خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
كثرت في الفترة الأخيرة الإعلانات الطرقية وخاصة في العاصمة متضمنة في أغلبها منتجات غذائية بأنواع وماركات كثيرة وجديدة، منها البسكويت والشيبس الذي يحتل المرتبة الأولى، يليها الزيوت والإندومي وغيرها، مما يثير بعض التساؤلات ، هل صناعتنا باتت بسكويت وشيبس فقط وهل إعادة الإعمار تبدأ بهذه الصناعات البسيطة أم تحتاج لصناعات تتلاءم مع المرحلة القادمة وضخامة متطلباتها ..؟؟
«سيريانديز» سألت الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية الذي قال: صناعتنا التحويلية معظمها غذائية ونسيجية وكيميائية، ومن الطبيعي أن تكون الصناعات الغذائية هي أولى الصناعات التي تعلن تعافيها كونها لاتحتاج لتكلفة عالية وتكنولوجيا معقدة وإنتاجها سهل ، وهذه المنتجات مرتبطة بالاستهلاك المباشر للمواطن وهي تحتاج للدعاية والإعلانات للتشجيع على الشراء، وكثرة الإعلانات دليل تعافي هذه الصناعة على بساطتها، ولكن هذا لايعني أن بقية الصناعات غير موجودة بل يعاد تأهيلها وإقلاعها بصمت لأن منتجاتها لا تحتاج إلى دعاية ولا يلاحظ وجودها المواطن بشكل مباشر.
بينما قالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة نسرين زريق: الأكل هو أكثر المنتجات ذات سرعة تدوير في رأس المال، أي يتم إنتاجها وبيعها يومياً، وتصريفها في الأسواق هو الأسرع، مبينة أن المستثمرين عادة يبحثون عن المنتجات ذات الربحية الأعلى والدوران الأسرع ليستعيدوا ما أنفقوه كرأس مال بوقت قصير يتيح لهم إعادة توظيفه عشرات المرات.
وأكدت زريق أنه عندما يتم تقديم تسهيلات ودعم في تصريف باقي المنتجات غير الغذائية لتحقيق نفس المستوى من سرعة الدوران سيذهب حينها المستثمرون لتفعيل إنتاجيات اقتصادية مختلفة، أما طالما الدعم يجب أن يقدمه الشعب، فالشعب مبدئياً يستطيع دعم الأطعمة لأنه يحتاجها ليتمم حياته وهذه استطاعته ويقوم بواجبه، يبقى أن يؤدي الآخرون واجباتهم لدعم آلاف خطوط المنتجات الاقتصادية بدءً بعيدان الكبريت التي نستوردها وصولاً للإبرة والخيط التي نستوردهما أيضاً وينتهي بقطع غيار الطائرات، مضيفة: هذه اسمها صناعة وفيها آلاف المنتجات وتنتظر دعماً وتسهيلات وإحلال استيراد ودعم تصدير وتقديم الأراضي وتراخيص سريعة وميزات تنافسية في السوق المحلية، لافتة أنه بعد تحقيق هذا كله نستطيع وضع خطة لإعادة الإعمار، أما الآن فالخطة هي عبارة عن ناطحات سحاب للأغنياء سواء القدامى أو تجار الحرب الجدد.
وأوضحت زريق أنه حتى الآن لم يتم إدراك أن كلمة إعادة الإعمار هي كلمة تعني إعمار أو ترميم ما تهدم وإصلاح شأن المتضرر، قائلة: لا اذكر أن هناك ناطحات سحاب تضررت بالحرب ولكن اذكر مراكز بحوث علمية تضررت وبقي منها البعض الذي سيتم تأجيره كفنادق سياحية، وأيضاً لا اذكر أن هناك مدن نموذجية ومارينا تضررت ولكن اذكر 3 ملايين سوري مشرد من منزله في مختلف المحافظات اضطروا للجوء إلى محافظات آمنة والسكن فيها بالإيجار الباهظ، ولا أذكر أن هناك فنادق تضررت قدر ما اذكر آثار متضررة بالحرب وما بقي منها سنستخدمه للاستثمار، ولا أذكر أن ماروتا سيتي تضررت ولكن اعلم أن هناك منازل بالآلاف دمرها الإرهاب وانتقل ملايين المواطنين من الطبقة الوسطى إلى الطبقة الفقيرة بسبب هذا.
وختمت زريق: إعادة الإعمار يعني إصلاح ماتخرّب أو إعادة إيجاده أو إعادة بنائه.. ولا تحمل معنى التشييد العمراني للقصور