سيريانديز – مجد عبيسي
ما رأيناه اليوم عند مخبز المزة الاحتياطي؛ تمنينا لو يراه وزير التموين الدكتور عاطف النداف شخصياً.. فبعد الوقوف ساعة من الزمن أمام المخبز نراقب حركة المواطنين نحو الرابعة عصراً، كان يقف على الكوة قرابة عشرين شخصاً لساعة من الزمان ينتظرون، ولا يأخذ الخبز سوى شخصين بكمية ثابتة بشكل متناوب بينهما "سبعة ربطات" لكل منهما، وعيون الواقفين تنظر!
وما إن ينزل أحد هذين الاثنين عن درج الفرن حتى يتهافت المواطنون ليشتروا منه؛ فيتبرم فوراً ويقول: "السبعة بألف، إما خذ السبعة أو امش"، وطبعاً كان يتدلل على الطالبين ويخبرهم أن هذه الدفعة من الخبز محجوزة، يمكنك أن تحجز الدفعة التي تليها ؟!.
ويمكن أن يعطي الفران أحد المواطنين ريثما ينهي أحد البائعين صفقته ويعود لأخذ الكمية التالية!
أحصينا ما يكسبه البائع على أعين الأشهاد خلال ساعة واحدة فقط، فكان الرقم "يهز البدن"، قرابة 4 آلاف ليرة ربح صافي خلال ساعة من الزمن فقط !!
عندما حاولنا الدخول إلى الفرن ومقابلة المدير المناوب "كصحافة" لاستيضاح هذه الظاهرة، لم يفتح لنا أحد إلا بعد جهد جهيد من القرع، والعامل لم يفتح لنا على سواد عيوننا، وإنما ليقبض مبلغاً من أحدهم ويقول له "لف وخدهم من الطاقة".. وحين أخبرناه أننا صحافة ونريد مقابلة المدير المناوب . طردنا بذكائه فقط، دون أن يعلم أننا كنا نضمر سؤال للمدير حول كيفيه غض البصر عن هذا المشهد اليومي المتكرر؛ بتمرير كميات كبيرة من الخبز من داخل الفرن لأشخاص محددين أمام أعين الواقفين؟!.. نعم طردنا قبل أن نسأله، وبقي التساؤل عالقاً في حلقنا!.