سيريانديز – تمام ضاهر
أكد نائب نقيب الصحفيين العرب بكاليفورنيا د. سليمان الصدي لسيريانديز : إن الرئيس بشار الأسد فرض احترامه على العالم وعلى أمريكا نفسها بمحاربته للإرهاب ، وأن الإرهاب الذي يحاربه الرئيس الأسد ، هو ذات الإرهاب الذي ضرب أمريكا في احداث 11 أيلول .
وأضاف : إن حقيقة ما يجري على الأرض السورية ، من حرب غير مسبوقة ، نشرحه للأمريكيين من خلال مقالاتنا وعلاقاتنا الشخصية.
مشيراً إلى ان معظم أفراد الجالية السورية في أمريكا يقفون إلى جانب الوطن السوري ، وإلى جانب وحدة الأرض السورية على امتداد 185 ألف كم2 .
و قال د. الصدي : نحن في كاليفورنيا تحديداً ، نقوم بالكثير من النشاطات الأدبية والسياسية ، التي تعكس حقيقة ما يجري في سورية وأنا شخصياً أكتب في عدة صحف ، وهمّي منذ خمس سنوات إلى اليوم هو وطني ، والقضية السورية ، التي كتبت عنها كثيراً ، وكنت قبل ذلك أكتب الشعر ومقالات الحب والغرام ، لكن عندما جرحت دمشق صار حبي لدمشق أكبر ، والآن أكتب عن حبيبتي دمشق .
وتابع : إن حبي لوطني سورية و للاذقية التي أعشق هو الذي يأتي بي في كل مرة إلى اللاذقية ، فلي فيها أصدقاء كثر ، أدباء وكتاب ومثقفون ، وأجيء إلى هنا لترتاح النفس و الضمير ، هذا على صعيد الزيارة ، أما على صعيد الجالية في أمريكا ، فكل إنسان سوري مغترب يجب عليه ان يكون وطنياً ولديه انتماء للوطن الأم ، وأنا من الناس الذين ينتمون إلى هذا الوطن ، وسأبقى منتمياً رغم كل الظروف .
مشيراً إلى أن الحرب التي تشن اليوم على سورية كان مخططاً لها منذ سنوات عديدة ، وليست وليدة الساعة أو سنة 2011 ، فمخطط ضرب سورية قديم ، لأنها كانت تنمو اقتصادياً وعسكرياً ، وفي مجالات عدة ، ولأنها تشكل مركزاً هاماً في العالم العربي ، وفي العالم أيضاً .
وأضاف : من هنا جاء التآمر على سورية لكسرها ، خدمة لإسرائيل و الاقتصاد الإسرائيلي ، لانها تريد أن تعيش ، ولا عيش لها إلا من خلال كسر سورية والعراق ومصر ، وحتى الزعماء الصهاينة أنفسهم يرددون مقولة : إذا ذهبت سورية ومصر والعراق فإن العالم العربي يذهب إلى غير رجعة .
وقال : يبدو اليوم أن العالم العربي منتهٍ ، ومعظم الدول العربية تم استيعابها ولم يبق في الساحة إلا سورية ، وجزء من العراق والمقاومة في لبنان ، لذلك فإن كسر سورية يُسهّل أمام إسرائيل استباحة العالم العربي ، وهي استباحته منذ زمن ولم يبق غير سورية .
لافتاً إلى أن الجالية العربية في المغترب تقوم بنشاطات تنويرية وتثقيفية لتشرح للجالية وللأمريكيين ما يجري في الوطن ، لأن البعض في المهجر ما يزالون يرزحون تحت فكرة ان الدولة السورية ربما تكون على خطأ ، لكن ،خلال السنوات الأخيرة بدأت تتوضح الحقيقة وان سورية دولة ذات سيادة ، وأن هؤلاء الذين أتوا إليها هم مرتزقة دُفع لهم وغُرر بهم ، وسط تآمر دول عربية كشفت عن دورها المكمل لدور الكيان الصهيوني ، وهؤلاء أساساً يهود إذا عدنا إلى التاريخ .
وقال الدكتور الصدّي : إن الجالية السورية في كاليفورنيا تقيم مناشط ثقافية ومهرجانات شعرية ، والآن تحول الشخص السوري الموجود في المهجر ، من شخص معادٍ للدولة ، أو له نظرة معينة ، إلى آخر يقف في صف الدولة .
وحول دور المغتربين في فترة ما بعد الحرب قال : الجالية العربية السورية متحمسة لكي تعود إلى الوطن وتساعد في بنائه ، إذا ما سمحت لها الظروف بذلك ، اما في الجانب العاطفي فالجالية تقف مع الوطن وهي مستعدة لتقديم ما يطلب منها على صعيد مساعدات لذوي الشهداء ، وهو دور بسيط جداً ، أما على الصعيد السياسي فلا تستطيع هذه الجالية أوحتى أية جالية عربية أخرى أن تقوم بأي شيء ، لكن على صعيد الإعلام ، نحن نكتب ونخاطب الجمهور الأمريكي ، ونشرح له ماهية الحالة السورية ، فهو كان تحت تصور ان الدولة السورية هي المخطئة ، وعندما تشرح لهم الحقيقة فعلاً ، فهم يعيدون النظر ويقفون إلى جانب الدولة ، لان الإرهاب أيضاً ضرب الولايات المتحدة ، وأنت عندما تشرح للمواطن الأمريكي ذلك ، تصبح لديه تصورات جديدة ، على سبيل المثال ، لدي صديق قاضي وزوجته قاضية ، وآخر محامي ومحافظ من الطراز الأول ، هؤلاء عندما حدثناهم عن الوضع الحقيقي في سورية ، رغم تصوراتهم السابقة عن النظام والدولة السورية ، وشرحنا لهم حقيقة ما يجري وقفوا معنا .
وأضاف : أكثر من مرة شرحنا للجمهور الأمريكي بأننا نحارب ذات الإرهاب الذي ضربكم في عقر دياركم ، فهل تريدون هذا الإرهاب ؟ أم تريدون الدولة السورية التي تحافظ على كل الكيانات والمعتقدات الدينية والإثنية ؟
إن العرب والسوريين المغتربين في أمريكا ، يحاولون من خلال الصحافة والاعلام الأمريكي ، ومن خلال العلاقات الشخصية والطاقات والمهارات والمؤتمرات شرح حقيقة ما يجري في سورية للامريكيين .
وعن سر اختياره اللاذقية لاطلاق كتابه الجديد ، والذي يتحدث فيه عن سيرة حياته ، والذي سيوقعه في شهر 7 قال : صار عندي عشق للاذقية ، للبحر والناس ، وأنا وجدت أهل اللاذقية من الناس المثقفين فعلاً ، وليس مجاملةً ، وابن اللاذقية متحرر والمرأة أيضاً متحررة فكراً وأخلاقاً وعادات وتقاليد ، فهذه النسبة العالية من المثقفين في اللاذقية والذين يعشقون الكتابة والكتب هم نسبة كبيرة ، فاخترت من هنا ان تكون مكاناً لتوقيع كتابي القادم ، وكتابي السابق أوراق حياة كان هنا أيضاً ، وكان حفل التوقيع يومها مميزاً ، والحضور جاء من خلال علاقاتي الممتازة مع اهل اللاذقية .
وتابع : السبب هو إنني أعشق اللاذقية ، رغم إني من (حوران) واعتبرها جزءاً حبيباً من سورية ، كما هي درعا ودمشق وبقية المدن السورية ، ولكن هواي لاذقاني ، والكتاب يروي قصة حياتي كاملةً ، منذ أن غادرت هذا الوطن الجميل إلى بلاد المهجر ، مروراً بعذاباتي وفقري وغناي وكتاباتي وثقافتي ودراستي إلى هذا العام ، وأتمنى ان تكون سيرة حياتي محطةً يتعلم منها الآخرون ، لأنها تجربة قاسية ، ومريرة ، وقد عانيت ما عانيته لأني ابتغيت أن أكون شخصاً مميزاً وأعود إلى بلدي لأخدمه .
وقال : إن قصة حياتي هي دروس في الاغتراب ، كي يتعلم منها الآخر ، إذا لا سمح الله أراد أن يهاجر ، كي يرى أخطائي والطرق التي مررت بها ويتعلم منها ، وانا أعتقد أن قصة حياتي مثيرة ويمكن أن تكون أفضل من سيرة (كلنتون) على سبيل المثال ، وهذه القصة يجب ان يقرأها المسؤولون عن الاعلام ، والمثقفون ، حتى يعرفوا معاناتي، وهل ظلمني الوطن ، أم وقف معي واحترمني .
وحول الوضع السياسي الآن ، وما آلت إليه الحال بعد سنوات الحرب غير المسبوقة قال : أنا شخصياً غير راضٍ عما يجري ، فالمرحلة الآن لا يجوز فيها أن نفاوض هؤلاء الذين يطلق عليهم اسم المعارضة، وانا لا أريد أن أطلق عليهم تسمية أخرى ، لان سورية الآن في موقع قوي ، وهي محترمة حتى من أمريكا ومن النظام الأمريكي نفسه ، والدكتور بشار الأسد فرض احترامه على العالم ، لأن شعبه يحترمه ، من هنا علينا ألا نفاوض لأننا منتصرون ، ولا يجب أن نعطي قيمة لمعارض ، ولا لمتحدث إعلامي فاشل ، قدمت له الدولة السورية سابقاً كل ما تستطيع ، إذ كيف أتفاوض مع شخص يقتل ، والنظام السوري لا يقتل ونحن متاكدون من ذلك .
وأضاف : اليوم منطقتنا آمنة ، نتيجة وجود الجيش العربي السوري ، وأنا كابن منطقة لم يوقفني احد ، وعندما أذهب من دمشق إلى درعا ، هناك حاجز واحد فقط منذ وصولك إلى حدود المحافظة حتى الصنمين ، وكنت أتمنى ان أرى ثلاثة حواجز لأنني في وجوده أشعر بالأمان حقيقةً ، وأخشى أن يخرج علي من هنا ومن هناك أحد الإرهابيين ، فبحثي عن الحاجز دافعه الأمان .
مشيراً إلى أن الوضع السوري سيستمر وقتاً طويلاً ، حتى أكثر مما ينتظره المواطن السوري أو المحلل السياسي ، لأن سورية تمر في مراحل أكثر صعوبة ، لكن النتيجة ستؤدي إلى انتصار حقيقي وحاسم ، رغم ان حسابات الدولة غير حساباتنا ، والدولة تفاوض من موقع أخلاقي بالنسبة للرأي العام العالمي ، حيث أنها تبتغي أن تقول : نريد مشاركة من كل الأطياف ، ونريد أن يعم السلام ، أما بالنسبة لي كمواطن سوري فأنا أرى مفاوضة القاتل أمراً غير مبرر .
وختم بالقول : انا أعشق وطني سورية وسوف أبقى على هذا العشق حتى يومي الأخير ، وسأبقى أتردد إلى سورية وإلى اللاذقية حتى في الأوقات الصعبة ..