دمشق- سيريانديز
عروض كثيرة وتخفيضات تصل إلى 70% تغزو واجهات المحال في مختلف الأسواق والمولات التجارية على اختلاف مستوياتها ولكل أنواع الألبسة الشتوية والمعاطف ورغم ذلك حركة الإقبال على الشراء محدودة إن لم نقل قليلة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وخلال جولة قمنا بها على عدد من الأسواق الشعبية، لاحظنا أن أغلب التخفيضات وهمية، فقد عمد بعض التجار إلى التظاهر بشطب التسعيرة القديمة وتدوين تسعيرة جديدة لا تختلف كثيراً عما كانت عليه الأسعار قبل الإعلان عن فترة التخفيضات والتنزيلات وأن هذه الأساليب باتت مكشوفة وألاعيب التجار معروفة للجميع ومقولة «التجارة شطارة» تبرر كل شيء، فيما أشارت إحدى المواطنات إلى رداءة الأصناف التي تعرض والتي يعتقد أنه تمت خياطتها لهذا الغرض، بينما رأت ديمة ربة منزل أن موسم التنزيلات إذا كانت حقيقية فهي تشكل فرصة لشراء حاجات أسرتها من الألبسة الصوفية لأن أغلب التنزيلات وهمية وغير حقيقية وهدفها خداع المستهلك وإيهامه بأنها حقيقية.
القدرة الشرائية
في حين عزا عدد من التجار محدودية الطلب إلى انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين بسبب ارتفاع الأسعار وإعطاء الأولوية لتأمين المواد الغذائية والإقبال على شراء الألبسة من البالة لانخفاض أسعارها قياسا بالألبسة الجديدة، في حين أشار أحد الباعة إلى أن هناك طلباً محدوداً على شراء الألبسة، وأن الحركة تقتصر فقط على المحال التي تحترم زبائنها واسمها وتعلن عن تنزيلات كبيرة وحقيقية على أسعار الألبسة، من جانبه محمد السيروان وهو تاجر وعضو في غرفة تجارة دمشق بيّن أن أغلب الشركات والمحال التجارية الخاصة بالألبسة والأحذية أعلنت عن بدء موسم التخفيضات للموسم الشتوي هذا العام في خطوة لتنشيط حركة السوق الداخلية واستعداد التجار لموسمي الربيع والصيف حيث تراوحت التنزيلات بين 30 و70 بالمئة.
تنشيط الحركة التجارية
وأجمع أصحاب محال الألبسة على أن موسم التخفيضات فرصة لكسر حالة الركود وتنشيط الحركة التجارية في الأسواق وزيادة المبيعات.
وبين محمد تيناوي عضو غرفة تجارة دمشق أن موسم التخفيضات بدأ في أغلب المحال التجارية ومدته تقارب الشهر الواحد فقط وتتراوح نسبة التخفيضات بين 30 و 70 بالمئة وأوضح أن التنزيلات تنعكس لمصلحة المواطن والتاجر.. فالمواطن يشتري القطعة التي يرغبها بنصف القيمة وأحيانا بأقل من ذلك والتاجر يتخلص من البضاعة ويضمن عدم كسادها ويستعد لشراء موديلات جديدة للموسم الجديد.
ومن جانب آخر، بيّن عدد من تجار الألبسة والأقمشة «أن الحركة التجارية على الألبسة تعد متواضعة ودون المستويات التي حققتها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي»، وأن التنزيلات الكبيرة التي تعلن عنها محال الألبسة قد تلحق بها الخسارة بسبب عدم المقدرة على تغطية التكاليف التي دفعها صاحب المحل، موضحاً أن موسم التنزيلات يعد فرصة جيدة لأغلب التجار والهدف منه التخلص من البضاعة وعدم بقائها للموسم المقبل، إضافة إلى الحاجة للسيولة المالية للوفاء بالالتزامات المترتبة عليهم.. مؤكدين توافر الألبسة والأحذية بكميات تزيد على حاجات المواطنين.
فرصة للمنافسة
بينما أشار عدنان دخاخني رئيس جمعية حماية المستهلك إلى وجود منافسة قوية بين محال الألبسة بدليل العروض المخفضة التي تصب لمصلحة المواطنين وتخضع لرقابة مستمرة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وأوضح أن التنزيلات الكبيرة التي تعلن عنها محال الألبسة تعود لأسباب عدة أهمها حاجة التاجر للسيولة المالية للوفاء بالالتزامات المترتبة عليه، إضافة إلى المحاولة للتخلص من البضاعة للموسم الشتوي وعدم ترحيلها للموسم المقبل.
وتوقع أن يبقى الطلب على الألبسة محدوداً خلال الفترة المقبلة ولاسيما مع انتهاء الموسم الشتوي، مشيراً إلى قيام معظم التجار بالتحضير للموسم الصيفي من خلال تسجيل طلبات وحجم بضاعة، وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أصدرت مؤخراً ثلاثة قرارات تقضي بتخفيض نسب الأرباح لبعض المواد والسلع التي تهم المواطنين.
وبيّن مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية نضال مقصود أن التخفيض شمل الألبسة بمختلف أنواعها الولادية والنسائية والرجالية وكذلك الجلديات من أحذية وحقائب، وأشار إلى وجود رقابة مستمرة على قطاع الألبسة للتحقق من التنزيلات التي يتم الإعلان عنها، وأنه لن يتم التهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق التجار المخالفين للتعليمات وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، داعيا إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة بموجبه وعدم المساس بحقوق المستهلكين والتلاعب باحتياجاتهم والتعاون في سبيل التخفيف عن المواطنين وعدم استغلالهم.