سيريانديز -مكتب اللاذقية - منال زوان
الثابت : هو العيد الذي يأتي في كل عام ، والمتحول : هو مشاعرنا ، أحلامنا ، آمالنا ، طرق ابتهاجنا ، وتلك التهنئة أوالمباركة التي تحولت في معظمها إلى بضعة كلمات ، مع غصّة في الحلق ودمعة في العين!!
هاهي محلات الورد الملوّن قد امتلأت بالرياحين الخضراء ، يأتي الأهالي لشراء باقات منها بهدف وضعها على قبور أبنائهم في ليلة العيد ، أبناءٌ ذهبوا ضحية هذه الحرب الطاحنة ، والرياحين الخضراء حلت محل الباقات الملونة التي تُهدى ليلة الزفاف .
وتستمر الحياة ، رغماً عن الموت ، وتعبرالأسواق متنقلاً بين الوكالات والعبّارات والأسواق الشعبية ، فتقف عاجزاً أمام أسعار الألبسة التي تجاوزت أسعار قطعة واحدة منها على بعض الواجهات راتب موظف من الدرجة الأولى ، أو في أحسن الأحوال هذا الراتب قد يكفي لشراء قطعتين على الأكثر !
وهنا يبرز سؤال : هل هذه الملابس فعلاً لأفراد الشعب أم أنها لأناس من خارج هذا الكوكب؟ الأسواق الشعبية امتلأت بروادها في ازدحام ملحوظ عن باقي الأسواق ، رغم ذلك ترى الناس يكتفون بإلقاء نظرة ومتابعة المسير ، أو قد يتوقفون لشراء قطعة واحدة لأحد الأبناء علّهم يزرعون ابتسامة على وجهه ، في زمن أصبح فيه رسم ابتسامة على وجه طفل واحدة من المشقّات التي تواجه الأهالي .
أما موائد العيد التي كانت تفرش بكل أنواع الحلويات والفاكهة والمشروبات ، فقد تم الاكتفاء منها في هذا العيد بنوعين من الحلويات على الأغلب هي : المعمول ، وأقراص العجوة ، وكما هو معلوم فقد حلقت أسعار الحلويات ، وكأنها مصنوعة من الذهب ، في فرصة لا نجاة منها وسط الظروف الاقتصادية التي نعيشها .
يبقى العيد اختباراً لنا ، لإعادة روابط المحبة ، والقدرة على رسم ابتسامة على وجوه أدمنت الحزن ، والحسرة على ماضٍ بالألوان وحاضرٍ بالأبيض والأسود .