|
خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
ربما يعد ملف الإغاثة من أكثر الملفات تشابكاً وتعقيداً نظراً لتداخل وتعدد الجهات المانحة واتساعه الأفقي على مستوى القطر، واعتماده بشكل أساسي على الإنسانية كمعيار للتطبيق وهذا يجعله نسبي بين شخص وآخر ومنطقة وأخرى.
والجندي العربي السوري منذ اندلاع الحرب على بلاده لم يكن يهمه شيء سوى الدفاع عنها ومنع تمدد الإرهاب على أراضيها ، وعندما قدم روحه أو أحد أعضاء جسده في سبيل بقاء الوطن لم يكن ينتظر مساعدة أو دعم من أحد ولكن الحرب وانعكاساتها وتراجع مستوى المعيشة فرض حاجته للمساعدة الطبية والغذائية والمعنوية.
حالة من الحزن والعتب يعيشها ذوي الشهداء والجرحى في منطقة الغاب وبالتحديد من هم ضمن قطاع شعبة الهلال الأحمر في مدينة السقيلبية، نتيجة الإهمال بما يتعلق بملف الإغاثة .
مصادر تحدثت لـ «سيريانديز» أنه منذ عام تقريباً بدأت تتقلص كمية المساعدات وباتت تقتصر على سلل غذائية قليلة لا تغطي 35% من الاحتياجات وفي أوقات متباعدة ولاتصل إلا لجزء بسيط من مستحقيها، في حين انعدم برنامج دعم ذوي الاحتياجات الخاصة ..!!!
منتجب جريح من قرية نبع الطيب من قوات الجيش العربي السوري خاض معارك على كل الجبهات وبعدها أصيب في جبهة اللاذقية إصابة الموت وتم تسريحه على أثرها وهو لم يسمع حتى بشي اسمه هلال أحمر ولم يتلق أية مساعدات غذائية أو طبية حتى لمرة واحدة، وكذلك محسن ابن عمه الذي سافر حاملاً جراحه للعمل على تكسي أجرة في دمشق بعد تسريحه على أثر إصابته، وآخرون لا نستطيع عدهم جميعاً يبلغ عددهم في قرية عين الكروم وحدها أكثر من 800 جريح وحوالي 1000 من ذوي الشهداء مهملين بشكل كامل في ملف الإغاثة ...!!!!
أما ما يتعلق بالمشاريع الصغيرة المولدة للدخل التي تندرج تحت مسمى تحسين سبل العيش والمساعدات الطبية فتلك الأسر محرومة منها بشكل نهائي ..؟؟
مدير فرع الهلال الأحمر بحماة حيان مصطفى أوضح لـ «سيريانديز» أن تلك المساعدات تتعلق بالجهات المانحة ونحن نعتمد بشكل أساسي على الصليب الأحمر ومنظمة الغذاء العالمي أحياناً، والمساعدات الغذائية المخصصة لكل شعبة تصل بتوقيتها حسب القوائم المرفوعة من كل شعبة ولا نفرق بين شعبة وأخرى ولكن لا نستطيع ضمانة نزاهة التوزيع.
وأكد مصطفى أن المشاريع الصغيرة المولدة للدخل والطبية هدفها التوجه لفاقدي المعيل من ذوي الشهداء وجرحى الجيش وهي تعتمد على نشاط رئيس الشعبة والمعنيين بكل منطقة ونحن لا نتدخل بتوزيعها بل تقوم الجهات المانحة بالكشف على الحالات المرفوعة وتقرر إن كانت تستحق أم لا ولكن تجاوب تلك الجهات المانحة في المنطقة خجول جداً، كاشفاً إلى أنه سيتم افتتاح مستوصفين واحد في قطاع الغاب مركزه السقيلبية وآخر في سلمية مقدمان من المنظمة سيقدم كل منهما الخدمات المجانية لأبناء المنطقة ككل وستكون هناك معاملة خاصة لذوي الشهداء وجرحى الجيش ، لافتاً إلى أن كل شعبة كانت مخصصة بـ 3000 سلة غذائية من برنامج الغذاء العالمي ولكن تم تخفيضها مؤخراً بين 900- 1500 سلة حسب الشعبة، ذاكراً أنه تم مؤخراً ارسال 200 كرتونة ألبسة لقرى عين الكروم لتوزيعها على الجرحى والمستحقين ومن الممكن أنه تم توزيعها.
وبين مصطفى أنه سيكون لذوي الاحتياجات الخاصة استجابة مستقلة من قبل الفرع ولكن وفق القوائم التي ترفعها الشعب فمثلاً تم رفع 135 اسم من شعبة شطحة كحالات خاصة تحتاج لمساعدة بينما لم تردنا أية قوائم من شعبة السقيلبية، وهنا نشدد على أهمية نشاط رئيس الشعبة بكل منطقة.
من جهة محاذية .. حالة من النشاط والتميز حققتها شعبة الهلال الاحمر بناحية شطحة رغم حداثة عهدها وعمرها الذي لم يتجاوز العام حسب آراء أهالي المنطقة ، رئيس الشعبة تميم علي أكد لـ «سيريانديز» أن الشعبة تم إحداثها في الشهر الرابع من العام الماضي وأقلعت بالعمل في الشهر السابع وذلك بعد المطالبات الحثيثة نظراً لكثرة المهجرين من محافظة إدلب واستقبال أهالي المنطقة لمئات العائلات في منازلهم لعدم وجود مراكز إيواء ولكن هذا الأمر سبب نقصاً حاداً في المواد الغذائية نتيجة زيادة الطلب مما استدعى التدخل من الجهات الحكومية ومنظمة الهلال الأحمر واستجابت لإحداث الشعبة وبلغ عدد الأسر المستحقة للإغاثة الغذائية حينها 12 ألف أسرة متضررة، ولكن تقلص العدد الآن بسبب تقليص الكميات من 3000 سلة غذائية شهرياً إلى 900 سلة واقتصر التوزيع على ذوي الشهداء البالغ عددهم 850 فاقد معيل و750 جريح بالإضافة إلى توزيع بعضها على ذوي الاحتياجات الخاصة وعددهم 345 معاق و135 حالة شلل كامل .
وبين علي أنه وبعد مطالبات وإلحاحات تم تزويد الشعبة بمستوصف مركزه شطحة يحتوي ثلاث عيادات ( داخلية ونسائية وأطفال) بكادر طبي مؤلف من 13 بين طبيب وممرض بالإضافة إلى أعضاء الشعبة السبعة و50 متطوع من أهالي المنطقة، لافتاً إلى أنه منذ إحداث المستوصف في الشعر التاسع العام الماضي حتى الآن بلغ عدد المراجين 9000 مريض تم تزويدهم بـ 60% من احتياجاتهم من الأدوية مجاناً، مطالباَ بضرورة دعم المستوصف بفريق وسيارة إسعاف وغرفة توليد ومخبر للتحاليل الطبية وخاصة أن الكوادر موجودة والبناء كبير ويتسع لذلك مع العلم أن أقرب مستشفى تبعد أكثر من 40كم عن المنطقة وهي مسافة طويلة لنقل حالة إسعافية أو ولادة مستعجلة بسيارة أجرة.
وأشار علي إلى أن الشعبة حصلت مؤخراً على موافقة لـتوزيع 435 مشروع صغير مدر للدخل ضمن برنامج تحسين سبل العيش الذي أطلقته المنظمة وهو يتضمن شبكات ري بالتنقيط أو سلل تحتوي على بذار خضار تكفي لزراعة حديقة منزلية ، وذلك بعد استكمال البيانات وإجراء الكشوفات اللازمة، وهذه الخطوة إيجابية لأنها تحقق دخلاً للأسرة الفاقدة للمعيل، منوهاً إلى أن المستودعات التي تم استئجارها لم تصلنا أجورها حتى الأن بالرغم من الحصول على الموافقات المطلوبة .
وبالعودة إلى شعبة السقيلبية التي اتهمها البعض بالتقصير والمحاباة بالتوزيع والاكتفاء بما يرسل اليها من سلل غذائية فقط دون المطالبة بأشياء أخرى، كان لنا لقاء مع رئيسها المهندس دياب بلال الذي أكد أن كبر المساحة الجغرافية وعدد السكان وتخفيض الكميات الإغاثية حدّ كثيراً من إمكانيات الشعبة ، منوهاً أن في سجلات الشعبة 2300 فاقد معيل وحوالي 600 جريح عدا ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أصبحوا تقريباً خارج حسابات الإغاثة ، فقد تم تخفيض الكميات من 3000 سلة إلى 900 وأحياناً 700 سلة شهرياً وتوحيدها عل كل الشعب دون مراعاة العدد والمساحة الجغرافية فكيف نستطيع توزيع هذا العدد على حوالي 3000 أسرة ، لذلك اتبعنا برنامجاً دورياً للتوزيع وفق بيانات محددة مما يجعل المدة الزمنية تطول بين كل استحقاق وكل ذلك يتم بالتنسيق مع شعبة الحزب في المنطقة والفرق الحزبية التي يتم التوزيع بإشرافهم.
وأكد بلال أن المحاباة لا تصح هنا لأن المستحقين للإغاثة هم أهلنا جميعاً ونقف منهم على مسافة واحدة ذاكراً أن له أخ ضابط شهيد ويعامل أسرته كما أي اسرة أخرى من حيث الدور في التوزيع، وبالنسبة للجرحى الذين لا تصلهم المساعدات ربما لأنهم لم يراجعونا ويقدموا الثبوتيات المطلوبة ونحن جاهزون لتقديم الدعم لهم ، ( وهنا كان لنا تحفظ كإعلام على هذا الإجراء لأن من مهام المنظمات الإغاثية البحث والسؤال عن المحتاجين للمساعدة والوصول إليهم في منازلهم لا الانتظار حتى تقديم الطلبات والثبوتيات وخاصة إذا كان هناك عجز أو حالة صحية معينة وهذا يتعلق بنشاط الشعبة كما قال سابقاً مدير الفرع ).
وأما موضوع المشاريع الصغيرة أوضح بلال أن المنظمة لم ترسل لنا معايير وشروط منح هذه المشاريع لمعرفة مستحقيها ولم تطالبنا ببيانات عن أي منطقة لتغطيتها بهذه المشاريع وحتى الآن لم نحصل على أي مشروع من هذا النوع ونحن جاهزون لذلك فيما لو تم تفعيل هذا الجانب ، لافتاً إلى أن الشعبة طالبت بمركز طبي لتقديم الخدمات الطبية المجانية وتمت الموافقة عليه وسنفتته قريباً في السقيلبية ، مطالباً بوضع نقطة طبية مع كادر مزودة بسيارة إسعاف في قرية عين الكروم كموقع متوسط في المنطقة تقدم الخدمات وتساهم في تخفيف أعباء التنقل.
وهنا كموقع «سيريانديز» نشير إلى أن منطقة الغاب من أكثر المناطق التي قدمت شهداء وفيها الكثير من الجرحى ويعاني الكثير من سكانها من العوز والفقر المدقع نتيجة قلة المشاريع في المنطقة وضعف الخدمات وتراجع مستوى المعيشة ، وملف الإغاثة من الملفات التي يجب معالجتها بأقصى سرعة فيها ، لذلك نضع ما ورد في التحقيق برسم وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ريما القادري المعروفة بإنسانيتها ، وبرسم مستشارها السيد أيمن القحف المتابع الجيد ، وأيضاً برسم منظمة الهلال الأحمر بسورية والمنظمات المانحة .....!!!!!