|
كتب المحرر الاقتصادي :
أصبحنا اليوم على صقيع بسبب السماء الصافية التي تلت عدة أيام ماطرة مثلجة باردة، لا نكشف سراً أن كثيرين ليس لديهم وسيلة تدفئة إلا الدفايات الكهربائية، في حمص التي كنت فيها بالأمس بالكاد تزور الكهرباء هذه المدينة الباردة، وساعات التقنين لم تعد محددة بل مفتوحة، وحتى ساعات التزويد تتخللها فترات تقنين!
ما الذي جرى فجأة حتى تحولنا من نعمة الكهرباء الدائمة حتى في عز الصيف والمكيفات لنحرم منها أكثر من 12 -16 ساعة يومياً؟
هل هو فعلاً استهلاك طارئ من مصانع الأسمدة ؟!!
وماذا عن عودة كمية مماثلة تقريباً للشبكة من الغاز دون تحسن في وضع الكهرباء؟!
ما بين التصريح (المذهل ) لمصدر في وزارة الكهرباء منذ أيام ، وما بين تصريحاتهم القديمة لتبرير تقصيرها لتحميله للآخرين بل وتسخف جهودهم؟!!
نقلت الزميلة (الوطن) عن مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء قبل أيام: (أن كمية الغاز التي وردت من وزارة النفط مؤخراً بحدود 700 ألف متر مكعب يومياً تكفي لتشغيل عنفة واحدة فقط، وليس باستطاعتها بمطلق الأحوال تشغيل عنفات توليد الكهرباء المتوقفة عن العمل حالياً، التي وصل عددها إلى 8 عنفات.
وأشار إلى أن العنفة الواحدة تستهلك بحدود 900 ألف متر مكعب من الغاز يومياً، لذا فإن هذه الكمية بالكاد تكفي لتشغيل عنفة واحدة، لافتاً إلى أنه ليس من الضروري أن تزود هذه الكمية من الغاز كل يوم لعنفة جديدة متوقفة عن العمل، وتوزع بالتناوب، إذ إن هذه الكمية تعطى حسب الجدوى الاقتصادية للتشغيل، وبالتالي تعطى للعنفة التي باستطاعتها توليد أكبر كمية كهرباء.
ولفت إلى أن تزويد وزارة الكهرباء بهذه الكمية من الغاز كان له أثر بسيط على واقع الكهرباء، منوهاً بأن البرد الذي جاء خلال فترة الأعياد الحالية جعل كمية الغاز التي وصلت بلا أثر، بمعنى أن كمية الغاز أمنت 100 ميغا واط ساعي زيادة للشبكة الكهربائية، على حين أن انخفاض الحرارة زاد الحمل على الشبكة بحدود 200 ميغا واط ساعي، وبالتالي خسرت الشبكة الكهربائية 100 ميغا واط.
وبيّن أن درجة الحرارة تحسب تقديرياً من قبل وزارة الكهرباء، فإذا ارتفعت درجة الحرارة فوق 15 درجة مئوية ولو درجة واحدة، فإنها تسهم بشكل جيد في تأمين الكهرباء بشكل أكبر لجميع المواطنين، وتجعل وضع الكهرباء أفضل، أما إذا انخفضت درجة الحرارة لأقل من 10 درجات مئوية، فإن الأحمال على الشبكة ستكون كبيرة جداً، وسينعكس ذلك سلباً على واقع الشبكة الكهربائية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه حالياً في بعض مناطق ريف دمشق تنخفض درجة الحرارة فيها إلى ما دون الصفر بعدة درجات.
إلى هنا ينتهي الاقتباس وتبدأ أسئلتنا (البريئة)..
ماذا يريد المصدر المسؤول في وزارة الكهرباء أن يفهمنا بالضبط؟!!
هل يريد أن يقول أن هذه الكمية لا قيمة لها عند المستهلك الأهم وهو قطاع الكهرباء؟!!
هل يريد أن يقول أن وزارة الكهرباء تبحث عن شماعة لتحميل الفشل والتقصير في معالجة الخلل الفني والفاقد الكهربائي والمالي الذي باتت الحكومة على دراية به بل حتى في وزارة المالية باتت هناك أسئلة دقيقة ووجيهة حول احتساب التكاليف والأسعار والعمليات المحاسبية مع باقي الوزارات والمستهلكين؟!, ،
هل يريد أن يغير روايته السابقة بطريقة يظنها ذكية عندما حول الأنظار عن تقصير الكهرباء وعودة التقنين بسبب تزويد مصنع الأسمدة بمليون ومائتي ألف متر مكعب اعتبرأنها سبب التقنين واليوم يرى أن الكمية الجديدة لا أثر لها على الشبكة؟!!!
كلمات بسيطة من مواطن يعرف بواطن الأمور : من المعيب أن تتحدث وزارة كبرى مثل الكهرباء بهذا المنطق لتداري تقصيرها ، وهي تشبه عمل مكتب عقاري يمدح الشقة عند البيع ليربح أكبر عمولة ويذمها في اليوم التالي عند الشراء ليحصل أكبر مكسب؟!!ونقول ببساطة أن الفيول متوفر وبكميات كبيرة ومحطات التوليد مصممة للعمل على الفيول والغاز فلماذا لا تشغلون عنفاتكم المتوقفة بسبب الغاز على الفيول فتقللون ساعات التقنين؟!