مجد عبيسي
حينما يتفوق الإبداع على المنطق، تخرج الأفكار المجنونة !.. إياكم أن تظنوا أن هذه هفوة مهندس، وإنما تفكير متعمق خارج الصندوق تفتق عن إبداع لم أره إلا في اللوحات المفبركة على الفيسبوك بغرض النكتة، عقلي البسيط لم يستوعب -للوهلة الأولى- أن هذا العمل تم فعلاً في سورية، ولكن أول ما تبادر إلى ذهني أنه محرم على من قام بهذا أن يعطل في عيد العمال!
إن هذا العمل الهندسي "الفني" المنجز -ياسادة- منذ أيام قليلة، تم مع سبق الإصرار والترصد في (مشروع مدخل حيّ الشماس بحمص)، ولكن بعد ولادته، لم يعترفا أي من مجلس مدينة حمص أو شركة كهرباء حمص بأبوة هذا المولود الجميل!
مدير الاشغال العامة بمجلس مدينة حمص م.حيدر النقري برر عبر إحدى الوسائل الإعلامية أن مشروع مدخل حي الشماس كان من المشروعات المرصودة ضمن الخطة لتنفيذ طريق ذهاب وإياب بكلفة تقديرية تقدر بنحو 90 مليون ليرة سورية ومدة تنفيذ ثلاثة أشهر، وأنه فيما يتعلق بالمشكلة التي "تم تداولها" حول وجود برج للكهرباء عند طرف الطريق، فقد خاطبت مديرية الأشغال شركة الكهرباء هذه المعوقات في تنفيذ المشروع، ومنها وجود مركز تحويل هوائي وعدد من الأعمدة الجانبية والبرج الكهربائي موضوع المشكلة..
فردت شركة كهرباء حمص على مضمون مراسلات مديرية الأشغال بأن تكلفة نقل البرج 40 مليون ليرة سورية، ومن الصعب القيام بنقله حالياً، في الوقت الذي لا يمكن فيه تجاوز مدة التنفيذ المقررة للمشروع وهي ثلاثة أشهر.
لذا.. تم تعبيد الطريق بوجود البرج مع دراسة إمكانية وضع حمايات مؤقتة حوله ريثما تقوم شركة الكهرباء بنقله خارج الطريق!!
العذر كان أقبح من الذنب، هل انكسرت شركة كهرباء حمص "عن 40 مليون ليرة لنقل البرج حقاً؟!، وهل هذا مبرر لوضع برج في منتصف الطريق مما قد يتسبب بوقوع حوادث لا تحمد عقباها؟!.. هل هذا حل هندسي ينم عن وعي طبيعي يا سادة؟!
على كل حال، كان من المؤسف أن أشهد -خلال الفترة القليلة الماضية- الكثير من الاحتفالات والحفلات برعايات وزارية كلفت مئات الملايين من الليرات، وأن أشهد اليوم تبريراً أجدعاً يوحي بالفقر والعجز لدى القيام بأعمال البينة التحتية في الوطن!
مجد عبيسي