|
كتب رئيس التحرير
نشرت صفحة على الفيسبوك تدعى (يوميات الحكومة السورية) تقريراً منقولاً عن موقع (قناة العالم) بعنوان : (رئيس الحكومة السورية يستعد لإحداث تغيير ثان على فريقه الوزاري )!!
يتحدث التقرير بصورة ايجابية "مدهشة" عن المهندس خميس و جهوده وإمكاناته ومتابعته والتحديات التي تواجهه..
لسنا هنا في صدد تقييم التقرير أو كاتبه أو الموقع الناشر، ولا بمناقشة المضمون الذي قد نتفق أولا نتفق مع بعضه أو كله، لكن نود الإشارة إلى أن الصفحة التي أعادت نشر التقرير، والتي تبدو أنها "رسمية" ومقربة من الحكومة ورئيسها، تستخدم مصطلح يفيد بأن رئيس الحكومة يستعد لتغيير فريقه الوزاري، فهذا أمر غير مألوف، ولم يحصل في تاريخ سورية الحديث أن تم التعاطي الرسمي أو شبه الرسمي مع منطق التوقعات أو التسريبات، وبشكل خاص إعطاء الانطباع أن رئيس الحكومة هو من يقرر بمعزل عن الاجراءات المتبعة في سورية !
من جهتي شخصياً، أستبعد أن يكون هذا التسريب تم بمشيئة المهندس عماد خميس فهو رجل ذكي وناضج سياسياً ومؤسساتياً ولا يمكن أن يضع نفسه أو وزراءه في خضم هذا الجدل الذي قد يؤثر على الأداء الحكومي أو يعطي لرئيس الحكومة سلطات تتجاوز ما هو متعارف عليه في تشكيل وتعديل الحكومات حيث لا أحد يعرف صيغتها النهائية إلا مع صدور مرسومها عن السيد رئيس الجمهورية..
أستعيد هنا أول حوار صحفي جرى مع السيد الرئيس بشار الأسد في عام 2000 مع الشرق الأوسط عندما سأله عبد الرحمن الراشد عن وجود توقعات بتشكيل حكومة جديدة بعد توليه المنصب فأجابه السيد الرئيس يومها بما معناه: نحن في سورية لا نتعامل بالتوقعات وعندما يتم تشكيل الحكومة نقوم بإعلان الأمر رسمياً..
بالنسبة لي، كل يوم يسألني الناس عن موضوع التعديل أو التغيير فأقول لهم :هناك شخص واحد في سورية يعلم متى وكيف سيكون الأمر، وهو لا يخبرني ولا أظنه يخبر أحداً، أعرف أنه يؤمن بالمؤسسات و بالتالي لن يتم شيء إلا عبر الآلية المؤسساتية المتبعة التي لا تعلن نتائجها إلا بصدور المرسوم، وأذكرهم بمضمون جواب الحوار الأول عام 2000!