أطلق رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس استراتيجيىة جديدة لدعم قطاع الدواجن وتجاوز الصعوبات التي فرضتها الحرب ليستطيع تأمين حاجة السوق المحلية والمنافسة في الأسواق الخارجية بالسعر والنوعية، وذلك انطلاقا من الأهمية التنموية لهذا القطاع ودوره الكبير في تحقيق الأمن الغذائي وتكريسا لمبدأ الاعتماد على الذات الذي تنتهجه الحكومة لمواجهة العقوبات الاقتصادية الجائرة بحق الشعب السوري.
وبين المهندس خميس خلال اجتماع نوعي مع مربي الدواجن بحضور وزراء الزراعة والمالية والإدارة المحلية والاقتصاد والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والأمين العام لمجلس الوزراء أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو الوقوف على الصعوبات التي تعترض قطاع الدواجن ووضع الحلول لها بما يمكن من إعادة إطلاق كافة منشآته المتوقفة عن العمل وتوفير متطلبات ومحفزات إعادة تأهيلها، مشيرا إلى أنه تم خلال العامين الماضيين القيام بخطوات إسعافية لمساعدة قطاع الدواجن على الاستمرار في الإنتاج ومع بدء تعافي هذا القطاع باتت الحاجة ملحة لوضع استراتيجية متكاملة لإعادته إلى الصدارة التي كان يتمتع بها على مستوى المنطقة بما يؤمن حاجة السوق المحلية ويساعد على تصدر الأسواق الخارجية.
الاجتماع الذي تم خلاله الاستماع بشكل مطول إلى طروحات مربي الدواجن خرج بعدة مقترحات سيتم عرضها على مجلس الوزراء خلال جلسته غدا لاتخاذ ما يلزم بشأنها .
وتم خلال الاجتماع تشكيل لجنة من وزراء الاقتصاد والزراعة والإدارة المحلية ومعاون وزير التجارة الداخلية للتنسيق مع المجلس الاستشاري للدواجن لوضع رؤية متكاملة خلال ثلاثة أشهر لتوصيف واقع منشآت هذا القطاع المتوقفة عن العمل لتوفير كل مسلزمات تشغيلها وتجهيزها بالمعدات الحديثة بما يمكنها من العودة للإنتاج وتسوية أوضاع المداجن والمسالخ غير المرخضة وتحديد الاماكن المثلى لإقامة المسالخ ووحدات اتبريد تنسجم مع واقع الإنتاج .
وتم تكليف وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تكثيف الجهود المبذولة لتوفير الأعلاف واللقاحات والأدوية ووسائط النقل المبردة وأماكن التخزين والجهات البحثية والخدمية والإرشادية والكوادر المدربة، وتقديم مقترحات حول البيئة التشريعية اللازمة لدعم مربي الدواجن ومساعدتهم على تجاوز مفرزات الحرب.
كما تم تكليف وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وضع آلية لاستجرار منتج الفروج من المربين والتدخل الإيجابي لتثبيت سعره عند انخفاضه في الأسواق وزيادة وحدات التخزين ومنافذ البيع المباشر للبيض والفروج في صالات السورية للتجارة بما يساهم في منع احتكار المادة في الأسواق وتوفيرها للمواطنين بالنوعية والأسعار المنافسة.
وأشار وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى أن هناك أكثر من 1200 مفذ بيع تابع لصالات السورية للتجارة جاهزة لاستقبال منتجات المربين من لحوم وبيض والراغبين في عرض منتجاتهم عبر هذه المنافذ، موضحا أن السوق السورية تستهلك سنويا 58 مليون من مادة الفروج و 3 مليار من مادة البيض.
رئيس مجلس الوزراء بين أن الحكومة جاهزة لتوفير التمويل اللازم لتطوير قطاع الدواجن والاستفادة من المزايا النسبية التي يتمتع بها ليكون رائدا على مستوى المنطقة، كاشفا عن أنه تم إجراء الدراسات المالية اللازمة لتنظيم قطاع تربية الدواجن وتوفير متطلبات استمراريته في تلبية حاجة السوق المحلية على المدى الطويل وتصدر الأسواق الخارجية ابتداء من منح التراخيص وصولا إلى المنتج النهائي الذي يحقق ربحا كافيا للمربين ويكون مناسبا للمواطنين.
وأكد خميس أن الإصرار الحكومي على دعم المفاصل الإنتاجية في القطاعين العام والخاص على حد سواء وتطويع التحديات التي فرضتها الحرب لتطوير هذه المفاصل أكثر مما كانت عليه سابقاً هو تأكيدٌ على استمرار الدولة السورية في توفير صمام الأمان الذي يمكن الاقتصاد المحلي من مواجهة الأزمات المحتملة، لافتا إلى إيمان الفريق الحكومي بضرورة التعاون مع القطاع الخاص الذي يعتبر شريكا استراتيجيا لا يمكن تحقيق عملية التنمية دون إشراكه في اتخاذ القرارات الاقتصادية الهامة .