دمشق- سيريانديز
تخبط في أروقة عدد من كليات جامعة البعث وضرب لعرض الحائط بقرارات جامعة البعث ووزارة التعليم العالي فيما يخص تمسك بعض الأساتذة في وضع نسب نجاح متدنية جداً تشكك بالمحتوى العلمي الذي يدرس ومستوى الطلاب في بعض الكليات في مؤشر يفهم منه أن لا صرامة ولا حزم في تطبيق التعليمات والالتزام بتوجيهات رئاسة الجامعة رغم الأحاديث المتكررة عن اعتماد آليات جديدة في التعامل مع نسب النجاح المتدنية في بعض المقررات الجامعية.
موجة استياء من طلاب كلية الزراعة بجامعة البعث بعد نتائج المقررات المخيبة للآمال على حد تعبيرهم، ففي شكوى واردة لصحيفة الوطن اعترض فيها عدد من طلاب السنوات الثلاث الأولى في كلية الهندسة الزراعية على نسب النجاح في مقرراتهم التي لا ترقى إلى مستوى تعلهم!، ولم يعد الأمر خافياً عن أحد بأن الوضع المزري في هذه الكلية قد أتى على معظم طلابها.
وقال الطلاب: في دورة الفصل الثاني لهذا العام، هناك 7 مواد نسبة النجاح فيها أقل من 20 بالمئة وهي مقرر (نبات عام) التي بلغت فيها نسبة النجاح قبل إضافة العملي 0.46 بالمئة وبلغت بعد إضافة العملي 1.7 بالمئة، ومادة (المناخ والأرصاد) بلغت نسبة النجاح في المقرر قبل إضافة العملي 15.5 بالمئة وبعد إضافة العملي 11.2 بالمئة.
وأضاف الطلاب: بلغت نسبة النجاح في مقرر الـ (فيزيولوجيا): قبل إضافة العملي 4.5 بالمئة وبلغت بعد إضافة العملي 5.8 بالمئة، وفي مقرر (تربية نحل) بلغت نسبة النجاح قبل إضافة العملي 4.5 بالمئة وبعد إضافة العملي 8.1 بالمئة، أما مادة (إنتاج خضار) فنسبة النجاح تحت الـ20 بالمئة.
فهل يعقل أن يوجد قانون للفصل الثاني يختلف عن قانون الفصل الأول، علما أن من هذه المواد ما تم إضافة علامات إليه لبلوغ نسبة الـ20 بالمئة، وهل يعقل أن ينجح في مادة النبات العام للسنة الأولى 10 طلاب من أصل ألف طالب تقدم للامتحان، وهل هذا يعني أن 950 طالباً ليسوا بقدرات جيدة؟!
ووصف الطلاب مشكلتهم بالعقيمة منذ سنين في كلية الزراعة مطالبين باتخاذ إجراءات كفيلة بمعالجتها، مضيفين بالقول: طلاب الزراعة بشر ليسوا بآلات!!
وهذا الأمر ينطبق على مقرر الحشرات الاقتصادية، إذ تقدم إلى المادة 450 طالباً نجح منهم 100 طالب، وفي مادة النحل تقدم إلى المقرر 520 طالباً نجح منهم 20 طالباً، ونسبة النجاح في مادة النحل دون الـ5 بالمئة.
وبحسب الطلاب فإن القضية لا تتوقف عند هذا النحو فحسب، ولو تمت مراجعة الدورات وسلالم التصحيح في مكتبة الكلية تجد أن معظم الكادر التدريسي يوزع الدرجات على الأرقام فقط، فهل المستوى العلمي المطلوب للخريج أن يكون متقناً لأرقام يمكن أن تتغير من سنة لأخرى؟!
كما أن مقرر (الطبية والعطرية) للسنة الخامسة عبارة عن مرجع، فكيف لطالب أن يحفظ تقريبا 100 نبات بأسماء أصعب من أن تلفظ بسهولة، وكيف للطالب أيضاً أن يحفظها ويقارن بينها ويستذكرها في ساعة امتحانية؟
وفي كلية الموسيقا بجامعة البعث قال الطلاب: تقدمنا للمواد أكثر من مرة، ونفاجأ بنسب رسوب ليست منطقية وخاصة في مقرر الأساتذة (م. ر وع. ز)، مضيفين بالقول: الموضوع بكل بساطة استخفاف بعقول طلاب هذا الفرع!
وأيضاً قال عدد من طلاب الرياضيات بجامعة البعث: نعاني من تدني نسب النجاح في بعض المقررات، فنسبة النجاح في مادة (تفاضلية 2) بلغت 1 بالمئة، وأيضاً اشتكى عدد من طلاب اللغة العربية سنة 3 بالقول: إن مادة الشعر الأندلسي مقسمة إلى 3 أقسام، وظلمنا فيها في الفصل الأول، علما أننا تقدمنا إلى المقرر في الفصل الثاني وورد أحد الأسئلة من خارج الكتاب، لنفاجأ بنسبة نجاح 9 بالمئة فقط!
وعن هذا الموضوع أكد رئيس جامعة البعث أحمد مفيد صبح أنه تتم متابعة الموضوع وخاصة فيما يخص نسب النجاح المتدنية في بعض مقررات كلية الهندسة الزراعية، مبيناً أنه سيتم إصدار القرارات التي تنعكس إيجابا على وضع الطلبة.
كما بين رئيس الجامعة أنه سيتم اتخاذ إجراءات رادعة تجاه بعض أساتذة المقررات وضمن الأنظمة والقوانين الصادرة وعملاً بتوجيهات وزير التعليم العالي عاطف نداف.