الثلاثاء 2020-12-01 09:34:48 |
صحافة وإعلام |
حوار مفرط بالحزن يا سورية.. |
|
كتب حسام الرئيس
بائع الصحف الدمشقي، كنت زبونه طوال عشر سنوات، كنت مدمناً على شراء جريدتين يومياً على أقل تقدير من عنده، كان شراء الجريدتين يكلفني 5 ليرات وحوالي نصف ساعة من الحديث كل كم يوم مع هذا الرجل الآدمي والمثقف بمعنى الكلمة!!..
سافرت وعدت منذ سنتين..
البارحة فقط ذهبت لشراء صحف ومجلات للمرة الأولى منذ أن رجعت لبلدي...
طلبت مني إبنتي أوراق جرايد تحتاجها في عمل فني!! فقلت هي مناسبة روعة لأنام اليوم كعادتي منذ 30 سنة وأنا أقرأ جريدة! عادة توقفت من 10 سنوات!!!!
استقبلني الرجل بسلام وقبلات وحضن عن بعد، فهو المثقف الذي يعرف معنى الكورونا!
وبعد السؤال المتبادل عن الأحوال...
بادرته بالسؤال التقليدي... "شو بقيان عندك جرايد بآخر هالليل؟"
ضحك وكأنه يبكي
قال لي... آخر جريدة تم بيعها في محلات الجرايد بسوريا كانت في شهر آذار 2020... آخر جريدة دخلت محلي من 6 شهور يا عم! بعدها لم تصلني لا جرايد ولا مجلات ولا حتى كتب من الوزارة
سألته "ليييييييش!!"
الجواب كان صادماً... لكن كلنا نعرفه!
لا قراء... الورق المرتفع... الجرائد الرديئة... تذبذب الدولار وتغير مزاج ومواقف السياسة أوقف الصحف العربية... الفيسبوك..
كلها أسباب!!...
نعم أيها الأصدقاء!!
إنها 200 يوم لم يوزع فيها أي جريدة أو مجلة في العاصمة دمشق...
نحن نعيش زمن سلبي ورديء بكل معنى الكلمة...
ألم أقل لكم أنه حوار مفرط بالحزن!
2020
|
|