هذه المشاريع . أيضا شدد الوزيريازجي على ضرورة زيادة الطاقة الاستيعابية في منشآت المحافظة كونها غير كافية خاصة في فترة الموسم السياحي.
واضاف:: برنامج الوزير تضمن زيارة لإحدى المنشآت الفندقية قيد الإفتتاح خلال الأشهر القادمة ، ووجه بتقديم كافة التسهيلات ، وتذليل العقبات إن وجدت ، وذلك ضمن مشروع غرب المنتجع أو شركة (غولدن بيتش) .
أيضا كانت هناك زيارة لحوض المرفأ القديم للاطلاع على آلية توظيفه تاريخيا وأثريا ،إذ يحوي على مستودعات ومنارة أثرية وجامع أثري، ويعد واجهة للمدينة ، ولسوقها الرئيس والتجاري .
وأكد د. منصور وجود دراسات قيمة حول تأهيل المرفأ بخبرات استشاريين، للإقلاع بالمرحلة الأولى من هذا المشروع الهام ، والاستراتيجي . أيضا شملت جولة الوزير يازجي عدة مناطق كان أهمها زيارته لمنطقة البحيرات السبع ، أو سد 16 تشرين في منطقة مشقيتا ، ولايخفى على أحد أهمية الموقع السياحية، وقد وجه يازجي بضرورة التنسيق مع الجهات المعنية كالموارد المائية والزراعة لإ يجاد مناطق خاصة للاستثمار على ضفاف البحيرة ، وذلك ضمن فعاليات ونشاطات تخدم الحركة السياحية البيئية ، والترفيهية . بالعودة إلى المشاريع السياحية الصغيرة وسبب التركيز عليها قال منصور : المشاريع الصغيرة حاجة ضرورية تخدم شريحة من المواطنين ذوي الدخل المحدود، أما تنفيذها فخلال فترة قصيرة ، عبر تجهيز الشاطىء وفق تكلفة بسيطة ،وتزويدها بكبائن وأدواش ،معتمدين على تجارب مماثلة في المحافظة ودول الجوار، مقابل أسعار رمزية تناسب الجميع، قد يترافق ذلك مع خدمات تقديم بعض أنواع الطعام والمشروبات، وستكون مدروسة ومناسبة للجميع .
وحول الأنماط السياحية الأخرى التي تميز محافظة اللاذقية قال د منصور : ثمة حاجة لإيجاد سوق للمهن اليدوية والصناعات والحرف التقليدية، والمنتجات الريفية والتراثية ، التي تشكل مدخلات للصناعة السياحية ، ونحن ننظر لهذا الجانب بالكثير من الإهتمام وأطلقنا فعاليات أسميناها (حكاية ضيعة ) للتعريف بمقومات كل قرية والبحث عن نموذج قرية تراثية ، ريفية نموذجية يمكن أن تكون مقصدا سياحيا على شاكلة ما تم الترويج له في مسلسل ضيعة ضايعة ، في منطقة السمرا . مؤكدا : الريف يذخر بمقومات غنية ، و بالكثير من الحكايا ، حاليا نبحث عن ذلك للوقوف على قرية تكون مقصدا فالذوق السياحي كما هو معروف يتبدل ، و يفكركثيرون بإرتياد الريف، ويجدون فيه ملاذا بطيبته وبساطته ومأكولاته الشعبية ، وهي سياحة واعدة في الفترة القادمة .
ويأخذ هذا المنحى كل الاهتمام والرعايةمن مديرية سياحة اللاذقية بعد أن وجه الوزير يازجي بالدعم لهذه المشاريع، وأن يكون هناك ترويج للمقومات في كل قرية حتى لو كانت شجرة معمرة، أو منزل قديم ، اسم فلاح ، أسطورة ما في قرية أو وادي ، كلها تشكل عوامل مشوقة وجاذبة للتشجيع على السياحة وندعو شركاءنا في الإعلام، وكل الجهات للتكاتف لتقديم وإيصال الرسالة الإعلامية وفق المقومات الموجودة .
بالنسبة لأسماء تلك القرى قال منصور : انطلقنا من منطقة الدالية وبيت عانا وحلبكو وسنصل إلى منطقة الحفة ومشقيتا ، حتى يتم اختيار القرية النموذجية على مستوى الساحل السوري بالتصويت ، وغناها وعفويتها أيضا هناك تركيز على السياحة الريفية والنمط المنزلي الذي يعتمد على مشاركة الفلاح بنشاطه، و مشاركة أسرته الزراعية بأعمالها، ويصنف ضمن السياحة البيئية وهي نوع من أنواع السياحات التي بدأت تأخذ طريقها في دول كثييرة ، يبدأ بالخروج عن المؤثرات ،كبديل عن ضجيج المدن وازدحامها.
وبخصوص السياحة الدينية فهي حاضرة وبقوة في محافظة كاللاذقية وفق ما أكد د. منصور من خلال إحصائيات عن الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، التي تحمل أكثرمن بعد روحي وتاريخي و أثري، بمسار روحي يبدأ من جامع المغربي ويمر على الكنائس والجوامع التاريخية الموجودة في المدينة القديمة ، وهو مصمم ومعتمد من الوزارة ، وقيد النشر بنقاط انطلاق، وخدمات، وصرافات، ونقاط طبية.
وعن توقعاته للموسم السياحي 2016 ما يتصل بالسياحة الخارجية والداخلية ختم منصور قائلا : بعد الأمان والانتصارات التي حققها جيشنا العربي السوري في ريف اللاذقية نأمل أن يكون هناك سياحة من خارج القطر ، بما يعرف بسياحة المخاطرة تنطلق من اللاذقية إلى المناطق الساخنة في سورية للتعرف على الواقع أو بدافع فضول للاطلاع على بعض المواقع كسلمى و الكل يتمنى الشخوص إلى هناك وهذا مشجع ، في تقييم شخصي أعتقد سيكون هناك إقبال كبير قياسا بالعام الماضي ، فسورية هي مركز المنطقة اليوم و نتيجة التسليط الإعلامي من كل الجهات الصديقة، والمغرضة إذ تم التركيز على مناطق عديدة حتى أصبحت ذات شهرة واسعة ومع سورية المنتصرة سيكون ذلك عامل إقبال أيضا، وأنا متفائل جدا .