عدي السلامي
مع اتساع نطاق تفشِّي فيروس كورونا حول العالم،أجريت العديد من البحوث والدراسات حول هذا الفيروس وأعراضه وانتشاره والتوعية والتشديد للوقاية من العدوى ، لكن الملفت بالبحث الذي سأتحدث عنه هو التوعية حول التأثيرات الجانبية التي قد تنجم عن الاستخدام المفرط والعشوائي للمطهرات والمنظفات.
وهذا البحث أجري من قبل طلاب مرحلة جامعية أولى من كلية الصيدلة جامعة الأندلس بعنوان: المخاطر المحتملة لاستخدام المطهرات في زمن كوفيد 19 لدى المجتمع السوري من إعداد فريق بحثي شمل الطالب علي لؤي الحوري والطالبة علياء مضر سلّوم بإشراف الدكتورة ريم حرفوش من كلية الصيدلة جامعة الأندلس، وكان الهدف الرئيسي من هذا البحث هو تسليط الضوء على الآثار الجانبية للمواد الكيميائية المستخدمة في الوقاية من فيروس الكورونا خاصة في ظل تسجيل بعض حالات التسمم والوفيات في سورية وبعض البلدان الأخرى متل إيران.
وتضمن البحث تصنيف المطهرات والمنظفات حسب توصيات منظمة الصحة العالمية إلى فعّال وغير فعّال وتصحيح المعتقدات الخاطئة حول هذه المواد ودراسة السمية المحتملة لها والتفاعلات الضارة الناجمة عن مزجها الخاطئ والآثار الجانبية على جهاز التنفس والجلد والعين والاغشية المخاطية التي يمكن أن يتعرّض لها المستخدم.
أمّا بالنسبة للأساليب المستخدمة في هذا البحث؛ ففي ظل الحجر الصحي لم تسمح الفرصة بإجراء بحث ميداني فتمَّ عن طريق إستبيان إلكتروني لتوصيله لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع السوري؛ علما أنه تم توجيه الاستبيان لمختلف فئات المجتمع، شملت المشاركة جميع المحافظات السورية فكان عددها 3204 مشاركة وكان للفئة العمرية بين ( 25إلي 34 سنة) النصيب الأكبر من المشاركة ومعظهم عانوا من آثار جانبية تراوحت من خفيفة الشدّة إلى متوسطة الشدة لشديدة جداً ومنها من احتاج لتدخل طبي وأخرى كانت عرضية ، وتباينت الاستراتيجيات المتبعة لتدبير الأعراض الناجمة بحسب موقع التأثيرات الجانبية.
وشمل البحث المعلومات الكافية حول الاستخدام السليم لتفادي الأعراض والتدبير الصحيح والمعتمد طبياً لهذه الأعراض.
كما وضّحت المجموعة بعدم وجود أي جهة أو مؤسسة داعمة لهذا العمل بل مجهود شخصي من قبل الباحثين وبالتعاون والتوجيه من قبل الدكتورة المشرفة ، مشيرين
بأنّهم لم يتلمسوا صعوبات واضحة أثناء هذا العمل فإذ اقتصرت على الإلمام بالمعلومات والدراسات النظرية .
وذكر الفريق بأنَّهم يعملون على تجهيز البحث لنشره في مجلة طبية عالمية قريباً وتمّت ترجمته إلى اللّغة الإنجليزية كورقة بحثية تتضمن مواصفات العمل البحثي المعتمدة.
وأكّدوا أنَّ هناك العديد من الأفكار البحثية الّتي يسعون إليها تتطلب ظروفاً أفضل ودعماً من مخابر وجهات بحثية.
ختم الفريق الباحث بدوره شاكراً كل الذين شاركوا في الإجابة على الاستبيان بصدق وشفافية آملين الاستمرار والتعاون مع جهات بحثية مختلفة لتطبيق أفكار ذات أهمية في المجال البحثي الطبي.