رسام محمد
بمقدار فرحي بفتح الطريق الدولي بين حمص وحماة والذي عبرته لأول مرة منذ 6 سنوات باتجاه قريتي، بمقدار صدمتي على خسارة مشهد لطالما أفرح قلبي..
لقد فقدنا ناعورة شيزر الحالة الجمالية المتفردة بمواجهة القلعة الأثرية والتي عمرها مئات السنين مجسدة الخير في سهلنا الجميل، وفرادتها بعيداً عن أخواتها في مدينة حماة تجعلها أكثر جاذبية..
نقلنا أسفنا إلى السيد محافظ حماة الذي تجاوب بشكل فوري وكانت النتيجة أن الناعورة سرقتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي عاثت فساداً في المنطقة وسرقت معها حجراً أثرياً عمره ثلاثة آلاف عام قد يكون من عمر الناعورة..
وعد المحافظ بأنه سيبذل قصارى جهده بالتعاون مع الجهات المختصة وعلى الأقل وضع ناعورة في نفس المكان لتعطي نفس المشهد.
ما فعله الإرهاب والأيدي الخبيثة استهدف وبشكل مفضوح تاريخنا وتراثنا لأنهم يريدون مسحه لتصبح ما يسمى (إسرائيل) تصوغ تاريخ المنطقة.
الآثار جزء من هويتنا وشاهد على الحضارة السورية الموغلة في القدم..
صحيح أن دور مديرية الآثار والمتاحف محوري لكنها بإمكاناتها المتواضعة لن تستطيع أن تفعل الكثير..
فلا بد من عمل يجمع إلى الحكومي المجتمع الأهلي والمنظمات الدولية لحماية التراث الإنساني فهو ملك البشرية جمعاء.
ليس من العبث أو الترف الفكري أن نتعلق بالآثار بل هي هويتنا... أحلم بأن التقط في القريب العاجل صورة بالقرب من ناعورة شيزر.