خاص – سيريانديز
تبدو خطوة غرفة تجارة ريف دمشق غير بعيدة عن مجموعة الأهداف التي أعلنتها الحكومة لحماية الصناعات التراثية والتقليدية وفي نفس الوقت تطوير الحرف، ففي بادرة اجتماعية فريدة من نوعها، عزمت غرفة تجارة ريف دمشق على إنشاء مركز لإحياء الصناعات اليدوية التي تشتهر بها سورية عموما ودمشق وريفها خصوصاً, وتشمل المهن والحرف المهددة بالزوال بعد تعرضها للإغلاق والتدمير وحتى هجرة كوادرها نتيجة الحرب. التي شأنها –إن انتعشت- تحقيق قيم مضافة عالية تتجلى في دقة وجمالية والتفرد في التصنيع، الى جانب عودة الألق إليها كجاذب للسياح الذين غالباً ما تكون هذه المنتجات مقصداً لهم.
هذا وتعد هذه البادرة خطوة مميزة باتجاه الحفاظ على تراث البلد من الحرف والصناعات التي عرفت سورية بها على مدى الآلاف من السنوات. وبالتالي منعها من الاندثار باعتبارها جزء مهم من الذاكرة السورية الغنية وذائعة الصيت في كل أنحاء العالم، حيث كان تجار دمشق خير من نقلها للعالم.
وقد صرح رئيس غرفة تجارة ريف دمشق وسيم القطان لسيريانديز حول ذلك أنه من المهم أن ينطوي البعد الاجتماعي في عمل الغرف على إحياء هذه الصناعات باعتبارها تشكل ذاكرة عميقة تشكلت على مدى مئات السنوات، ولابد من العمل على إعادة الحياة لها وتحويلها الى نقطة جذب حضاري وسياحي كما كانت.
وأشار أنه انطلاقاً من هذه النقطة كانت فكرة انشاء المدرسة، والتي تمنى أن تنتشر على نطاق أوسع في المستقبل لما لها من أهمية وتأثير في وجدان كل سوري".
وحول تفاصيل فكرة المركز أكد أنها تقوم على التدريب المركّز والعميق على مجموعة من الصناعات التقليدية والحرفية والتراثية وفي مقدمتها صناعة الزجاج اليدوي والمعشق والحفر على الخشب والنحاس والموزاييك والصدف والقيشاني وغيرها, وسيجري التوسع لاحقاً لتشمل باقي الحرف والمهن التي اشتهرت بها دمشق وريفها.
وأضاف أنه يقوم بالتدريب خبراء وأصحاب كار في هذه الصناعات والحرف، بحيث يتحول التدريب واكتساب المهارات في المهن المستهدفة إلى جسر تعبر عليه هذه المهن الى الحياة والانتشار مجددا متجاوزة شبح الاندثار والنسيان.