خاص- سيريانديز- فراس زرده
محاولات حثيثة ومتكررة لتسويق الحمضيات من قبل المؤسسات العامة في اللاذقية التي تعمل وفق توجيهات الحكومة لتسويق محصول الحمضيات لكن هذه المحاولات تبقى على رغم أهميتها قاصرة وعاجزة عن تحقيق الهدف الأكبر وهو إعطاء مزارعي الحمضيات ما يستحقونه لقاء تعبهم وجهدهم على مدار عقود من الزمن ليبقى هؤلاء المزارعون بانتظار فرج قادم يحلمون به عبر حلول ناجعة تكون أكثر فعالية وتحمل البشائر لمنتظريها.
وحتى ذلك اليوم الذي يتحقق فيه حلم المنتظرين من أصحاب بيارات الليمون والبرتقال ما تزال الوسائل الحالية القاصرة مستمرة في تسويق ما يمكن تسويقه من هذا الكم الكبير من الإنتاج ولكن الى متى سيتحمل هذا المزارع ليس فقط سوء الأسعار أو بالاحرى انعدامها حيث يرمي كثير من إنتاجه في السواقي أو يتركها تحت أشجارها "الأم" وانما أيضا عوامل الطقس السيء والصقيع الذي يزيد من الغصة والمعاناة المزيد من القهر والألم ليرى المرء بأنه حتى الطبيعة باتت تعاند أصحاب هذا المنتج وتعمل ضد مصلحته دون أي إمكانية منه لفعل شيء.
وعند الاستماع الى المعنيين في كل قطاع مهتم بالزراعة والتسويق الزراعي تراهم عاجزين عن فعل شيء حيال هذا الأمر فيما يرى بعضهم أن ما يتم تسويقه هو شيء كبير وعظيم لا بد من التنويه به والثناء عليه في ضوء المتاح من الإمكانات و كيف لا وما تم تسويق حتى الآن هو مجرد/4038/طنا في السوق الداخلية و/1800/طن الى الخارج عبر المرفأ .
بين الواقع والتصريحات والرؤى الجديدة والقديمة التي يتحدث عنها المعنيون يعيش المزارعون حالة متردية لم يعد بإمكانهم تحملها لاسيما وأن/44/ألف أسرة تعيش على المحصول المذكور . ويعتبر المعنيون أن الإجراءات المتبعة للتسويق إلى المحافظات الأخرى تسهم في تخفيف الضغط على سوق الهال وفي الحفاظ على توازن الأسعار ..... هذا إن وجدت أسعار أصلا فيما يرى آخرون بأنها لا تلبي الحاجة وغير قادرة على استيعاب المحصول الذي يبلغ/855/ألف طن كما أن الدعم الحكومي الحالي له غير كاف ويجب زيادته والإسراع بانجاز معامل عصائر لاسيما معمل العصير الذي تم وضع حجر الأساس له في عهد الحكومة السابقة.
الجميع ينتظر الحلول ويتوق ليوم يفتخر فيه مزارع الحمضيات بأنه حقق وفرة في الإنتاج يباهي بها نظرائه في دول مجاورة يحفظ فيه حق المزارع حتى لو تعرض لكل عوامل الخيبة والفشل والخسارة.