2017-01-08 02:33:35 **المرصد**
يحدث في المؤسسات

رسام محمد
من منا لم يعكر إنجاز معاملة رسمية في إحدى المؤسسات الحكومية صفوه... ومن منا لم يعد إلى بيته منهكاً من التعب وكثرة المشاحنات والتأجيل و”التدفيش” من قبل موظفي الدولة المتكاسلين...
فعلى مدى عمر المؤسسات الحكومية كان الروتين ينخرها فسادا ماليا وإداريا.‏
فإذا أردت أن تنجز معاملة فما عليك إلا ترتدي ثيابا مريحة وحذاء رياضيا خفيفا وتأخذ نفسا عميقا وتبدأ بالدعاء بألا تواجه موظفاً سيئ المزاج أو الخلق لئلا يشهر في وجهك سلاح الروتين الممل ويتقاذفك من مكان لآخر حتى تستسلم في النهاية لدفع مبلغ ما “وبالحسنى”.. وأنت الذي لا حول لك ولا قوة سترضى بحكمه فهو من يستطيع أن يهدر وقتك بالمماطلة والتأجيل أو يغرقك بتوقيعات وأختام لا حصر لها ولا مبرر.‏
منذ أيام تصدت وزارة التعليم العالي لمشروع هدفه تبسيط الإجراءات الإدارية ومن المتوقع إنجازه خلال الأشهر الخمسة القادمة حيث سيتم إنشاء مركز خدمة المواطن في مقر الوزارة وآخر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق ومن ثم تعميم التجربة في الجامعات السورية والمشافي التعليمية.‏
فقد باشرت الوزارة بحصر الخدمات التي ستقدم في المركز والمتعلقة بطلبات الطلاب والموفدين وطلبات المعيدين وأعضاء الهيئة التدريسية والطلاب الدارسين بمنحة خارج البلاد كما ويتم إعادة هندسة الإجراءات واختصار الكثير من الخطوات مع ربط شبكي بأمانة النفوس والأمن الجنائي والسجل العام للموظفين من أجل وثيقة غير محكوم والقيد المدني وغير الموظف ومن الممكن إضافة وثيقة التبرع بالدم من خلال تزويد المركز”ببنك” للتبرع بالدم، المركز متوفر وسيتم إعادة تصميمه وتجهيزه بالشكل المناسب كما ستقوم الوزارة بإعداد “دليل” الإجراءات الإدارية ودليل خدمة المواطن ونشرهما حيث تم تخصيص برنامج زمني محدد ومهام عمل مجدولة زمنيا وفريق عمل مهاري وطني متخصص وليس موظفين عاديين وبذلك‏
فالطالب او أي مراجع هنا لا يحتك بأي مديرية من مديريات الوزارة ولا بالموظفين وينجز معاملته بزمن قياسي مدخرا ماله وجهده.‏
هذه الخطوة هامة وأساسية في مكافحة الفساد الإداري ومظاهر الرشوة والروتين الممل وإعادة هيكلة المؤسسات ضمن نظام حضاري جديد يواكب التطور الإداري في العالم..‏
يدرك الجميع أن في مبادرة “التعليم العالي” خطوة مهمة إن لم تلغ الروتين والفساد على الأقل تحد منه وتنهكه، وبالتالي ما المانع من اقتداء كافة مؤسسات الدولة بهذا الخيار الذي لا يكلف المؤسسات إلا وسعها في مواجهة ما يسيء لسمعة المأسسة العامة.‏
ومع وجود وزارة للتنمية الإدارية نشرت وحداتها في الوزارات تنشد الإصلاح الإداري لماذا لا يحذو الغير حذوها ونجد في كل جهة وحدة تحارب الترهل والروتين وتمنع الفساد الإداري بأي سلاح تشاء.. المهم انقراض هذا السرطان الذي ينخر بجسد الدولة ولم يزل...‏

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024