خاص- كتب غسان فطوم:
29 مليار و143 مليوناً و450 ألف ليرة سورية مقدار الموازنة الاستثمارية لوزارة التعليم العالي والجهات التابعة لها لعام 2020، والتي كُشف عنها أول أمس من قبل لجنة الموازنة والحسابات في مجلس الشعب أثناء مناقشة الموازنة.
هذا الرقم الكبير يحتاج إلى توظيفه في الأماكن المناسبة التي تحتاجها مؤسسات التعليم العالي التي يعاني بعضها من مشكلات وصعوبات عديدة تؤثر على أدائها، إذ من الملاحظ ومن خلال الموازنات السابقة أنه لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح وخاصة ما يتعلق بدعم المشافي الجامعية وتحسين ظروف السكن الجامعي الذي يئن من المعاناة المزمنة، والاهتمام الجاد بالبحث العلمي الذي يعيش هو الآخر أسوأ حالاته في الجامعات، لذا من الطبيعي أن يسأل المتابع عن كيفية استثمار هذا المبلغ الكبير!!.
لسنا هنا بوارد التشكيك، وإنما واقع حال بعض المؤسسات التعليمية يشير إلى ذلك، فلا يعقل أبداً حال المدن الجامعية وخاصة في جامعتي دمشق والبعث، الوضع فيهما يرثى له، بسبب غياب الكثير من الخدمات التي يحتاجها الطلبة عدا عن ضيق الأماكن، والسؤال: لماذا لم يفكر العقل الاستثماري في وزارة التعليم ببناء وحدات سكنية جديدة بدلاً من الصيانة التي تكلّف أضعاف مضاعفة وليتها تكون "مظبوطة" إذا الملاحظ أن الترميم يحتاج لترميم!!.
أيضاً هناك الكثير من المخابر التي "أكل الزمان عليها وشرب" في العديد من الكليات العلمية تحتاج لتبديل ليكون الجانب العملي في أرقى مستوياته، فغير مقبول اليوم أن يقف الطلبة على الدور لأخذ دقائق بالدرس العملي!!.
هذا غيض من فيض معاناة مؤسساتنا التعليمية على اختلاف مهامها ومستوياتها والتي تحتاج "لنفض" كي تتخلص من الأداء العقيم والروتيني البعيد عن متطلبات وحاجات الطلبة وأساتذتهم، رغم أنها مؤسسات علمية وتدرّس فن الإدارة على أصوله!!.