كتب: مجد عبيسي
باتت رسلة انتظار المواد التموينة في ظل ارتفاع الأسعار من أسوأ الاختبارات لصبر المواطن، فبعد أن كانت فترة وصول الرسالة النصية شهرين فقط، أصبحت "لأمر ما" ثلاثة أشهر!.. ثم "لأمر ما أيضاً" شارفت مهلة الأشهر الثلاثة على الانتهاء، وأعداد كبيرة من المواطنين لم يستلموا بعد مخصصاتهم التموينية من السكر والرز والشاي، ماذا يحدث؟!
يمكن لمتابع برنامح "وين" أن يلاحظ حجم التخبط في هذا البرنامج، من ناحية عدم استلام الشكاوى، إذ دائماً رسالة الشكوى تكون مذيلة (بانتظار الموظف)، وتبقى بانتظار هذا الموظف الذي لا يأت!!.. وأيضاً هناك مشكلة أرقام الانتظار، فقد لاحظنا خلال الفترة الماضية ما يلي:
بطاقتان استلمتا مخصصاتهما معاً في آخر دفعة قبل أكثر من 3 أشهر، بطاقة وصل ترتيبها في الانتظار 67.. وبطاقة ترتيبها 2230 !!.. لماذا هذا التباين الهائل بين الأرقام وقد تسلمتا المواد سوية؟!.. هذا يوحي بسوء توزيع للمواد بين الصالات.
كذلك، ظلت الأرقام في البطاقتين جامدة لأكثر من اسبوع، ثم... استلمت البطاقة ذات الرقم 67 مخصصاتها أمس.. بينما تغير رقم انتظار البطاقة الاخرى (ازدياداً) ليصبح 2377 !!.. لعمري إنه سحر مفترى.
وإن جئنا للسيارات الجوالة الخاصة بالسورية للتجارة، فقد شوهدت في أحد الأحياء وهي تفاوض من يريد أن يأخذ مخصصاته من السكر والرز أن يلغي طلب الشاي!!... أوليس من حق هذا المواطن بأن يأخذ مخصصات من الشاي كمن استلموا من قبله؟!.. أم سيذهب عليه دوره من نهاية الشهر؟!
وإن كانت المادة غير متوافرة فهذه مصيبة، لأنها المرة الأولى التي توزع بها المادة، وبناء على الكميات الموجودة من الشاي تم تقسيمها بالغرامات على حصص الأفراد في البطاقة الذكية، فلماذا اختفت المادة إذاً في أول توزيع لها؟
لم تبق سوى أيام قليلة لنهاية مهلة تسليم المخصصات التموينية (3أشهر)، وإلى اليوم أرقام الانتظار بالآلاف!! فهل أعجز ملف توزيع المواد التموينية السورية للتجارة فارتبكت؟ في وقت ينتظر فيه المواطن المادة المدعومة للضرورة، خصوصاً وأننا قد علمنا من مصادر في السورية للتجارة أنه كان هناك تعثراً في تأمين مادة الرز للصالات استمر 20 يوماً امتنعت فيه المؤسسة عن التوزيع، وهذا أحد أسباب جمود الأرقام، ولكن لم تفصح عنه إدارة المؤسسة بل تركت المواطن ينتظر وينتظر بجهل وتأفف، وكانت جميع التصريحات -للأسف- تؤكد بأن المواد متوافرة في المستودعات.. والشمس مشرقة والعصافير تزقزق.