سيريانديز _ آية قحف
الهزات الأرضية أو الزلازل ظاهرة طبيعية معقدة، لا يمكن منعها أو معرفة وقت حدوثها، وقد أصبحت مثار اهتمام العالم مع التطور المدني والتوسع العمراني الذي وصلت إليه البشرية لما قد ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية فادحة عند وقوعها في المناطق المأهولة أو بالقرب منها.
وإن الوسيلة الوحيدة للتخفيف من آثار المخاطر الزلزالية هو اتخاذ التدابير والاجراءات تبعاً لمدى معرفتنا بالنطاقات الصدعية النشطة المولدة للهزات الأرضية، وبآلية حدوث الزلازل وتأثير مختلف العوامل البنيوية على استجابة المواقع والمنشآت للحركات الأرضية الناجمة عن الزلازل ومدى تأثرها..
وعن النشاط الزلزالي الحالي في الساحل السوري ، قام المركز الوطني للزلازل برصد كافة الاحداث الزلزالية الحاصلة في سوريا والمناطق المجاورة، ولقد تم رصد 935 هزة خلال الربع الأول من هذا العام 2020 ، التي توزعت بشكل عام على حدود الصفيحة العربية والصفائح المحيطة بها، وكان هناك تركيز للهزات الحاصلة في تركيا على الصفيحة الأناضولية.
وقد أثبت العلم والدراسات الحديثة أن الأرض أو القشرة الأرضية تتكون من مجموعة من الصفائح والتي تتحرك بشكل مستمر بمعدل سنوي محدد لا يتم ملاحظته ولكن لها تأثير تراكمي مع السنوات، يؤدي لزيادة الاجهادات، هذه الاجهادات التي ستتحرر بشكل هزات ممكن أن تكون هزات صغيرة أو متوسطة أو قوية.
هذا و شهدت منطقة الساحل السوري عدة هزات أرضية حيث شعر ببعضها سكان المنطقة الساحلية خلال اليومين الماضيين بتاريخ 14/4/2020 ولغاية 19/4/2020، بلغ عددها 25 هزة تراوح قدر الهزات بين (2-4.7) على مقياس ريختر. موقعها على الساحل السوري شمال غرب مدينة اللاذقية بمسافة 30-50 كم. .
وبالعودة للدراسات التاريخية تقريباً كل (250-300) سنة مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه التكرارية لحدوث الهزات يختلف باختلاف المنطقة والقدر الزلزالي المدروس، ونشير بأن اخر زلزال قوي حصل في المنطقة وآثر على مدينة دمشق وباقي المدن في بلاد الشام كان في البقاع اللبناني عام 1759.
واما عن الوسائل الفعالة للتقليل من مخاطر الزلازل فتمثلت بمعرفة المصادر الزلزالية وآليتها وتكراريتها وخصائصها وأكبر هزة ممكن أن تنتج عن كل مصدر، والتي يمكن معرفتها عن طريق تسجيل الهزات بشكل مستمر في الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي ومعرفة خصائص هذه الهزات ومواقعها ، مع إنشاء المباني المقاومة للزلازل وتطوير الكود الهندسي ، بالإضافة إلى السلوك الشخصي الأمثل قبل وبعد وأثناء الزلزال ورفع الوعي لدى المواطنين، والتحلي بالهدوء والسيطرة على الاعصاب لاتخاذ القرار السليم .
و فيما يتعلق بأعمال الحفر والتنقيب عن النفط ، تبين أنه لا توجد أية علاقة لعمليات الحفر او اي اثر بالحركات الأرضية علما ان
المناطق النفطية هي مناطق مستقرة تكتونياً بشكل عام وكون النشاط الحالي لكامل الصفيحة العربية وعلى الحدود الصفائحية، وهو ناتج عن حركة هذه الصفائح التكتونية .