سيريانديز
أوردت موسوعة جديدة على الساحة باسم ( موسوعة المُصدّر السوري ) بأنّ صادراتنا طالت / 750 / مادة في عام 2018 / استطاع المصدّرون السوريون إيصالها إلى / 107 / دول ..!
المفاجأة المدهش في الموضوع أنّ هذه الدول ليست مجرد دولٍ عربية أو أفريقية، أو شرقية، أو جنوبية شرقية، ولا مجرد دولٍ من أمريكا اللاتينيّة، بل كان منها دول أوروبية، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها وصلت الصادرات السورية إلى أسواقها ..!
وأوضحت تلك الموسوعة بأنّ أهم صادراتنا إلى تلك الدول تمثّلت بالحجرِ أولاً .. وليس انتهاءً باللوز، مروراً بزيت الزيتون والتفاح والبرتقال، والكمون وصوف الغنم والعبوات الزجاجية، وحبة البركة واليانسون والفستق الحلبي والبندورة، والأدوية والألبسة.
هذا المشهد المثير والجدير بالتأمّل، يؤكد على نقطتين هامتين، تدفعاننا باتجاه نتيجة واحدة.
النقطة الأولى : تتمثّل بأهمية مقدّراتنا على الرغم من كل ما حصل، وعلى الرغم من أنّ ما حصل قوّض من إنتاجنا كثيراً، وغيّب عن أجندة الصادرات الكثير من المواد والمنتجات الأخرى ذات الأهمية العالية، أقلّها القمح والشعير والقطن واللينت الناجم عن حلاقات بذور القطن، ولكن على الرغم من ذلك فإن / 750 / مادة نقوى على تصديرها اليوم، فإن هذا يُشير إلى الغنى، والتنوّع السلعي الكبير الذي تمتاز به سورية، وهذا يتطلّب منّا الكثير من التركيز على هذه المواد كلّها، وتحديد أصنافٍ معينة ذات المردود الأكبر للعمل على استنهاضها وزيادة إنتاجها أكثر فأكثر، فهذا الاتساع الأفقي للسلع بات مضموناً، ولكن ربما نحتاج اليوم أكثر إلى نهوضٍ عمودي بالسلع الأهم والأكثر جدوى، وصولاً إلى أفضل النتائج.
النقطة الثانية : تتمثّل بطاقاتنا البشرية المميّزة، والتي يعبر عنها هنا التاجر السوري ببراعته التي من خلالها يستطيع اختراق الأسواق، وأن تكون سلعنا ومنتجاتنا هكذا ببساطة عابرة للقارات، وللخلافات والمنغّصات، فهذا يعني أنه استطاع أن يُقدّم منتجاً جيداً، وعرضاً جذاباً لهذا المنتج، فسجّل هذا النجاح كله.
النتيجة الواحدة : النتيجة التي تدفع بها هاتان النقطتان إلى حيّز الاهتمام تتمثّل بضرورة البحث عن كل ما يمكن أن يدعم هؤلاء المصدرين البارعين من أجل تحقيقه، وتسهيل أمورهم، وتشجيعهم وتحفيزهم من أجل المضي قدماً نحو تعظيم هذه الحالة، وتكريسها أكثر فأكثر، لأن هذه الحالة لا تقتصر في الواقع على مجرد الشعور بكفاءة المصدرين، ولا بكفاءة البلاد على المزيد من الإنتاج، وإنما يُشعرنا أيضاً بفرحٍ غامر وانتعاش واعتزاز، بأن روعة ما نمتلكه نستطيع من خلاله تحقيق هذه الاختراقات كلها .. وهذا العبور .
عن موقع الثورة اونلاين