سيريانديز - مجد عبيسي
سمعته حين قال: "مخرجات المؤتمر ستشكل قفزة نوعية في مجال التربية والتعليم.." نعم، هذا ما تعهد به وزير التربيه عماد العزب أمام وسائل الإعلام في تصريح صحافي له على هامش مؤتمر التطوير التربوي الذي يختتم فعالياته اليوم في "إيبلا للمؤتمرات"
كنت مدعوا ككثيرين غيري من الزملاء الإعلاميين لتغطية هذا الحدث المهم، وحين علمنا أن المؤتمر برعاية رئيس الجمهورية العربية السورية، تخيلنا فورا حجم الاهتمام والتنظيم الذي سنلاقيه. حين وصلنا، كان الحضور كثيفا جدا، ولكن التنظيم فيه مشكلة!!
أنا لا انظر في نصف الكأس الفارغ كما قد يظن البعض، ولكن ما سأقوله هو برسم وزير التربية شخصياً.. فلا يمكن أن نبني إنساناً إن لم نكن قدوة.
لأبدأ بما ارتكبه موظفو مكتب وزير التربية، حيث أعطوا خلال ساعة واحدة فقط من الزمن للحاضرين، مثالا عن التربية والتواضع !
نبدأ بتوزيع الضيوف على مقاعد المسرح، لم يكن منظما باأرقام او لافتات أو بأدلاء متفقين على كلمة واحدة! فبعد أن جلست كثائف الضيوف بتوجيهات متضاربة من الادلاء، جاء موظف من المكتب الوزاري لينقل الضيوف بطريقة أقرب ما تكون لطلاب الابتدائية "من يتبع لجهة كذا قيااام.. فلتنتقلوا للمكان الفلاني" فأحدث فوضى لم تكن.. وما زاد الطين بله عندما سمع تذمر بعض الشخصيات المهمة، فقال: "من لم يعجبه الامر فليغادر"...!!
فجلست جلسة صحية، ولم انبس ببنت شفة خوفا من ان يطردني السيد المحترم من المؤتمر.
موقف ثاني: أحد مرافقي الوزير يقول لزميل يقترب من الوزير -وكما تناهى إلى سمعنا: "..انقلع"..! ليتطور الامر لمشادة كلامية وتعالت الأصوات، ليلتفت الوزير قبل ان يصعّد مرافقه الموقف أكثر مع الإعلامي.. ويطيب خاطر الزميل الاعلامي ويتصور معه!!
موقف ثالث: قبضة حديدية تحكم على ذراع زميل وتشده بحركة سريعة: ابتعد عن الوزير..!! ليلتفت الزميل -الذي لم يعرف ما حدث ولم يدر أنه كان يمشي بجانب الوزير اساساً في الازدحام-.. فيجدها موظفة من مكتب الوزير أيضاً!!
العبرة من الافتتاح: برسم سيادة الوزير الموقر، بما انكم افتتحتم المؤتمر بكلمة لفتم فيها إلى سعي الوزارة لإحداث تحول تربوي منظم مبني على خطط مدروسة..!!
كيف سنقتنع بأنكم ستعملون على التحول التربوي، واقرب موظفيكم يتصرف هكذا مع الآخرين.. وهنا نذكر فقط بموقف السيد الرئيس خلال حضور الفيلم السينمائي مع عائلته، وكيف اقترب منه الجميع دون ان يمانعهم أحد.. بل واخذوا معه سيلفي!
لن نتكلم ايضاً عن ممانعة دخول الإعلاميين إلى الغداء بطريقة معيبة بعد ست ساعات من تسجيلهم المحاضرات وكلمات المتحدثين، ليغطوا لكم هذه الفعالية!!
لم يكن يضركم اللطف بإدخال الجميع، وخصوصاً بأن مبلغ يقارب 25 مليونا تكلفة مؤتمر، لن تكسر الميزانية بدعوة الجميع للغداء!!، وخصوصاً أن بطاقات دعوة الغداء كانت داخل الحقائب التي وزعتموها على من سبق من الضيوف.. والتي لم تكن بعدد الدعوين!
وبقينا نستمع المشاجرات حول الحقائب حتى آخر ساعات اليوم الأول من المؤتمر!!