سيريانديز – تمام ضاهر
أكد مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية د. نجيب الفارس لسيريانديز : إن المؤسسة وضعت خلال العامين الماضيين برنامجاً متكاملاً يشمل جميع المراحل التي سوف تمرُّ بها شبكة الخطوط الحديدية من ناحية تسيير القطارات ، ضمن المحاور الآمنة وفق الإمكانات المتاحة ، وبالكوادر الفنية المتوفرة لديها ، من أجل صيانة الأدوات المحركة والمتحركة ، وصيانة الخطوط الحديدية .
وأضا : قامت المؤسسة مؤخراً بإصلاح المناطق المتضررة على محور طرطوس-حمص ، سواء بخصوص الجسور أو العبّارات ، حيث أصبح الخط جاهزاً من الناحية الفنية و الأمنية ، وذلك لنقل الحمولات من الموانئ السورية إلى محافظة حمص وبالعكس .
مشيراً إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى تحقيق إيرادات مالية لصالح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية , ومن ناحية أخرى يمتاز النقل بالخطوط الحديدية عن وسائل النقل الأخرى ، من حيث التعرفة وهذه تنعكس ايجاباً على تكلفة وحدة الإنتاج ، التي تنعكس في نهاية الأمر على المواطن .
وقال الفارس : إن استهلاك المازوت كوقود للقطارات أقل بكثير من استهلاكه في الشاحنات ، وبنفس الكمية ونفس المسافة , كما يوفر النقل بالقطارات مبالغ كبيرة جداً بالنسبة لصيانة الأوسترادات ، ويخفف الازدحام من الشاحنات عليها ، وضمن المرافئ أيضاً, كما أن النقل بالسكك الحديدية هو صديق للبيئة .
مبيناً إمكانية نقل حمولات تصل إلى ألف طن في النقلة الواحدة ، وهذا يوفر سرعة على الصناعيين ، أو الفعاليات الاقتصادية العامة والخاصة ، منوهاً بافتتاح خط طرطوس –حمص ونقل حمولات صعبة جداً (المحولات الكهربائية ) باتخاذ بعض الاجراءات الفنية على الشاحنات وتم نقلها بنجاح إلى مدينة حمص .
و بالنسبة للخطط المستقبلية كشف الفارس لسيريانديز أن هناك برنامجاً معتمداً لدى وزارة النقل بخصوص مستقبل السكك الحديدية في سورية ، من ناحية إعادة تأهيل الخطوط الحديدية ، حيث يمكن نقل كميات كبيرة عليها من أجل روافع جسرية ، وروافع خاصة لتفريغ الحاويات ، وذلك بهدف المشاركة في عملية إعادة الإعمار بشكل فعّال ، لما سيكون للسكك الحديدية من دور كبير في عملية النقل .
لافتاً إلى الأولويات التي وضعتها الحكومة ووزارة النقل للسكك الحديدية في هذا السياق عبر وصل الموانئ البحرية السورية مع المدن الصناعية الكبرى في (الشيخ نجار في حلب – المدينة الصناعية في حسياء – المدينة الصناعية في عدرا ) ، إضافة إلى مشروع على مستوى استراتيجي يهدف إلى ربط شبكة الخطوط الحديدية السورية مع شبكات الخطوط الحديدية في دول الجوار باتجاه العراق ، وإيران وباتجاه الشمال : تركيا والدول الأوروبية وباتجاه الجنوب الأردن ومع لبنان أيضاً ,وأن هذه المشاريع وضعت خططها من الناحية الفنية ودفاتر الشروط وكل متطًلباتها .
وأضاف : نعمل حالياً في السكك الحديدية بالتوازي مع كافة الخطط ، إن كانت تسيير قطارات ضمن الامكانات المتاحة ، أو إعادة تأهيل الخطوط الحديدية ، أو إنشاء خطوط جديدة على المستوى الاستراتيجي ، وذلك بخصوص تأمين مستلزمات هذه الخطط و البرامج ، من أجل كسب الوقت لنكون حين التنفيذ جاهزين من كافة النواحي ، وخاصة تأمين المستلزمات والدراسات اللازمة لهذه المشاريع , وأخذ الموافقات اللازمة على دراسات الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع .
مبيناً حصول المؤسسة على موافقة إعادة تأهيل الخط طرطوس – حمص من هيئة التعاون الدولي بعد الموافقة على الجدوى الاقتصادية ، وكذلك الأمر الموافقة على الدراسة التنفيذية بإنشاء تفريع سككية من محطة (قطينة) بحمص إلى (حسياء), أي النقل من (حسياء) باتجاه الساحل السوري كمرحلة أولى ، ومن ثم إلى المحافظات الأخرى كمرحلة لاحقة .
مضيفاً : إن الدراسة التنفيذية ستنتهي مع نهاية العام الحالي , لننتقل مع بداية العام القادم إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع .
و قال د. الفارس: بالنسبة للتفريعة السككية حالياً باشرنا بالعمل في التفريعة السككية من (خنيفيس) الجديدة باتجاه المدينة الصناعية ، من أجل إنشاء المرفأ الجاف ضمن المدينة الصناعية ، ووصله مع شبكة الخطوط الحديدية من أجل نقل الحاويات من الموانئ السورية باتجاه المدينة الصناعية وبالعكس .
مضيفاً : إن المشروع هو عبارة عن ثلاث مراحل : المرحلة الأولى هي التي نقوم بتنفيذها حالياً حيث سيستوعب المرفأ الجاف وساحة الحاويات بحدود ثلاثة ملايين ونصف المليون طن سنوياً , ثم الانتقال إلى ست ملايين طن , وأخيراً المرحلة الثالثة تصل إلى عشرة ملايين طن سنوياً.
وبالعودة للمشاريع الاستراتيجية قال د. الفارس : إن المؤسسة تقوم بالتواصل مع الدول الصديقة ، من أجل تأمين المستلزمات بشكل متزامن مع التنفيذ ، بحيث عندما ننتهي من تنفيذ تللك المشاريع تكون الأدوات المحركة ، والمتحركة والشاحنات ، والعربات قد تزامنت معها ، ووضعت هذه المشاريع في الاستثمار , لان مشاريع السكك الحديدية عادة ما يخطط لها بشكل متكامل ، وليس جزئي ، لذلك هذه الأدوات المحركة والمتحركة تحتاج إلى مراكز صيانة خاصة ، كونها لا يمكن صيانتها وإصلاحها في الأسواق المحلية لعدم توفر التخصصات فيها .
وأضاف : حالياً نؤمّن الكوادر الفنية من خلال المعهد التقاني المتوسط الهندسي التابع لوزارة النقل والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية من سائقين وتوجيهيين وأمناء سر القطارات وغير ذلك من مساعدين فنيين يتم تعيينهم في المؤسسة كون الدولة ملزمة بهم .
وأوضح أن هناك إعادة نظر في المواقع الأساسية للصيانات وإصلاح القاطرات والشاحنات ومجموعات نقل الركاب في موقعي (جبرين) و(كفريا) بحمص ، حيث نقوم بإجراء تجميع لهذه المعدات والتجهيزات التي تكلمنا عنها ضمن سوريا مثلاً تحويل موقع جبرين الضخم جداً ، والذي تعرض جزء كبير منه للتدمير والتخريب ، حيث سنقوم بإعادة تأهيله وبناءه من جديد ، بما يخدم الوظيفة الجديدة كمرحلة أولى .
وعن موضوع نقل تكنولوجيا التصنيع السككي إلى سورية وتوطينها فيها , قال الفارس : إن هذا يساهم في تدريب أكبر عدد ممكن من الفنيين والمهندسين على أعمال الصيانة والإصلاح , بإضافة إلى ان هذه الشركات ستأتي من الدول الصديقة ، والتي ستقوم بعملية التجميع وستبقى لدينا معدات الاختبار والقياس وسيتم تدريب الكوادر الفنية عليها .
وختم الفارس بالقول : بالمختصر ستكون هناك تحويل عملية استيراد كل شيء جاهز إلى استيراد مكونات ، ومن ثم نقوم بتجميعها لدينا ، وتصنيع مايمكن تصنيعه في سورية ، حتى نصل لتحقيق هدفنا ، و هو نقل وتوطين تكنولوجيا التصنيع السككي في سورية ، لتكون نواة للمستقبل في تصنيع أجزاء أكبر وأكبر .