سيريانديز- مكتب اللاذقية - منال زوان
هي اﻷدمغة السورية التي وجدت نفسها أمام محركات بحث عالمية جاهزة ، وملزمة باستخدامها ، هذه العقول أبت إلا أن تنشىء محرك بحث ذي بصمة سورية يستطيع أن يقدم لهم ما لا يستطيع حتى (غوغل) تقديمه .
المهندس شادي صالح مؤسس محرك البحث شمرا أكد لسيريانديز : إن شمرا هو مشروع تم تطويره في شركة ذكاء الأعمال للبرمجيات في اللاذقية منذ بدايات هذا العام. ويشمل على باقة كبيرة من الخدمات منها محرك بحث سوري ، وخدمة الأماكن التي تعتمد على تفاعل المستخدمين وإضافاتهم لأماكنهم المفضلة. خدمة الأخبار وغيرها .
كما أن شمرا سيصبح متاحا على النطاق السوري shamra.sy وعلى أجهزة الموبايل ضمن تطبيق شمرا موبايل.
وأضاف : أتت فكرة شمرا بشكل أساسي من العقوبات الغربية التي فرضت على سوريا منذ بداية الأحداث، والتي اعتبرت عقوبات انتقائية فالخدمات التي تصب في مصلحة المواطن حجبت بالكامل. أما الخدمات التي لها مآرب تجسسية مازالت متوفرة بهدف عرض معلومات وأخبار تهدف لخدمة أجندة خاصة .من هنا كانت الانطلاقة بالتفكير بتوفير جميع الخدمات التي يحتاجها السوريين ضمن مشروع واحد هو شمرا.
وقال صالح : هناك تجارب في العالم لمحركات بحث وطنية ناجحة وتحتل المرتبة الأولى في بلادها مثل تجربة (سيزنام) هنا في التشيك وتجربة (يانديكس) في روسيا، حيث لا يرى المستخدم في هذه البلدان أي حاجة لاستخدام محركات بحث .
وعن القيمة المضافة التي يمتلكها المشروع لمنافسة محركات بحث عالمية أشار إن هناك محركات بحث قوية جداً عمرها عشرات السنين تسيطر على الأنترنت بكافة أبعاده ، إلا أن نقطة القوة التي يتميز بها بناءه هو تلبية حاجات السوريين واستيعاب أسئلتهم باللغة العربية . كما ويقوم شمرا بمعالجة خاصة لتحويل المحتوى الرقمي السوري إلى محتوى مُهيكل يسهل الوصول إليه بشكل أسرع.
أما القيمة الأخرى المضافة لشمرا فهي تقديم هذه الخدمات داخل أراضي الجمهورية العربية السورية مما يعني أن أي انقطاع للإنترنت عن سوريا لن يؤثر أبدا على شمرا.
مع التأكيد على أن شمرا يحافظ على خصوصية و سريّة بيانات المستخدمين حسب القانون السوري. وتابع : نأمل في شمرا إبرام اتفاقيات مع أصحاب المواقع السورية تُمكن شمرا من توفير المحتوى السوري على الأنترنت بشكل مهيكل ودقيق وحديث يميزه عن باقي محركات البحث وتابع : شمرا موجّه لتلبية حاجات السوريين ولكن هذا لا يعني أن شمرا لن يقوم الا بتقديم المحتوى السوري ، حيث يهدف شمرا إلى تلبية مايبحث عنه السوريين، وبالتالي في حال وجود محتوى ذو قيمة عالية غير سوري و غني بالمعرفة سنعمل على توفيره ضمن شمرا.
موضحاً بأن محرك البحث يعمل ضمن تقنيات تعتمد بشكل رئيسي على مسح المواقع السورية وتنظيف المحتوى وإعادة هيكلته وفرزه حسب مضمونه، مثلا : سيستطيع المستخدم البحث حصراً في المواقع الحكومية السورية أو التعليمية أو الثقافية أو المواقع الطبية . وتتم هذه العملية بشكل مستمر طوال اليوم أي أن أية إضافة ضمن هذه المواقع ستصبح متوفرة بين يدي المستخدم .والنقطة الأخرى هي أن شمرا يعتمد على تطبيق تقنيات تم تطويرها من قبل فريق العمل لمعالجة اللغة العربية وفهم سؤال المستخدم والإجابة عنه بشكل فعال ، بهدف تطوير نتائج البحث باستمرار بحيث تصبح النتائج التي يبحث عنها المستخدم تظهر في النتائج الأولى بشكل رئيسي.
وعن الرؤية المستقبلية لتطوير المشروع قال م. صالح : يوجد لدينا رؤية غنية لمشروع شمرا في المستقبل من خلال دراسة إضافة العديد من الخدمات الضرورية التي ستتكامل مع محرك البحث ، من هذه الخدمات : خدمة شمرا سؤال وجواب، وخدمة البريد الالكتروني السوري وخدمة التخزين السحّابي اللامحدود للسوريين وخدمة التواصل المباشر بين مستخدمي شمرا وبين مالكي الأماكن مثل المطاعم والفنادق من أجل إجراء حجوزات أو استفسارات عن خدمة معينة كما ويتم التخطط في الفترة المقبلة ﻹضافة خدمات بشكل دوري بالاعتماد جوهرياً على استقرائنا لحاجات المستخدمين ومتطلباتهم اﻷساسية والعمل على تلبيتها.
وعن الخطة التسويقية للمشروع وكيف سيتم الترويج لها أشار صالح إلى وضع خطة تسويقة تعتمد على وسائل التسويق المتاحة في سوريا انطلاقاً من وسائل التواصل الاجتماعي وصولاً إلى الإعلانات الطرقية والراديو المحلي والرسائل القصيرة بالتعاون مع شركات الخلوي والتلفزيون المحلي لاحقاً.
وقال : نخطط لإقامة مجموعة من ورشات العمل في عدة جامعات سورية لتعريف الطلاب بالمختصين بالتقنيات المستخدمة في محرك البحث وإطلاعهم على آخر ما تم تطويره في هذا المجال .كما نعمل على اعداد مجموعة من المسابقات التي تم طرحها بالتعاون مع المؤسسة العربية للإعلان . أما فيما يخص الخدمات التي يقدمها المشروع فأوضح بأن شمرا سيبدأ بثلاث خدمات أساسية، هي محرك البحث في الويب شمرا أخبار ،حيث تقوم هذه الخدمة بعرض أهم الأخبار التي تخص المستخدم السوري من أهم وكالات الأخبار المحلية والعالمية الموثوقة. .أيضاً شمرا أماكن ، تقوم هذه الخدمة بعرض الأماكن القريبة من المستخدم حيث يستطيع المستخدم أن يسأل شمرا عن أقرب مطعم أو فندق، و تمكين المستخدمين من كتابة رأيهم بمكان ما ومشاركة صور حول مكان ما ، و إضافة أماكنهم الخاصة بهم وإدارتها بطريقتهم.
إضافة إلى شمرا أكاديميا، الذي يعتبر من أهم الخدمات التي يقدمها محرك البحث شمرا، حيث يؤرشف اليوم آلاف الأبحاث العلمية والمحاضرات في مختلف الاختصاصات والصادرة عن الجامعات السورية.
كما بدأ مؤخرا بإضافة رسائل دكتوراه لباحثين جرى نشرها خارج الجمهورية العربية السورية، مما يوفر صلة وصل قوية بين الطلاب السوريين في مختلف المراحل والاختصاصات وتبادل الأبحاث والأفكار ضمن منصة أكاديمية متينة.
وعن جديد شمرا قال : إن هناك محرك بحث خاص بالفيديو تم إطلاقه مع بداية رمضان يوفر البحث بالفيديوهات والمسلسلات والأفلام على الإنترنت وهناك خدمات تنتظر الإطلاق يتم العمل عليها لتطوير خدمة شمرا ناس ، وهي أول شبكة اجتماعية سورية مدعومة من قبل محرك البحث السوري شمرا.
صالح شكر كلاً من الاتحاد الوطني لطلبة سورية لدعم المشروع بشكل عام ، و شمرا اكاديميا بشكل خاص كونه موجّه للطلاب والباحثين السوريين . كما أكد حصولهم على موافقة من السيد وزير التعليم العالي لأرشفة الابحاث العلمية الصادرة عن الجامعات السورية. وأن العمل مستمر بالتعاون مع الاتحاد لمزيد من التشبيك والتعاون مع الفعاليات الموجهة بشكل خاص للطلاب.
وصرح لسيريانديز قائلاً : أقوم بمتابعة دراسة الدكتوراه في جامعة (تشارلز) في براغ ضمن مجال نظم استرجاع المعلومات كما شاركت بعدة مؤتمرات عالمية في مجال الترجمة الآلية وتحليل النصوص العربية وتلخيصها وإعرابها، وأن خبرتي الأكاديمية ساعدتني جداً لضمان استخدام أحدث التقنيات والأساليب في البحث ومعالجة اسئلة المستخدمين واستخدامها في شمرا.
وفي إضاءة على عمل الفريق أكد أن أكثر من عشرة مهندسين يعملون ضمن المشروع على خبرة عالية في تطوير تطبيقات الويب وإدارة المُخدمات وتطوير تطبيقات الموبايل .
كما يعمل على تطوير محرك البحث مهندسين يتابعون دراستهم في الماجستير في جامعة تشرين في اختصاص محركات البحث . وأنه يعمل ضمن شمرا كادر بشري كبير ومؤهل على درجة علمية عالية .
وأضاف : شمرا ليس مشروع فردي وإنما نتاج بحث وعمل فريق مدرب وعلى خبرة عالية في هذا المجال.
وختم بالتذكير بنقطة مهمة تم ملاحظتها أثناء تطوير شمرا ، وهي أن تطوير محرك بحث سوري سيكون سبب رئيسي كبير في تطوير ثقافة الإنترنت في سوريا والاعتماد على التكنولوجيا ليس ضمن نطاق الشبكات الاجتماعية فقط وانما سيصيح الانترنت بوابة للخدمات التي تجعل حياة المستخدم أسهل وتوفر المعلومة اٌدق واسهل.
مؤكداً على ضرورة تطوير العديد من مواقع الانترنت المهمة في سوريا التي تحتاج لذلك قائلا نحن في شمرا سنقوم بتقديم إحصائيات عن هذه المواقع والمشاكل التي تجعل وصول المستخدم السوري إليها صعب وسوف نتواصل مع أصحاب المواقع بشكل مباشر ونقدم لهم النصائح المناسبة من أجل محتوى أفضل.