كتب مجد عبيسي
كان رئيس التحرير قد اوحى إلينا عبر منشور شاركنا فيه أن نربط تاريخا مميزا كـ 2-2-2020 بعمل مميز.
سعيت جاهدا لأقوم بعمل جلل بهذا التاريخ، ولكن عبثاً، مر يوماً روتينيا كغيره، حتى شاء الله أن يكون مميزا من غير حول مني ولا قوة..! لنعد إلى تاريخ 12 كانون ثاني 2020، حين كنت قد اقترحت عدة افكار بسيطة، وصلت بطريقة ما لوزير النفط عن الحاجة للقيام بضبط أكثر للبطاقة الذكية، بعد أن وجد المستغلون عدة طرق لإحداث الفوضى مجدداً في آليات توزيع مادة الغاز رغم النظام المؤتمت الجديد، وعلى ما يبدو أن توجه الوزارة حينها كان في نفس السياق الذي لمسته، إذ أعلنت الوزارة بعد أيام عن اعتماد آلية جديدة لتوزيع الغاز تقوم على تقسيم المستفيدين حسب مراكز التوزيع كل باسمه وبرسالة نصية لجواله لياخذ جرته. بتاريخ 1-2-2020 ومع بدء تطبيق الآلية الجديدة، كان المشهد غريباً !! سيارات الغاز الممتلئة تقف عند مراكز التوزيع والجرات مصفوفة على قارعة الطريق، ولا ازدحام.. بالأصح لا أحد!!..
كانت الجرات تنتظر ليأتي ذووها ممن استلموا رسائلاً نصية.. لاصطحابها للمنزل. خلال يوم واحد يا سادة، انقلبت الآية من تزاحم وتدافع شديدين عند مراكز التوزيع.. إلى /لا أحد/ !!، هذا هو التنظيم. أنا من الاشخاص الذين لا يحبون التدافع، لذا فكنت لا آخذ مستحقاتي من مادة الغاز إلا إن وجدت ظرفا محترما لائقا بمواطن سوري يهتم لكرامته..
وطبعا دفعت ثمن هذا المبدأ حرمانا من مخصصاتي لفترات طويلة وصلت حتى ستة اشهر كاملة! وهنا نصل إلى فرحتي المخبوءة منذ بداية المقال، بتاريخ 2-2-2020 ولدى عودتي من عملي، وصلتني رسالة محترمة توعز إلي باستلام جرة محترمة من موزع محدد..
لم استوعب الأمر لاول مرة، فقرأت الرسالة مراراً، حتى تشبعت بشعور أني محترم حقا... ارتديت معطفي الاسود الذي يجعلني ابدو فاتنا، وامتشقت الجرة الفارغة بعد إزاحة شباك العناكب.. وتشريد عائلاتها التي كانت تظن ان بإمكانها الاستقرار للأبد على أملاك الغير، وسلكت الدرب المؤدي إلى الموزع المذكور. حين وصلت، وجدته بالانتظار، شاهد الرسالة النصية على جوالي، ولقم الجهاز بطاقتي، وناولني الجرة اللامعة.. نعم لقد كانت لامعة يا سادة كيوم 2-2-2020 ..!