دمشق- سيريانز
بعد سنوات من التوقف شبه الكامل للإنتاج تعود شركة ألبان دمشق من جديد إلى السوق وتنتقل من الخسارة إلى الربح مع عودة طرح منتجاتها التي طالما عرفها واطمأن إليها المستهلكون جيدا.
ويوضح مدير عام الشركة المهندس مروان القصاب أن الشركة كانت في “وضع صعب جدا جراء توقف إنتاجها وتهالك آلاتها إضافة إلى الاستخدامات غير المضبوطة لعدد من مرافق الشركة كوحدات التبريد والمستودعات وبعض خطوط الإنتاج” ما كان يضيع مبالغ مالية كبيرة على الشركة.
ووفق القصاب فإنه تم القيام بعدد من الإجراءات لتحسين وضع الشركة من خلال تنشيط مفاصل العمل في الشركة ورفدها بالكوادر ذات الكفاءة وفسخ بعض العقود المجحفة بحق الشركة إضافة إلى القيام بتهيئة البيئة المناسبة للانطلاق بالعمل.
ويلفت القصاب إلى تخطي بعض الصعوبات التي واجهت الشركة وخاصة من ناحية صعوبة تأمين قطع التبديل اللازمة لإعادة إصلاح وتأهيل الآلات غير المتوافرة نتيجة الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية مبينا أنه تمت الاستعانة بخبرات فنيي الشركة لإصلاح بعض آلات وخطوط الإنتاج من خلال شراء وتصنيع القطع محليا بكلف بسيطة والذين تمكنوا من “تشغيل القسم الأكبر من آلات الشركة كآلة الزبدة وخط الحليب المعقم الذي وصلت كلفة إصلاحه إلى 200 ألف ليرة فقط”.
واستطاعت الشركة وفق ما يؤكد القصاب إعادة التواصل مع موردي مادة الحليب باعتبارها المادة الرئيسية لعمل الشركة والاتفاق معهم على توريد الحليب من المناطق القريبة من دمشق وبأسعار مناسبة إضافة إلى استيراد كميات من الزبدة للبدء بعملية الإنتاج لافتا إلى أن “الشركة نجحت بتجربة إنتاج حليب كامل الدسم من بودرة الحليب كامل الدسم لكن التكاليف كانت باهظة وغير مجدية اقتصاديا”.
وعن طبيعة أقسام إنتاج الشركة يبين المدير الفني والإنتاجي ياسر العيسى أن قسم الحليب المعقم هو “قسم حساس جدا” لأنه يتم التعامل مع مادة الحليب الخام التي يجب أن تكون مطابقة للمواصفة القياسية السورية بحيث تكون نسبة الحموضة فيها 15 بالمئة والدسم 3ر3 بالمئة والكثافة لا تقل عن 28 بالمئة مشيرا إلى انه بعد استلام الحليب من الموردين والتأكد من مواصفاته يتم تعقيمه في جهاز الحليب الأولي بدرجة حرارة 135 مئوية لمدة ثلاث ثوان ثم ينتقل إلى جهاز تجميع الحليب ثم إلى جهاز التعبئة ليضخ في زجاجات وينقل إلى برج التعقيم النهائي بدرجة حرارة تتراوح بين 110 و120 درجة ولمدة 20 دقيقة ليتم بعد ذلك تعبئته في صناديق وإرساله إلى المستودع.
أما عن قسم تصنيع الزبدة فيوضح العيسى أن العمل فيه يتم بشكل آلي حيث بعد توريد المادة الأولية واستلامها ويتم عجنها وتصنيعها حسب الطلب بعبوات وأوزان مختلفة وهي 10 غرامات و125 غراما و227 قبل أن تنقل إلى المستودع ومنه إلى السوق المحلية.
ويبلغ عدد عمال شركة الألبان 150 عاملا منهم 50 عامل إنتاج بحسب ما يبين رئيس النقابة في الشركة محمد غالب ناصر الذي يشير إلى أن العديد من عمال الشركة يقطنون في الشركة بعد فقدان منازلهم وتعرضهم للتهجير نتيجة الأعمال الإرهابية فيما الشركة تؤمن لهم ولباقي العمال عددا من الخدمات والمواد الأساسية بأسعار مناسبة إضافة إلى تأمين اللباس والمواصلات للجميع.
ورغم الخدمات المقدمة للعمال إلا أنهم يعانون وفق ناصر من عدم وجود حوافز إنتاجية مرتبطة بالإنتاج معربا عن الأمل بتطوير قدرات الشركة الإنتاجية وتأمين الدعم اللازم لها من قبل مؤسسة الصناعات الغذائية ووزارة الصناعة ما سينعكس إيجابا على نتائج الشركة وعلى عمالها.
وعن هذا الموضوع يبين مدير الشركة أن عدد العمال الفعلي يصل إلى 126 عاملا وهو لا يكفي للقيام بالعمل وتمت مراسلة المؤسسة والوزارة لتزويدنا بكوادر فنية مختصة بالصيانة والتبريد والمراجل البخارية والكهرباء وتم فرز 3 مهندسين إلا أن ذلك لا يسد حاجة الشركة.
أما فيما يخص الزبدة والسمنة يشير القصاب إلى أن الشركة تقوم بالإعلان عن مناقصات وتحاول قدر الإمكان توفير المواد وبأسعار جيدة داعيا إلى ضرورة تخفيف الروتين واختصار الإجراءات ومنح الموافقات لتأمين هذه المواد بأسرع وقت ممكن إذ إن الشركة تعاني من صعوبة في الحصول على العبوات الزجاجية الخاصة بتعبئة الحليب تحاول تجاوزها من خلال الاستعانة بما هو موجود من عبوات مرتجعة.
وحول تنافسية منتجات الشركة يرى القصاب أن منتجات الشركة تحظى بثقة المستهلكين نظرا لتمتعها بجودة عالية ومطابقتها للمواصفات القياسية السورية مقارنة مع منتجات الورشات البدائية التي تعمل دون رقابة أو التزام بأي مواصفة مؤكدا أن الشركة تنافس بالأسعار لمنتجات تطبق المواصفة حيث تبيع علبة السمنة بسعر 9600 ليرة فيما تباع علبة توازيها أو أقل جودة بسعر 13 ألف ليرة.
ووفق القصاب فإن الشركة في بداية آب من العام الماضي بلغت خسارتها نحو 23 مليون ليرة فيما تمكنت حتى نهاية العام الماضي من تحقيق ربح نحو مليوني ليرة معولا على تحقيق نتائج أفضل خلال العام الحالي فيما لو تم تأمين احتياجات العمل والإنتاج من مواد أولية وعمالة وكوادر فنية متخصصة وتزويدها بآلات جديدة كآلة تعقيم خط متكامل وخط تعبئة الجبنة المطبوخة ضمن عبوات صغيرة ومكنات لتعبئة اللبنة المعلبة وخط تعبئة لبن العيران.