سيريانديز – اللاذقية – تمام ضاهر
قامت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمه القادري صباح اليوم بزيارة تفقدية لوحدات تصنيع السجاد اليدوي في مدينة الحفة وقرية البودي بريف جبلة ، واستمعت من العاملات والمشرفات على أبرز الصعوبات التي تعترض العمل ، مؤكدةً حرص الوزارة على تمكين المرأة الريفية ، وتدريب السيدات والكوادر لخلق فرص عمل جديدة .
وفي تصريح لسيريانديز قالت القادري : إن الوزارة تحاول رؤية التعديلات التي يمكن إدخالها على البنى التحتية ، في بعض الوحدات التي تعرضت للدمار بسبب الاعمال الإرهابية ، حيث استطعنا إعادة هذه الوحدات إلى العمل ، والإنتاج ، وكانت هناك إصلاحات في التجهيزات والأنوال الموجودة .
وأضافت : بدأنا بتدريب السيدات والكوادر ، ما يساعد في خلق فرص عمل جديدة ، إضافة إلى إدخال ثقافة تفكير جديدة ضمن هذه المجتمعات الريفية ، حيث يمكن للسيدة أن يكون لديها مالها الخاص ، لا أن يكون الطموح هو الوظيفة فقط ، منوهةً بمثل هذه الدورات التي أخذت منحى ريادة الأعمال ، تتعلم السيدة من خلالها كيفية إنشاء مشروعها الخاص ، وإدارته مالياً مهما كان هذا المشروع بسيطاً ، إضافة إلى عملية تسويق المنتج ، حيث كان هناك حوار مع المتدربات ، ولمسنا الصعوبات التي يعانين منها ، واتفقنا بأن يكون هناك دور أكبر لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سلسلة التسويق .
مشيرة إلى الجولة المشتركة التي جرت مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك د. عبد الله الغربي ، حيث نتج عنها اتفاق بأن يكون هناك ضمن المؤسسة العامة الاستهلاكية جناح خاص للسجاد اليدوي ، الذي تنتجه الصناعات الريفية ، وأيضاً صالات تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لعرض السجاد ، مؤكدةً بأنه سيتم تفعيلها بهدف استكمال سلسلة التسويق ، ما ينعكس إيجاباً على العاملات وحماسهن للعمل ، وذلك حين يشعرن بأن المنتج مقبول ، عدا عن أن بيع المنتج بالتقسيط ، حتى لو كانت تكلفته عالية ، ولا يمكن القول بأنه غال الثمن ، إنما بنفس الوقت سيكون هناك إقبال على شرائه وفق تقسيط مريح .
وأضافت : اليوم في هذه الوحدة التي زرناها في البودي لدينا دورة في الخبرة المهنية لصناعة السجاد ، حيث رأينا العاملات متحمسات ، و ينتظرن ما بعد هذه الدورة ، وهو الأمر الذي نركز عليه عبر إقامة مشاغل ملحقة .
وقالت الوزيرة : بدلاً من أن يكون هناك مساعدة خاصة لكل سيدة ، ستكون لدينا مشاغل ملحقة ، تُشكل نواة للإنتاج ، وهو أمر ندرسه بعناية مع شركائنا في القطاع الأهلي ، أو من المنظمات الفاعلة ، وبالفعل لدينا تعاون مع إحدى الجمعيات التي تساعد في عملية التدريب .
مشيرة إلى أن السجاد اليدوي هو تراث لا مادي سوري ، ويهم الوزارة الحفاظ عليه ، كونه مولد لفرص العمل وهو صناعة هامة ، سيكون لسورية دور كبير من خلاله ، ليس على صعيد الاستهلاك المحلي فحسب ، وإنما على مستوى التصدير أيضاً .
وحول خطط الوزارة المستقبلية لتنمية ريف المحافظة وفق التوجه الحكومي نحو المشاريع متناهية الصغر قالت القادري : نحن دائماً نتكلم بشعار الإغاثة التمكينية ، أو الإغاثة الإنتاجية ، والمشاريع متناهية الصغر هي أحدى الحلول الهامة جداً للتمكين الاقتصادي للعائلات أو السيدات ، أو لأي شخص منتج في المجتمع سواءً كان من الذكور أو الإناث .
مضيفة: ضمن نشاط وخطة عمل صندوق المعونة الاجتماعية ، وضعنا حالياً مصفوفة تنفيذية للعديد من المشاريع التي يمكن اعتبارها مشاريع تأشير قياسية ، أي مشاريع يمكن تكرارها في أكثر من محافظة ، وأكثر من قرية ومكان .
ولفتت القادري إلى أن الجولة كانت لها فائدة في التعريف بالمناطق الأكثر احتياجاً ، بهدف تركيز الخدمات فيها ، وقالت : إن ريفي اللاذقية وحمص ، وكافة الأرياف السورية كان لها الحظ الأكبر في تقديم التضحيات للوطن والشهداء والجرحى ، وبالتالي هذا سبب إضافي في تركيزنا على هذه الأرياف حتى تكون أكثر قدرة ، فالريف هو دائماً السلة الغذائية والصناعية ، من هنا نحاول تطوير هذا المفهوم بالتعاون مع كافة الجهات السورية .
وكانت الوزيرة القادري قد زارت بالأمس برفقة وزراء الزراعة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك مشروعاً للحديقة المنزلية ووحدة لشك الخرز في قرية عين جندل بريف القرداحة ، واستمعت إلى أبرز الصعوبات المتمثلة بعملية تسويق المنتج ، ووعدت بتقديم الحلول بالتعاون مع الجهات المعنية ، كما تفقدت القادري مركز التنمية الريفية ببيت ياشوط.
يشار إلى أن هذه هي الزيارة الثالثة للوزيرة القادري إلى المحافظة خلال أقل من سنة ، ما يدلل على مدى الاهتمام والمتابعة الذي توليه الحكومة السورية ووزارة الشؤون الاجتماعية بعاصمة الشهداء ، وبعائلاتهم .
يشار إلى أنه رافق الوزيرة في جولتها مستشارها للشؤون التنموية والإعلامية أيمن قحف ومديرة شؤون اللاذقية دينا شباط..