كتب مجد عبيسي
لم تعد أخبار كارتفاع أو انخفاض سعر الصرف ذات أهمية في حديث الشارع.. وكأن الأمر بات سيان!
هل حقاً باتت أخبار احوال المواطنة والتصريحات الحكومية غير ذات أهمية للمواطن؟
جدل فيسبوكي واسع حدث إثر نشر الزميل ايمن قحف شعوره بالانكسار لعدم اهتمام المواطنين بالأحداث الكبرى.. حيث ايده كثيرون في حين ناقضه د. بهجت سليمان في منشور مضاد على صفحته ارتأى فيه انه بائس!
منشور أيمن قحف أمس، أثار العديد من ردود الأفعال بين شاد على يده ومناقشاً لبعض جوانبه رأى فيه حساسية مست مفهوم المواطنة وصميم أفعال المواطن السوري.
جاء في منشور الزميل:
"الحمد لله بدأ الناس يتعاملون بهدوء مهما بلغت الشدائد!!!
أصبح لدينا شعب صبور هادئ متفهم غير معني ، حتى على الفيسبوك أصبح المعترضون على أي شيء قلة، وإن أبدوا عدم اعجابهم بشيء فهم لا يفعلون شيئاً للدفاع عن رأيهم أو لقمتهم أو حتى سلامتهم!!
ليس مهماً اليوم أن يصبح الدولار بـ 600 ليرة ،رغم أن زيادة ليرة في السابق كانت نذير شؤم تستنفر له البلد!!
ليس مهماً أن تزيد أسعار البنزين على الفقراء وتنخفض على الأغنياء !!
ليس مهماً أن يتم توقيف زوجة شهيد لانفعال نتيجة الظلم رغم ولاء الحكومة والشعب لأرواح الشهداء والالتزام بحماية ذويهم فهم قدموا الدم ، وبالمقابل نجري تسويات مع من سفكوا الدماء وخربوا البلد فنصفح عنهم ويعودون إلى "حضن الوطن"!!
ليس مهماً أن يضيع يوم كامل من عمل مجلس الشعب في مهاجمة زميل لهم لمنشورات كتبها بنبض شريحة يمثلها بدل الاهتمام بقضايا المواطن!!
ليس مهماً أي شيء ، وكلمة الحق في خبر كان بل وتلاحقها "الجريمة الالكترونية"..
تعودنا..تمسحنا ..الحقيقة المرة أنه تم القضاء على مفهوم "المواطن " وغدت المواطنة الحقيقية نقيضاً للـ "وطنية" بل تهمة!!
منشور القحف الذي أضاء على مؤشر خطر، رد عليه السفير اللواء د.بهجت سليمان عبر صفحته منافياً لفكرة التعميم ورد فيه:
• على من يقولون بأنه
( تم القضاء على مفهوم "المواطن"وغدت المواطنة الحقيقية نقيضاً لل "وطنية" بل تهمة!!)
أن يفهموا بأنّ لغة التعميم بائسة، وأنّ ملايين الشُّرَفاء، يرون عكس هذا الرأي.
ليرد الزميل القحف بأن ما كتبه يحمل معنى الاحتجاج اللطيف على حياد المواطن أو تحييده عمدا لدرجة أنه بات يعتبر نفسه غير معني لدرجة العجز. هو تحريض إيجابي نحتاجه لممارسة مفهوم المواطنة الذي يجعل رأي المواطن مهما وليس في بعض الأحيان تهمة يعاقب عليها !!
ليتوافق د.سليمان برد لاحقاً بأنه في هذا السياق لا بأس، ولكن الوضع النفسي للمواطنين نتيجة الضغوطات النفسية والمادية الهائلة عليهم، تقتضي من أصحاب الكلمة التخفيف عنهم وهدهدتهم، وليس صب الزيت على النار (والهشيم موجود والحرارة مرتفعة).
وأيد البعض فكرة منشور الزميل ايمن بأن الوضع النفسي والمادي للمواطنين بات يتطلب حلولاً جذرية وسريعة.. وليس كلمات وعبارات تخفيفية.
في حين رأى البعض أن طريق الحق والوطنية بات موحشاً كثيرا، وسيل الفساد يكاد يصبح جارفاً لكل من حوله من ملتزمين..
وتعقيبا على ما جاء به منشور د. بهجت سليمان بأنّ ملايين الشُّرَفاء، يرون عكس رأي الزميل أيمن.
لاحظنا بعين المراقب على المنشورين الفرق الواضح بنسب التفاعل من جمهور العالم الافتراضي، والفرق الواضح في ميل قلب الشارع نحو منشور الزميل.. علماً أن معظم الاصدقاء مشتركين بين المذكورين.
نقول بأن عين المراقب اليوم تطرف بأن قوارب الشعب وكأنها رست مؤخراً عند شط غريب من "التنطيش" الذي بات يتطبع فيهم رويداً رويداً.. وكأنهم السكان الأصليين لجزر اللامبالاة الضائعة! أو أصيبوا بداء "التمسحة". فموضوعات ذات مغزى ومساس فعلي لهموم المواطن لا تلقى التعاطي الذي كان منذ سنوات، مقابل ملاحظة احتدام التعليقات على من سيحضر حفل لنوال الزغبي مثلا، وسيل من السباب والعويل على سعر البطاقة وتوقيت الحضور!!.. هل فقدنا شعورنا بالمواطنة حقاً؟!!